الخليل – خاصّ نبأ:
بعد انقطاعٍ لسنوات، أجرت جامعة الخليل ، في الثاني من نيسان/آذار الجاري انتخابات مجلس اتحاد الطلبة، وفازت كتلة الشبيبة الطلابية التابعة لحركة فتح بـ25 مقعداً مقابل 16 مقعداً للكتلة الاسلامية التابعة لحركة حماس، فيما تتجه الأنظار غداً الثلاثاء إلى جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، حيث ستُجرى انتخابات مجلس طلبتها .
ورافق التحضير لانتخابات الجامعتين حتى يوم اجرائها، تدخلاتٍ خارجية من الأجهزة الأمنية، لصالح دعم كتلة "الشبيبة"، مقابل ملاحقة وتهديد طلبة الكتلة الإسلامية، أو مَن تتوقع الاجهزة الأمنية أنهم سينتخبونها. وفق مراقبين ونشطاء
في هذا الإطار، قالت الكاتبة والناشطة لمى خاطر لـ"نبأ"، إنّه لا بد من تقييم انتخابات جامعة الخليل، في سياقها العام وليس فقط النظر الى نتائجها، خاصةً وانها أجريت بعد سنوات من تغييب مجلس الطلبة، وبعد سنوات من غياب نشاط الكتلة الاسلامية والتي عادت الى نشاطها الواضح منذ عام في الجامعة، وعليه كان متوقعاً أن لا تكون النتائج متقدمة لأن المعيار الأساسي لنتائج الانتخابات هو نشاط الكتل، فحينما تكون كتلة من الكتل غائبة ولا يلمس الطلبة عملها، فهذا يحتاج وقتاً لرؤية النتائج في صنادق الاقتراع، وهذا ما يحدث في جامعة بيرزيت، حيث لا تنقطع نشاطات الكتلة الاسلامية فيها، وبناءً عليه يجدد الطلبة كل عام ثقتهم بها.
وبيّنت أنه لا يمكن اغفال حجم الترهيب الكبير في الخليل بالمقارنة مع مناطق أخرى، لأنه هناك تركيز على جامعات الخليل التي تعاني هيمنة، فيما يتعرض طلاب الكتلة الإسلامية للملاحقة والترهيب، ناهيك عن محاولات منع قطاعات كبيرة من الطلبة للتصويت، وهو ما يفسر تدني نسبة الاقتراع في انتخابات الجامعة الأخيرة، بمعنى أن نسبة المشاركة في التصويت لو ارتفعت قليلاً لصبّت في صالح الكتلة الاسلامية، وهذا يعني أن التحدي في انتخابات الخليل هو نسبة المشاركة، فالاجهزة الأمنية من خلال حملات الترهيب التي تقوم بها تعمل على تحييد جمهور الكتلة الاسلامية الذي يؤيدها، وهو جمهور في حال مورست عليه ضغوط يصبح لديه نوع من العزوف التلقائي عن التصويت .
وأضافت أنّ من يشرف على إدارة العملية الانتخابية في الجامعات هي الاجهزة الامنية، لكنها توقعت أن تكون نتيجة انتخابات جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل أفضل لصالح الكتلة الاسلامية، وأن تكون أيضاً نسبة المشاركة أعلى منها في جامعة الخليل.
وأشارت "خاطر" إلى أنّ من اهم اسباب التضييق على الطلاب بالتوزاي مع دور الاحتلال هو محاولة تحييد واخراج الحركة الطلابية من دائرة الفعل والتأثير على المشهد العام، وضربت مثالا على ذلك بمجالس الطلبة في انتفاضة الاقصى الثانية، حيث كان يطلق على جامعة بوليتكنك فلسطين "جامعة الاستشهاديين"؛ نظراً لخروج عدد كبير من طلابها لتنفيذ عمليات مؤلمة للاحتلال وهو ما ادى لإغلاقها، واليوم اصبح النشاط النقابي في الجامعات مشلولاً بفعل ضغط الاجهزة الامنية وهيمنتها على بعض الجامعات وملاحقتها للطلبة، لكن شيئا فشيئاً أصبحت الجامعات تستعيد دورها على وقع تنامي حالة المقاومة في الضفة الغربية.
من جهته، قال الناشط عيسى عمرو لــ"نبأ" إنّ اجراء الانتخابات يجب أن يكون دورياً، وعلى الجامعات أن تضمن حرية العمل النقابي واجراء الانتخابات دون تدخلات.
وقال إن "ما رأيته في جامعة الخليل مسرحية انتخابية وليس انتخابات حقيقية، لأن السلطة والاجهزة الأمنية بجميع مقدراتهم دعموا كتلة الشبيىة الطلابية في مقابل تهديد وملاحقة طلبة الكتل الأخرى".
وعن جامعة بوليتكنك فلسطين، قال "عمرو" إنه تم ملاحقة طلبتها وتهديدهم ووعيدهم، فيما فصل احد الطلبة من مكان عمله بسبب نشاطه السياسي، لافتاً إلى أن هناك اجواء قمع من الأمن بشكل واضح، والمطلوب من الجامعات ان تضغط على الاجهزة الامنية وتمنعها من التدخل في شؤونها وشؤون طلبتها النقابية .
في حين رأت النائب في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة، أنّ سياسة العصا الغليظة فرضت في انتخابات جامعة الخليل، وكانت فيها هناك واضحة وضغوطات من الاجهزة الامنية على طلبة الكتلة الاسلامية، ومع ذلك تمكنت الكتلة من الفوز ب16 مقعداً رغم تلك الممارسات.
واعتبرت في حديث لـ"نبأ" ان ما حصلت عليه الكتلة الاسلامية في جامعة الخليل فوزا حقيقيا رغم كل الملاحقات والتهديدات الامنية والاعتقلات السياسية .
وطالب "الحلايقة" بوقف تغول القرار الامني على قرارات الطلبة وأن يترك المجال للطلبة في العمل النقابي داخل الجامعات، وأن لا يُسمح بعسكرة الجامعات بسلوكيات الأجهزة الأمنية وتدخلاتها .