نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"له شقيق أسير وفَقَدَ 6 آخرين بأمراض صعبة"

الشهيد مصطفى صباح .. رصاصة "دمدم" قتلته وزادت والديه  ألماً فوق ألم 

 بيت لحم –نبــأ: 

"هو كلّ حياتي، ما في إلا هو عندي"، بهذه الكلمات وقف والد الشهيد مصطفى عامر صباح ( 16 عاما)، باكياً، يتحدث عن آخر لحظات نجله الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، خلال مواجهاتٍ في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، عصر الجمعة . 

وشعيت جماهير غفيرة جثمان في بلدة تقوع ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد "صباح" بموكب جنائزي مهيب، ردد خلاله المشاركون هتافات تمجّد الشهيد، وتدعو للردّ على العدوان، بعدما نقل جثمان الشهيد بموكب عسكري من مستشفى بيت جالا الحكومي، إلى مسقط رأسه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه . 

وعم الإضراب الشامل محافظة بيت لحم، حداداً على روح الشهيد "صباح" استجابةً لدعوةٍ من لجنة التنسيق الفصائلي.

وأصيب الفتى "صباح" برصاصة "دمدم " متفجر، اخترقت ظهره، واستقرت في رئتيه، ليُعلن الأطباء في المستشفى استشهاده بعد وقتٍ قصير من إصابته في المواجهات التي شهدتها خربة تقوع الأثرية في البلدة جنوب شرق بيت لحم ، وهي منطقة عادةً ما تكون مسرحاً لمواجهاتٍ مع جيش الاحتلال . 

والد الشهيد مصطفى صباح لم يتمالك نفسه، وانهار يذرف الدموع بعد تلقيه خبر ارتقاء نجله شهيداً، وقال إنه سمع صوت إطلاق النار من المنزل، واستشعر هو زوجته أن نجلهما كان في المواجهات، وبعد لحظات هاتَفه شقيقه وسأله عن مصطفى إن كان متواجداً في المنزل أم لا، ليتبين بعد ذلك أنه المصاب في المواجهات. 

وقال والد الشهيد: " وصلت الى المستشفى في بيت لحم، ووجدته قد فارق الحياة، وكانت أمنيتي أن أودعه قبل أن يستشهد، والحمد لله على كل حال". 

أما والدة الشهيد مصطفى فقالت وهي تذرف دمع الألم والغصة على رحيل فلذة كبدها، إنه كباقي أبناء شعبه كان يحلم بأن يكبر ويدرس ثم يبني ويتزوج، لكنه كان دائماً يقول إنه يريد أن يكون شهيداً.

وللشهيد مصطفى أخ في سجون الاحتلال الاسرائيليّ وهو "يزن" و معتقل منذ 14 شهراً، وعائلته تعيش حالة إنسانية مؤثرة، إذ توفي للشهيد 6 أشقاء (أخ وخمس أخوات) نتيجة إصابتهم بأمراض صعبة.

من جانبه، قال حاتم صباح أحد أقرباء الشهيد، إنّ جيش الاحتلال استهدف الشهيد بشكلٍ متعمد برصاصٍ متفجر، وهودليل على وجود نيّة مبيتة للقتل، مشيراً إلى أنّ بلدة تقوع تشهد انتهاكات مستمرة من قِبل قوات الاحتلال والمستوطنين. 

وفي أواخر سبتمبر الماضي، استشهد الطفل ريان سليمان ذو الـسبع سنوات "خوفا" بعد توقف قلبه، حينما لاحق جنود الاحتلال الإسرائيلي، طلبة المدارس خلال مغادرتهم مدارسهم في بلدة تقوع . 

وعلى الدوام، تتعرض بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، وقطعان المستوطنين، وعادةً ما يتمّ استهداف طلبة المدارس، ومطاردتهم، وإطلاق القنابل الصوتية والغازية داخل ساحات تلك المدارس، فيما يسعى المستوطنون لوضع أيديهم على مساحاتٍ من أراضي الأهالي في برية تقوع.

وباستشهاد الفتى صباح من تقوع، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 104، منهم 100 في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وشهيدان في قطاع غزة.

وكالة الصحافة الوطنية