نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

المحرر السايح لـ"نبأ": دعوة كل أسير عند الإفطار هي الجلوس على مائدة الطعام مع عائلته في رمضان القادم

نبأ-نابلس-شوق منصور:

رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، إلا أنهم يحاولون استقبال شهر رمضان المبارك  والاستعداد له بكل فرح  وسرور وأن يعيشوا أجواءه، رغم معاناتهم وبُعدهم عن عائلتهم واحبابهم في هذا الشهر الذي تجتمع فيه العائلة بأكملها على مائدة واحدة.
 
وكالة "نبأ" سلطت الضوء على حياة الأسرى داخل السجن وكيف يقضي الأسير أوقات الشهر الفضيل، من خلال الحديث مع الأسير المحرر أمجد السايح  الذي أمضى في الأسر 21 عاماً وتحرر قبل عام.

ويقول السايح: إن شهر رمضان المبارك داخل السجن يختلف اختلافاً كلياً عن خارج السجن، فالأسير يكون محصوراً في مكاناً وإمكانيات معينة، وتكون استعدادات الأسير لشهر رمضان المبارك  للعبادة والتواصل بين الأسرى.

وأضاف السايح: يحاول الأسرى ترتيب أمورهم في شهر رمضان المبارك ويحاولون توفير المياه الباردة، التي لا تكون متوفرة وخاصة في فصل الصيف، فالمياه  الباردة في السجن لديها معاني كبيرة، لا أحد يفهمها سواء الاسير، رغم أنه من أبسط الحقوق،  وبسبب سوء الطعام الذي يتم إحضاره من إدارة السجون يعمد الاسرى لاعداد الطعام بالمواد المتوفرة لديهم.

وبحسب السايح فإن يوم رمضان بالنسبة للأسير هو كيوم عادي، وخاصة أن إدارة السجن لا تسمح للأسرى باخذ راحتهم بل تتعمد التضييق عليهم، كم أنها لا تعطي إدارة السجن الأسير أمور زيادة في هذه الشهر كالسمح للاهل بزيارة أكثر او زيادة مدة الزيارة، أو السماح للأسير الممنوع من زيارة أهله أن تزوره.

وتابع السايح حديثه الأسير لا يفقد الطعام والشراب في شهر رمضان بل ما يفتقد إليه هو عائلته وخاصة إذا كان لديه ابناء، فهذا ليس بالأمر السهل، ففي كل رمضان يتجدد جرح الأسير ويتخيل نفسه رمضان القادم وهو محرر ويجلس مع عائلته على مائدة الطعام، وهذه دعوة كل أسير تكون قبل موعد الإفطار وفي كل وقت بشهر رمضان أن يأتي رمضان القادم وهو بين أحضان عائلته.

واستطرد السايح  " لقد مر عليّ رمضان 21 مرة داخل الأسر، وهذا أول رمضان لي مع عائلتي منذ اعتقالي، والشعور لا يمكن وصفه، ولكن فرحتي تبقى منقوصة فأنا منذ اقتراب شهر رمضان المبارك وأنا استشعر معاناة الاسرى في رمضان، فالسجن ليس بالأمر السهل سواء برمضان أو غير رمضان، فالمعاناة مستمرة ولكن في المناسبات تزداد أكثر.

وأكد السايح على أن حياة الأسر تختلف عن حياة الحرية، فالإنسان في النهاية لم يخلق لكي يكبد ويتقيد ويأسر مهما كان دنيته، وفي كل الشرائع السماوية وخاصة الدينية بالحدود ليس  فيها أسر الشخص  20 عاماً أو مؤبد.

وكالة الصحافة الوطنية