نابلس-نبأ-رنيم علوي:
فتح الاشتباك المسلح من قبل شبان فلسطينيين في مدينتي نابلس وجنين ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ جملة من التساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة هناك في تلك المناطق؟ وما إذا كانت بداية لاندلاع انتفاضة ثالثة، وتداعيات ذلك في الوقت الحالي؟
ما يقارب الشهر من الآن وعمليات الكر والفر بين الشباب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي تجري على قدم وساق، فتارة تحدث عملية إطلاق نار من قبل فلسطيني ضد مستوطن إسرائيلي ردّاً على حادثة إجرامية مسبقة، وأخرى عملية دهس، وغيرها.
وكان آخر ما جرى في مدينة نابلس، اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لِـ أكثر من 10 فلسطينيين في عدة ساعاتٍ متواصلة؛ وكان الرد أن نفذ أمس الأحد شاب فلسطيني عملية إطلاق نار، أسفرت عن مقتل اثنين من الإسرائيليين.
وعليه فقد صعّدت "إسرائيل" من عملياتها الأمنية في مدينة نابلس وفي الأراضي الفلسطينية باقتحام عدة مناطق، فضلاً عن مهاجمة "مستوطنين إسرائيليين" لعدد من المنازل الفلسطينية في بلدة حوارة الواقعة جنوب المدينة، وحرق العديد من المنازل.
يرى المختص في الشأن الإسرائيلي صلاح خواجا أن ما يجري في بلدة حوّارة هو تعبير عن واقع المستوطنين والجماعات الإرهابية الاستيطانية في كل مناطق الضفة الغربية؛ التي تفرض الواقع التهويدي والاستيطاني من خلال المجازر، وارتكاب أبشع ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال خواجا لِـ وكالة " نبأ": " إن هذه الأحداث التي تعيشها نابلس، لا تختلف عن زمن حرق عائلة دوابشة التي احرقت الطفل الرضيع وهو على قيد الحياة، بالإضافة إلى محمد خضير الذي استشهد حرقاً بفعل أعمال "المستوطنين" الإرهابية.
وأشار إلى أن هذه العمليات الإرهابية التي تمارس في كل أزقة الضفة الغربية، اليوم يتشارك بها أكثر من 1600 إرهابي صهيوني يتقاضون رواتبهم مما تسمى بِـ " حكومة الاحتلال"؛ وذلك للتنكيل والإرهاب بالإضافة إلى القتل وتخريب الممتلكات العامة والخاصة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجري في منطقة "عصيرة القبلية، وبورين، وصولاً إلى مناطق جنوب الخليل كَـ منطقة سوسية" الاعتداءات على تلك المناطق شبه أسبوعية.
وتابع، أن الفلسطيني أمام موجة من " الإرهاب" الصهيوني غير قابلة للتوقف، وستصل إلى ارتكاب " أبشع" الجرائم في الساحة الفلسطينية، مشيراً ضيف " نبأ" أن المواطن الفلسطيني يتطلب منه عدم الرهان على المتجمع الدولي من خلال الإدانة والاستنكار؛ وإنما القيام بخطوات عملية للتصدي إلى المجموعات "الصهيونية".
واستذكر ارتجاج العالم بفايروس كورونا والهزات الأرضية، مشيراً إلى أن ذاك الأمريين تعيشهم فلسطين المحتلة يومياً، وذلك بفعل السياسة العدوانية التي تخضع لها البلاد، إذ وصفت أنها أبشع من " الزلازل" التي لم تطال البيوت فقط، بل طالت للشوارع والأرواح البشرية والحيوانية حتى حركة السير وكل ما هو على الأرض الفلسطينية.
واسترسل،" إن تصاعد الأحداث في مدينة نابلس وما يجاورها، والثأر من جنود الاحتلال والمستوطنين، من قبل فلسطينيين بصفة فردية أو ثنائية، والرد الانتقامي من الاحتلال الإسرائيلي بالقتل، وهدم المنازل، والاعتقالات وتقييد حركة الفلسطينيين، ينذر بمواجهة قد تتحول إلى "حرب "، أو إلى إمكانية نشوب "انتفاضة ثالثة".
ومن الجدير ذكره، أنه يرى بعض المتابعين للمجريات الأخيرة أسقطت الأوهام التي تراود شرائح واسعة من الإسرائيليين وتروج لنظرية أنه لم يعد بالإمكان مواصلة سياسة الاستيطان وتنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين بسهولة، وتحديداً مدينتي نابلس وجنين في الضفة الغربية.
وإن أكثر ما أثار غضب قادة الجيش هو فشل "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية" في الوصول إلى خيط رفيع للعمليات الفردية، لا سيما أن عددا كبيرا من المقاومين يشتركون في تنفيذها وإعدادها، وتستغرق زمناً لا يزيد عن أيام قليلة.