نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"لا جدوى من الذهاب لقمة شرم الشيخ"

خبراء: الضفة مقبلة على تصعيد وعمليتا حوارة و"تل أبيب" أدلة على فشل قمة عقبة

رام الله – نبــأ:

أجمع محللون وخبراء على أن المرحلة المقبلة، ستشهد تصعيداً غير مسبوق، خاصةً مع قرب شهر رمضان المبارك، في ظلّ استمرار  حكومة الاحتلال الاسرائيلي في عدوانها على الضفة المحتلة، وارتكابها المجازر بحق المدنيين، والتي كان آخرها صباح الخميس في بلدة جبع بجنين، حينما اغتالت قوات اسرائيلية خاصة 3 شبان داخل مركبتهم.

وجاء الردّ على تلك الجريمة وسابقاتها، عبر عملية اطلاق نار جريئة، في شارع "ديزنغوف" الشهير وسط مدينة "تل أبيب" التي كانت تعجّ بآلافٍ من عناصر شرطة الاحتلال لمواجهة التظاهرات التي تنظمها المعارضة ضدّ خطة اضعاف القضاء. 

وأصيب في العملية، 5 مستوطنين، بجراحٍ متفاوتة الخطورة، فيما ارتقى منفذها الشهيد القسّامي المعتز بالله صلاح الخواجا (23 عامًا) من بلدة نعلين قضاء رام الله، وقد قالت حركة "حماس"، إن الشهيد أحد عناصر "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة". 

وأكدت "حماس" في بيان لها، أن العملية جاءت في سياق الرد الطبيعي على جريمة الاغتيال صباح اليوم في بلدة جبع، ومجزرة جنين الثلاثاء، وجرائم الاحتلال اليومية التي تصاعدت بحقّ أهلنا ومدننا ومقدساتنا بتحريض فجّ من حكومة الاحتلال الفاشية.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي هاني المصري إنّ الوضع مرشح للتصعيد أكثر ؛ لأن حكومة الاحتلال الحالية تعتقد أنها قادرة على "الحسم" وأن الظرف مناسب، كما أن الأزمة  الداخلية الاسرائيلية تدفعها لتصديرها الى الفلسطينيين، ولذلك يجب على الفلسطينيين بكل قواهم الاستعداد لهذا الاحتمال، مشددا على أن الوحدة هي الرد الأكبر على هذا التصعيد.

وقال "المصري" إنّ الادارة الامريكية تريد تهدئة الموقف لأسباب تتعلق بها، وليس لاسباب تتعلق بالفلسطينيين ولا حتى بالاسرائيليين، فهي مشغولة بالحرب الأوكرانية، والملف الصيني، وغيرها من ملفات دولية، كما أنها لا تضغط على الاحتلال، بل تضغط على الجانب الفلسطيني الذي يعتبر الحلقة الأضعف، وعليه فإن مشاركة السلطة في قمة العقبة مؤخراً "خطيئة" في ظل حكومة اسرائيلية وأعمال وحشية ودموية ترتكبها يومياً، لان هذه المشاركة تعطي الشرعية لحكومة الاحتلال بدلاً من عزلها ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبتها على جرائهما.

وأكد على أنه يجب عدم الذهاب الى القمة الثانية في شرم الشيخ المقررة خلال هذا الشهر، وهي استكمال لقمة العقبة، لأن المطلوب فيها تأهيل السلطة لقمع المقاومة حتى لا تقوم "اسرائيل" بتلك المهمة، وهم يريدون تأهيل السلطة لما بعد الخلافة وشغور منصب الرئيسي.

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان إنّ عملية ديزنكوف الخميس، وعملية حوارة قبل اسبوعين، ليست مؤشرات فقط، بل أدلة قطعية على فشل كل أطرف قمة العقبة في منع حالة التصعيد. ودليل على عدم الجدوى من الذهاب لقمة شرم الشيخ في السابع عشر من آذار الحالي.

واعتبر أنّ عملية إطلاق النار في تل أبيب قيمتها أكثر  في موقعها وحيثياتها من عدد الإصابات فيها.

في حين قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية مهند مصطفىى إنّ "اسرائيل" لا زالت تتعامل مع الموضوع الفلسطيني تعاملاً أمنياً بحتاً في غياب أي رغبة للتعامل سياسياً مع ذلك، وبالنسبة لها فهذه العمليات متوقعة كرد فعل على جرائهما في الضفة وخاصةً في جنين ونابلس، وعملية تل ابيب تدخل في إطار رد الفعل الفسطيني، لكن "اسرائيل" تخشى ان التصعيد الحالي سيزداد في الفترة القادمة، وهي فترة شبيهة بما حدث بالفترة التي سبقت الحرب الاخيرة على غزة. 

واضاف أنّ "اسرائيل" هي المسبب لحالة التوتر والتصعيد الحالي،  بسبب تعاملها الأمني مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أن موضوع "قمة العقبة" انتهى في نفس اليوم الذي عقدت فيه، فالوزراء الاسرائيليون صرحوا باستمرار السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين من عدوان.

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات مع ما ذهب إليه مصطفى: وقال إنّه لا يوجد لدى الاحتلال غير التعامل الأمني مع الفلسطينيين، وهذا واضح من تصريحات القادة السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، حتى أن الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو بسلوكها لا تتعامل الا بأداة عسكرية أشدّ عبر الهدم والمجازر، والآن نرى تصاعداً في تصرفاتها في الضفة، ما أدى لوضع خيار وحيد أمام الفلسطينيين وهو أنّ البقاء على قيد الحياة في ظل تصريحات من مثل محو حوارة للوزير بتسلئيل سموتريتش إلا المقاومة والرد على الضغط الأمني الاسرائيلي عليهم. 

ووصف حكمة الاحتلال بأنها "حكومة صمّاء لا  تتعامل الا بالأمن، ووزراؤها لا يصرّحون إلا بالقتل والتدمير لكل ما هو فلسطيني، ويشيرون صراحةً إلى عقد لقاءات على شاكلة قمة العقبة للتعامل أمنياً مع الفلسطينين، في مقابل عدم منح الفلسطينيين أي شيء".

وتابع أنّ وزير ما يسمى الأمن القومي ايتمار بن غفير قال بعد قمة العقبة "إن ما كان في العقبة سيبقى في العقبة" وهذا ما حدث، فالاستيطان على أشده في الضفة، والمجازر متواصلة، وعليه فإن مخرجات قمة العقبة التي تم الاعلان عنها لم يتم تنفيذها من قبل الجانب الاسرائيلي، وبالتالي فهم أحرجوا السلطة الفلسطينية وذلك بالعودة الى نقطة الصفر ما قبل قمة العقبة من انتهاكات وجرائم لم تتوقف.

وكالة الصحافة الوطنية