نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"عمليتان بنفس المكان في أقل من شهر"

"قمّتا حوارة الأولى والثانية" .. دلالات سياسية للمجتمعين في شرم الشيخ والعقبة

نابلس – نبــأ: 

بات الشارع الرئيسي في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، كابوس رعبٍ يلاحق قطعان المستوطنين الذين يستخدمونه للوصول إلى عدد من المستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين هناك، فرغم التواجد الأمني المكثف لجيش الاحتلال، وجهت المقاومة ضربتين مؤلمتين لهم في غضون أقل من شهر ، وكان لافتاً للجميع أنهما تزامنتا مع القمتين الأمنيتين في العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية .

ففي 26 فبراير/شباط الماضي، وبينما كانت تُعقد القمة الأمنية في العقبة، نفذ القسامي عبدالفتاح خروشة عملية  إطلاق نار جريئة وسط بلدة حوارة، قتل خلالها مستوطنان شقيقان من مستوطنة "هار براخا" الجاثمة على أراضي قريتي بورين وكفر قليل قرب مدينة نابلس، وبعد 10 أيام من الملاحقة اغتالته قوات الاحتلال بعملية عسكرية في مخيم جنين، وارتقى إلى جانبه 5 مواطنين بعضهم من عناصر المقاومة .

ومساء الأحد 19 آذار / مارس، أصاب المقاوم ليث نصار من بلدة مادما جنوب غرب نابلس، مستوطناً بجراحٍ خطيرة بعد استهداف مركبة للمستوطنين، بالرصاص، كانت تمر في ذات المكان الذي نفذ فيه الشهيد "خروشة" عمليته، وذلك خلال انعقاد قمة شرم الشيخ الأمنية، حيث أصيب المنفذ واعتُقل.

ورغم الإعلان عن مخرجات القمة الأمنية في العقبة وشرم الشيخ، إلا أن هناك اجماعاً واسعاً من أغلب الفصائل الفلسطينية، وبعضها منضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، على الرفض الكامل لمشاركة السلطة فيهما، إذ تعتبر الفصائل أنّ هدف القمتين أمني للقضاء على المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية. 
المختصّ في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، قال إن "قمة حوارة الثانية" وقعت كما "قمة حوارة الأولى"، لتؤكد مخرجات "الثانية"، قرارات "الأولى" -في إشارة الى العمليتين- وتعزز لدى كل الأطراف حقيقة المشهد والحالة المتوقعة خلال شهر رمضان . 

واعتبر أن المشاركة الفلسطينية في القمتين الأمنيتين بالعقبة وشرم الشيخ لا  يمثل سوى المقاطعة في رام الله، بينما الشعب الفلسطينيّ يخوض الاشتباك مع الاحتلال في الميدان.

من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، إن عملية حوارة تحمل دلالات سياسية للمجتمعين في شرم الشيخ والعقبة، مفادها أن المقاومة مستمرة ما لم يكن هناك حل سياسي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وأنّ عمليات المقاومة حتى لو كانت فردية، بات منفذوها يمتكلون المبادرة، بمعنى أنهم من يحددوا الزمان والمكان لتنفيذها، ولم يعد بمقدور الاحتلال منع هذا النوع من الهجمات.

 وأضاف نّ العملية الثانية في حوارة جاءت في ذروة استنفار اسرائيلي بالضفة، لمنع التصعيد الميداني قبل شهر رمضان المبارك، كما أنها تأتي بعد عام على عملية "كاسر الأمواج" التي اطلقها جيش الاحتلال لوقف سلسلة عمليات المقاومة، لكنّه فشل في ذلك واستمرت عمليات المقاومة، ما يعني اخفاقاً امنياً واستخباريا اسرائيلياً كبيراً. 

ومنذ مطلع العام الجاري حتى اليوم، قتل 17 إسرائيليًا في عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل، فيما تتجه الأنظار للأيام المقبلة، وخاصة خلال شهر رمضان، حيث تجمع التقديرات على انه سيكون مشتعلاً، وقد تقع فيه عمليات أقسى من تلك التي حدثت خلال الفترة الماضية.

وكالة الصحافة الوطنية