نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تمتزج بتفاصيلها الدينية المزعومة والسياسية

دلالات بناء 350 وحدة استيطانية على تخوم رام الله بمشاركة وزراء الاحتلال

نبأ – البيرة - نواف العامر

في خطوة لتقييد أيادي أية حكومة إسرائيلية جديدة، شارك أربعة وزراء متطرفين من حكومة نتنياهو اليوم الثلاثاء بتدشين حي استيطاني جديد في مستعمرة بيت إيل المقامة على بوابة العاصمة الإدارية للسلطة وتخومها الشمالية على وقع ما حققته المقاومة والحراك الدبلوماسي وتداعيات تشكيل حكومة الاحتلال المتعسرة والصراع الداخلي في الساحة الحزبية الصهيونية.

تدشين الحي الاستيطاني الجديد تم اليوم في مستوطنة بيت إيل بحضور أربعة وزراء من حكومة الاحتلال وهم وزير الصحة يولي إدلشتاين، ووزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، ووزير التعليم يوآف جالانت، ووزير التعاون الإقليمي أوفير أكونيس.

 وفي خطوة سياسية واضحة تعبر عن دلالات التدشين وغاياته السياسية، قال غالانت: لقد وعدنا وفعلنا، لقد خلقنا زخمًا كبير في البناء وعززنا الاستيطان اليهودي في الضفة.

وقال إدلشتاين إن الاستيطان و"أرض إسرائيل" أهم من أي شخص وأي وضع سياسي وأي موقف في تحدي واضح لحكومة التغيير المتوقعة بين لابيد وبينت وتقييد أيدي حكومتهم في حال تشكيلها.

ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، أن مشاركة الوزراء الأربعة وهم من تيار نتنياهو محاولة لإعطاء الانطباع بأنهم من يحافظ على الثوابت وأن على أية حكومة قادمة يجب عليها الالتزام بالتغول الاستيطاني دون حدود.

ويعتقد أبو العدس في حديثه لوكالة "نبأ"، أن نتنياهو بحشد أنصاره وجماعته بتصوير بينيت كخائن اليمين وان هذا التدشين وتوقيته يمثل شكلا من أشكال الصراع السياسي والعقائدي بين اليمين واليسار.

وأقيمت النواة الأولى لمستوطنة بيت إيل على أراضي تتبع ملاكها من مدينة البيرة وقرى بتين ودورا القرع وعين يبرود تبلغ مساحتها حوالي ٢٥٠٠دونما في العام ١٩٧٧ بهدف منع تطوير وتمدد مدينة البيرة شمالا وتحت مزاعم أمنية تختبئ خلفها أوهام دينية عقائدية.

وتقول المزاعم اليهودية المتدينة أن بيت إيل التي تعني بيت الرب إنه تم بناء هيكل فيها ووضعوا فيه تابوت العهد قبل نقله للقدس. وفق مزاعمهم.

ويؤكد الباحث في الاستيطان والجدار صلاح الخواجة، أن الهدف من التدشين وتوقيته محاولة رسم السياسة الاستعمارية الاحتلالية بالضفة والتي جسدها مشاركة الوزراء الأربعة من حكومة نتنياهو المثخنة بالجراح

ويضيف الخواجا لوكالة "نبأ": يحمل التدشين رسالة للمجتمع الدولي والولايات المتحدة والتباينات السياسة في مجتمع الاحتلال أن الاستيطان لن يتوقف وسيستمر كقاسم مشترك يجمع أقصى اليمين بأقصى اليسار وان ما يجمعهم هو الاستيطان الكثيف في الضفة وتعزيزه.

ويقول أبو العدس إن الاعتقاد الديني الواهي للكيان واستنادا لنصوص توراتية يصر على عدم توقف قراءة نصوص التوراة في أربعة أماكن هي بيت إيل وطبريا والخليل والقدس.

ويصف الخواجة عملية التدشين بالعجرفة السياسية والاستعمارية للحكومة الحالية المترنحة في خطواتها لتأبيد الاستيطان والفصل العنصري وتصعيد أهوج للسيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين.

 ويشدد الباحث الخواجة على أن هذا التصعيد والسياسات الاستيطانية المجنونة لا يمكن التصدي لها عبر الرهان على المواقف الدولية بل التسلح بوحدة الشعب والتخندق خلف النضال والمقاومة لسياسات الاحتلال والاستيطان المستشري والمتغول دونما توقف.

ويعتبر المؤثرين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المتبرعين لدعم مستوطنة بيت إيل الذين تربطهم علاقة وطيدة بها ومنهم صهره كوشنير وسفيره فريدمان.

وكان موقع المستوطنة معسكرا للجيش الأردني قبل احتلال الضفة عام ١٩٦٧، حيث أقيم عليه معسكرا لجيش الاحتلال ومن ثم مقرا للإدارة المدنية التابعة لوزارة الحرب والجيش التي وافقت على إنشاء المستعمرة بعد عشرة أعوام على الاحتلال.

وكالة الصحافة الوطنية