رام الله – نبأ:
فجّرت واقعة اعتداء الأجهزة الأمنية، على جنازة الشهيد عبدالفتاح خرّوشة في مدينة نابلس اليوم، سخطاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، حيث أدانت فصائل ونشطاء ومؤسسات حقوقية القمع، وقالت إنه إن ما حدث يُذّكر باعتداء جنود الاحتلال على جنازة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، في القدس المحتلة، واصفين الحادثة بـ"وصمة عار في جبين من أمر بها ونفّذها"
وانتشرت على مواقع التواصل مشاهد مصوّرة تبين إطلاق عناصر الامن قنابل صوتية وغازية نحو موكب التشييع، ما تسبب بحالةٍ من الفوضى، فيما تحدثت بعضُ المصادر عن سقوط الجثمان على الأرض نتيجة لذلك.
وارتقى الشهيد "خرّوشة" وهو منفذ عملية حوارة التي قُتل فيها مستوطنان، قبل 10 أيام، مساء أمس خلال عدوان كبير نفذه جيش الاحتلال في مخيم جنين، أدّى لاستشهاد 5 آخرين إلى جانبه، وأصيب آخرون.
وتبّنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، عملية الشهيد عبدالفتاح خروشة، أواخر شهر شباط/فبراير الماضي، داعيةً "كل مجاهدي شعبنا في كل مكان إلى تصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ومغتصبيه، والاشتباك معهم في كل ربوع وطننا المحتل". كما جاء في بيانٍ للكتائب
في هذا السياق، قال القيادي في حركة حماس برام الله، حسين أبوكويك إنّ اعتداء أجهزة السلطة على رموز الشعب الفلسطيني وشهدائه من مخرجات اجتماع العقبة، مشيراً إلى أنّ ممارسات السلطة تهدف لإرهاق الشعب الفلسطيني؛ تنفيذًا لإملاءات وأجندات الاحتلال.
ودعا "أبوكويك" السلطة إلى التوقف عن ممارساتها، بالعودة الى الرجوع الى الخط الوطنيّ، متسائلاً: "ألا يكفي شعبنا انتهاكات الاحتلال حتّى تزيد السلطة الطينَ بلّة بممارساتها هذه!؟".
بينما قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بنابلس محمد دويكات، إنّ ما جرى في جنازة تشييع الشهيد "خروشة" أمر مؤسف ومدان، ونحن في لحظات دقيقة بتاريخ النضال الوطني بحاجة الى رص الصفوف بوجه الاحتلال.
وقال "دويكات": نحن نعمل من أجل انهاء هذا الحدث المؤسف، وكنا متواجدون وحاولنا أن تسير الجنازة كما هو مرتب له مع ذوي الشهيد، لكنّ الأمور سارت بشكل مغاير".
أما حركة الجهاد الإسلامي، فقد أدانت بأشد العبارات ما وصفته بـ"السلوك المشين الخارج عن التقاليد الوطنية الأصيلة والذي نعتبره انحطاطاً أخلاقياً وممارسة يرفضها الشعب الفلسطيني الذي توحدت بنادق أبنائه الأحرار في مخيم جنين وفي نابلس والتقت وتعانقت في مواجهة الاحتلال".
كما أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قمع الأجهزة الأمنية لجنازة الشهيد عبدالفتاح خرّوشة، واستخدام القوة ضد مشاركين فيها، والاعتداء على صحفيين وأمرهم بعدم التقاط الصور.
وقال المركز إنّ هذا السلوك العنيف لا يليق بمقام تشييع الجنازات، معتبراً أنّ بيان محافظة نابلس يجافي الحقيقة داعياً لفتح تحقيق جدي ومحاسبة المسؤولين عن ما حدث.
كما أدانت مجموعة "محامون من اجل العدالة" الحقوقية، قيام عناصر أجهزة الأمن في نابلس بالاعتداء على المواطنين أثناء جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة.
وقالت المجموعة إن ما أقدمت عليه العناصر الأمنية من إطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه المتظاهرين أثناء التشييع، واعتقال آخرين على خلفية المشاركة في مسيرة التشييع، يعتبر جريمة تستوجب ملاحقة ومعاقبة كل من شارك واصدر الأوامر بالاعتداء والقمع والاعتقال غير المبرر.
وأضافت: "ويأتي هذا السلوك أيضاً في إطار القمع الممنهج الذي تمارسه أجهزة السلطة من تضييق يتجاوز حدود القانون ونطاق الأعمال المشروعة في إطار تقرير المصير، وهو سابقة خطيرة تُضاف إلى سلسلة سوابق أخرى مشابهة ومتكررة تعكس مدى الانحراف في سلوك وتصرفات رجل الأمن الذي يقع على عاتقه توفير الأمن والحماية للمتظاهرين وليس قمعهم".
وأكدت المجموعة أن تكرار هذا السلوك ومشاهد القمع التي طالت نعش الشهيد والمشيعين وما تبع ذلك مساء اليوم من اعتقال شبان ونشطاء على خلفية مشاركتهم في تظاهرات التشييع؛ ليست سوى جزء من سلوك خطير يهدف لمحاربة وتجريم وشيطنة حق تقرير المصير والأعمال المشروعة في إطار تقرير المصير كحق دستوري نصت عليه المواثيق والاتفاقيات الحقوقية التي تحميه، وأيضاً مساساً سافراً بما نصت عليه ديباجة القانون الأساسي الفلسطيني والميثاق الوطني الفلسطيني.
وردًا على القمع الذي تعرضت له جنازة الشهيد "خروشة"، خرج مقاومون من كتائب شهداء الاقصى- مخيم بلاطة، للمشاركة في تشييع الشهيد في مخيم عسكر، بينما ردد المشيعون هتافات تمجد عملية حوارة التي نفذها الشهيد عبدالفتاح، وهتفوا للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.
ووجه أحد مقاومين كتائب شهداء الأقصى على هامش تشييع الشهيد، رسالةً إلى الأجهزة الأمنية، قائلاً إنهم في الكتائب يرفضون ويستنكرون الاعتداء على جنازة الشهيد، مؤكداً أنهم في خندقٍ واحد مع كتائب القسام وسرايا القدس وباقي الفصائل، ضد الاحتلال الإسرائيليّ.
من جانبه، قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية، طلال دويكات، قال إن الأجهزة الأمنية تدخلت في جنازة عبدالفتاح خروشة بنابلس بعد تفاجئها بقيام مجموعة بخطف جثمانه وإنزاله على الأرض وقيامها بالهتاف ضد السلطة والأجهزة الأمنية.حسب قوله
وخرجت مساء اليوم في مخيم الدهيشة ببيت لحم، مسيرة دعماً لجنين وتنديداً بالاعتداء على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة في نابلس، قابلتها الأجهزة الأمنية بإطلاق القنابل الغازية والصوتية.
يُشار إلى أن جماهير غفيرة، اليوم، شيعت جثامين الشهداء الستة الذين ارتقوا خلال عدوان الاحتلال على مخيم جنين مساء أمس، بينما عم الإضراب الشامل، الضفة الغربية حدادا على أرواح الشهداء.