نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"أستغرب إصرار السلطة على المشاركة فيها"

البرغوثي لــ"نبـأ": لا فائدة من قمة شرم الشيخ .. وأربعة عوامل للتصعيد الأيام القادمة

رام الله – خاصّ نبــأ: 

على الرغم من الرفض الشعبيّ والفصائليّ الواسع لقمة شرم الشيخ الأمنية، التي ستُعقد اليوم الأحد في المدينة المصرية، إلا أنّ السلطة الفلسطينية، ضربت بعرض الحائط كل ذلك الرفض، وأعلنت مشاركتها في القمة التي تأتي تتويجاً لقمة العقبة في الأردن التي عقدت في السادس والعشرين من الشهر الماضي، في ظلّ عدم التزام الاحتلال بما اتُفق عليه وواصل جرائمه ومجازره بحق الفلسطينيين.

وتشارك السلطة الفلسطينية بوفدٍ يترأسه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، فيما ستشارك حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوفدٍ يرأسه رئيس ما يسمى مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، كما ستشارك جهاتٌ ممثلة عن مصر والأردن والولايات المتحدة.

ويهدف اللقاء إلى محاولة التوصل إلى تهدئة ميدانية، قبل حلول شهر رمضان المبارك، يوم الخميس المقبل، حيث تشير كل التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ الشهر الفضيل سيكون "متفجراً"، غير أنّ مسؤولاً في السلطة الفلسطينية قال لقناة "كان" العبرية إنّ فرص نجاح قمة شرم الشيخ "صفر".

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي، لــ"نبأ" إنّ هذا اللقاء لا يجب أن يحدث، ويجب أن يتم إلغاؤه، وطالبنا السلطة الفلسطينية بأن لا تشارك فيه لأن "إسرائيل" ستستخدم ذلك غطاءً لجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وخاصةً انها تنكرت لكل ما جرى في العقبة قبل أن يجف الحبر الذي كتب به بيان القمة آنذاك، وارتكب المستوطنون  جريمة كبرى في بلدة حوارة، وأعلن الإسرائيليون التنصل من كل البيانات التي صدرت، كما أنّ حكومة الاحتلال لن تقبل ان تجمد الاستيطان على الاطلاق ووزراؤها ممعنون في عملية بناء المستوطنات وضم الضفة الغربية.

ورآى أنّ اجتماع شرم الشيخ وسيلة لتخفيف العبء على الولايات المتحدة الامريكية، التي تتنصل من القيام بواجبها في لجم الحكومة الفاشية الاسرائيلية،  واجبارها على وقف مجازرها واعتداءتها بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي هذا الاجتماع لن يكون مفيداً خاصةً ان غالبية القوى الفلسطينية ضد اللقاء بما في ذلك غالبية قوى منظمة التحرير الفلسطينية.

واستغرب "البرغوثي" إصرار السلطة الفلسطينية على المشاركة في هذا اللقاء، رغم الرفض الواسط للقوى الوطنية لتلك المشاركة، قائلاً إن هذا سؤال يجب ان تجيب عنه السلطة، لكن قد يعود ذلك إلى ضغوط أمريكية على السلطة لإجبارها على المشاركة، أو استمرار البعض في نهجه الذي فشل على مدار 30 عاماً بالمراهنة على المفاوضات مع حكومات اسرائيلية لا تريد التفاوض ولا التوصل الى الحل الوسط، بل تواصل انعطاف نحو الفاشية والتمييز العنصري أكثر فأكثر.

وتوقع "البرغوثي" أن تشهد الأيام القادمة، تصعيداً ميدانياً وانفجاراً شاملاً، لافتاً إلى أنّ  هناك 4 عوامل يمكن أن يؤدي كل منها الى انفجار، أولها الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الاقصى، ثمّ جرائم القتل المتواصلة حيث ارتكبت "اسرائيل" 5 مجازر منذ بداية العام، أما العامل الثالث فيتمثل باستمرار التوسع الاستيطاني الخطير والتهديدات بالتطهير العرقي في المناطق المصنفة (ج) ورابع تلك العوامل فهو الاعتداءات على الأسرى في السجون الاسرائيلية، والذين من المتوقع أن يشرعوا بإضراب مفتوح عن الطعام أول أيام شهر رمضان. 

وعبّرت حركة حماس عن استهجانها مشاركة السلطة الفلسطينية مجدداً في اجتماع شرم الشيخ الأمني، ودعته "إلى العدول عن قرارها في المشاركة في هذا الاجتماع الذي لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على الأرض".

بينما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي في بيان مشترك،بأشدّ العبارات إصرار السلطة على المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية التي تشكّل انقلابًا على الإرادة الشعبية. 

وأضاف البيان، أن "إسرائيل تستغل هذه القمم واللقاءات الأمنية لشنّ المزيد من العدوان بحقّ شعبنا". 

وطالب البيان قيادة السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في المؤتمر.

كما دعت أحزاب "الشعب" و"الجبهة الديمقراطية" و"فدا" اليسارية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية مصر والأردن إلى "إلغاء اجتماع شرم الشيخ وعدم المضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".

 وطالبت الفصائل الثلاثة، الرئيس محمود عباس بـ "وقف المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع".

 وقالت: "باتت هذه الاجتماعات ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني والمتمثلة في إنهاء الاحتلال".

وكالة الصحافة الوطنية