نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

سرطان وفيروس أفريقي يصيب الأسير يعقوب قادري والاحتلال يماطل بالعلاج

جنين – نبأ – علا مرشود

على مدار عام كامل عانى الأسير يعقوب قادري يعقوب أحد أبطال نفق الحرية من آلام وأعراض مرضية مختلفة وسط تجاهل ومماطلة من إدارة مصلحة سجون الاحتلال التي عرف عنها ممارسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين بل تعدى ذلك ليصل لما أماه البعض بمحاولات التصفية والاغتيال للأسرى الأبطال.

في مقابلة هاتفية مع محمد شقيق الأسير يعقوب قادري أكد أن يعقوب كان يعاني قبل أحداث النفق ولكن معاناته ازدادت بعد أحدث النفق حيث تعرض لضرب مبرح في محكمة الناصرة لاحقًا لذلك تبين بالفحوصات الطبية التي أجريت بعد مماطلات كثيرة وجود مشكلة في الغدة الدرقية.

يقول شقيقه محمد: "طالبنا جمعيات حقوق الإنسان ماطلوا لأكثر من سنة حتى أخذوا الخزعة ثم تبين فيها أنه يحمل السرطان في الغدة الدرقية ولم نعرف بهذه النتيجة إلا قبل شهر ونصف رغم أن الآلام بدأت منذ عام وأكثر". 

يشير قادري إلى أن شقيقه حتى الآن لم يتلقى أي نوع من العلاج الخاص بالسرطان علمًا بأنه أبلغ المحامي أن إدارة السجون وقعته على أوراق تنص على أنه سيتلقى العلاج خلال ستة أشهر إما بالاستئصال أو بالنووي بدون تحديد موعد.

زارت عائلة الأسير يعقوب قادري نجلها قبل 15 يومًا وخلالها شكى للأهل عن وجود تقرحات ودمامل في منطقة الصدر والظهر وضيق بالتنفس وآلام حادة بالمعدة ووصف يعقوب حالته لعائلته خلال الزيارة فقال: "وضع الزنزانة مأساوي، أنا قاعد بموت البطيء".

الأمر الذي شكل للعائلة تخوفًا جديدًا على حياة ابنها الذي يعاني مجددا من أعراض مرضية غريبة، وهنا كانت المفاجأة حيث يروي محمد قادري: "أبلغنا المحامي بشكل مفاجئ أنه تم نقله لعيادة السجن وإبلاغه بأنه يحمل جرثومة البلهارسيا"

 ولم يتلق يعقوب أي علاج للفايروس سوى المسكنات على مدار 5 أيام كما تم إبلاغه أن هذه الجرثومة لا يتوفر لها أي علاج لديهم مع الإشارة إلى إمكانية أن يتفاقم وضعه الصحي بسبب ظروف السجن والزنازين عديمة التهوية والرطبة وغير المهيأة للرعاية الصحية، حسب محمد.

السؤال الذي يلح على عائلة قادري هو من أين أتت هذه الجرثومة؟ خاصة وأن يعقوب يقبع في العزل منذ ما يقارب 18 شهرًا فيقول شقيقه: "يعقوب داخل زنزانة متر بمتر معزول عن العالم الخارجي كيف وصلت له هذه الجرثومة؟!".

ويزيد: "تواصلت مع أكثر من طبيب وجميعهم وأكدوا لي أنه من رابع المستحيلات أن تكون هذه الجرثومة موجودة في بلادنا ولا بد أنه تم زراعتها أو حقنها في جسد يعقوب من قبل إدارة السجن".

وقال محمد أن الموطن الأصلي لهذه الجرثومة هو أفريقيا وتتواجد في المستنقعات المياه الراكدة ولا يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى إلا إذا كان لديه جرح وانتقل إليه من خلاله.

ولفت محمد إلى أن هناك محاولات لاغتيال أسرى نفق الحرية الستة، وقال: "هذا العالم ظالم، الرئيس عرض قضية ناصر أبو حميد أمام هيئة الأمم ولم تقدم له أي شيء إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون".

وقامت العائلة بعدة خطوات لتفعيل قضية يعقوب من خلال النشر على وسائل التواصل الاجتماعي والتوجه إلى هيئة شؤون الأسرى والتواصل مع أطباء لحقوق الإنسان وتحريك القضية إعلاميا

وطالب قادري الجهات الرسمية أن تكون قضية الأسرى أولوية على كافة الأصعدة وحتى على طاولة المفاوضات وتحديدا الأسرى المرضى وقال بحرقة: "أبسط حقوق يعقوب التي نطالب بها اليوم هي أن يتلقى العلاج وأن يخرج من العزل".

ومن جهة أخرى أوضح محمد قادري أن إدارة مصلحة السجون والأطباء الإسرائيليين غير مؤتمنين على حياة الأسرى وطالب أن يكون هناك طبيب فلسطيني يشرف على تقديم العلاج للأسرى ويطلع على الملف الطبي".

أما عن يعقوب فأكد محمد أن معنوياته عالية وطمئن الأهل وقال لهم: "منذ اللحظة الأولى التي مشيت بها في هذا الطريق كنت أعرف أن النتيجة إما شهيدًا أو أسير فحتى لو استشهدت فلسطين تستحق".

وفي سياق متصل قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن شرطة سجن إيل الاحتلالي اعتدت بالضرب على الأسير زكريا زبيدي أحد أبطال نفق الحرية وقالت أن عددا من الأسرى المعزولين في إيشل قرروا خوض إضراب مفتوح عن الطعام تضامنًا مع الأسير زبيدي وتنديدا بسياسة التنكيل بهم.

 ويذكر أن زبيدي من مخيم جنين اعتقل في فبراير 2019 وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بحقه بالسجن لمدة 5 سنوات وبعد أن تمكن من انتزاع حريته مع 5 من رفاقه من سجن جلبوع، وفي أيار 2022 استشهد شقيقه داوود بعد أن أطلق الاحتلال النار عليه ولا زال يحتجز جثمانه الطاهر.

 واعتقل الاحتلال مؤخرا شقيقه جبريل ويحيى الزبيدي وكانت والدة الزبيدي وشقيقه طه قد استشهدا في وقت سابق خلال انتفاضة الأقصى، كما تعرض زكريا لعدة محاولات اغتيال وهو متزوج وله ابن وابنة.

ويواصل الأسرى خطواتهم التصعيدية للعصيان لليوم التاسع عشر على التوالي رفضا لقرارات ابن غفير المتطرف ونفذ الأسرى يوم الجمعة الماضية اعتصام في ساحات السجون بعد صلاة الجمعة مع ارتداء اللباس البني "الشاباص" والذي يعني الاستعداد الأسرى للمواجهة الجماعية.

وشرع الأسرى منذ الرابع عشر من شباط الماضي بخطوات نضالية بعد إعلان إدارة السجون وتحديدا في سجن نفحة الصحراوي البدء في تنفيذ الإجراءات التنكيلية التي أوصى بها المتطرف ابن غفير، وستتسع هذه الخطوات حتى تصل الى الإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من شهر رمضان المقبل.

وكالة الصحافة الوطنية