رام الله – نبأ:
تتجّه الأنظار غداً الأحد إلى مدينة العقبة الأردنية، حيث من المقرر أن تُعقد قمة أمنية، تجمع وفداً فلسطينياً وآخر إسرائيلياً، بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في وقتٍ رأت فيه الفصائل الفلسطينية أنّ هدف القمة، وأد المقاومة الآخذة في الإزدياد بالضفة المحتلة، وتحديداً في نابلس وجنين شمالاً.
وعبّرت فصائل المقاومة في قطاع غزة عن رفضها للقمة الأمنية، واستنكرت توجّه من وصفتهم بـ "وفد من المتنفذين" في السلطة للمشاركة في الاجتماع، واعتبرت ذلك بمثابة "طعنة جديدة" في خاصرة الشعب الفلسطيني، و"خيانة لدماء الشهداء".حسب تعبيرها
كما عدّت الفصائل في بيان مشترك، مشاركة طرف فلسطيني وأطراف عربية أخرى في اللقاء الأمني "لن تجلب لهم إلا الخزي والعار كونهم شركاء في الجهود الدولية والصهيونية للالتفاف على إرادة الشعب الفلسطيني، والقضاء على مقاومته المشروعة". وفق تعبير البيان
ويأتي عقد اللقاء الأمني الذي يشارك فيه عن الطرف الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامة ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس مجدي الخالدي، بعد 3 أيام من مجزرة الاحتلال في مدينة نابلس، والتي ارتقى خلالها 11 شهيداً فيما أصيب أكثر من 100 .
وصباح اليوم السبت، حطّت طائرتان مروحيتان أردنيتان خاصتان في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، لنقل الوفد الفلسطيني الذي سيشارك في لقاء العقبة الأمني غداً، فيما أكد مصدر سياسي أردني أنّ الاجتماع يأتي استكمالًا للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة وبقية الاطراف "لوقف الاجراءات الاحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجر دوامات كبيرة من العنف، إضافة إلى اجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني". بحسب المصدر
ويبدو أن الرفض الشعبي الفلسطيني لهذه القمة، كانا واضحاً مساء الخميس، حينما نزلت حشود كبيرة من الفلسطينيين إلى الشوارع، في استجابة غير مسبوقة لدعوة مجموعات "عرين الأسود"، وبايعت المقاومة وأعلنت دعمها لها.
نشطاء وكُتاب فلسطينيون، عبّروا عن رفضهم لعقد اللقاء الأمني في العقبة، مؤكدين أن هدفه يكمن في القضاء على المقاومة الفلسطينية، خاصةً مجموعات "عرين الأسود" في نابلس، و"كتيبة جنين" التي تنشط في مخيم جنين.
الكاتب والمحلل السياسي المختص بالقضايا الفلسطينية والاقليمية حسام الدجني علق على القمة الأمنية بالقول إنّ: "إسرائيل انقلبت على اتفاق أوسلو الذي رعاه العالم تقريباً وأنهت عملياً على الأرض حل الدولتين وقتلت وحاصرت ودنست وما زالت وستبقى كذلك".
وأضاف: "سؤالي هل صحيح أن السلطة الفلسطينية ستشارك في قمة العقبة؟ ماذا يمكن أن تقدم الحكومة الفاشية للسلطة غير الغدر؟ هل أصبح البعض يستثمر في المشروع الوطني ؟".
إسرائيل انقلبت ع #اتفاق_أوسلو الذي رعاه العالم تقريباً وأنهت عملياً ع الأرض #حل_الدولتين وقتلت وحاصرت ودنست وما زالت وستبقى كذلك.سؤالي هل صحيح أن السلطة الفلسطينية ستشارك في #قمة_العقبة؟ ماذا يمكن أن تقدم الحكومة الفاشية للسلطة غير الغدر؟ هل أصبح البعض يستثمر في #المشروع_الوطني ؟
— د. حسام الدجني كاتب ومحلل سياسي #فلسطين #غزة (@hdajany) February 25, 2023
من جهته، علّق الكاتب ابراهيم المدهون: " ما يحدث في الضفة ليس أمرا سهلا على المنطقة، لهذا يجتمعون في العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة. أكبر هدف لهذا الاجتماع تحديد مستقبل السلطة بعد عباس، وكيف شكلها الجديد، ووأد الانتفاضة المشتعلة".
ما يحدث في الضفة ليس أمرا سهلا على المنطقة، لهذا يجتمعون في العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة.
— إبراهيم المدهون غزة Ebrahem Elmadhoun 🇵🇸 (@ibmadhun) February 24, 2023
أكبر هدف لهذا الاجتماع تحديد مستقبل السلطة بعد عباس، وكيف شكلها الجديد، ووأد الانتفاضة المشتعلة.
بينما قال الصحفي يوسف أبووطفة: " السلطة الفلسطينية و قمة العقبة.. خسارة ما تبقى من ماء وجهها: دماء نابلس لم تجف واستمرار الرهان على الإسرائيليين وعلى الحلول الأخرى في عهد أكثر الحكومات تطرفًا."
السلطة الفلسطينية و #قمة_العقبة.. خسارة ما تبقى من ماء وجهها: دماء نابلس لم تجف واستمرار الرهان على الإسرائيليين وعلى الحلول الأخرى في عهد أكثر الحكومات تطرفًا.
— يوسف أبو وطفة (@Ysami2022) February 25, 2023
وقال حسن حجازي معقباً على القمة الامنية: " مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة العقبة التي يرعاها الاميركيون وبمشاركة الصهاينة والاردنيين والمصريين يؤكد ان جماعة خيار التسوية مع الاحتلال لا يزالون متمسكون بالشراكة مع الصهاينة مهما كانت حكومة الاحتلال تطرفا واجراما ضد الفلسطينيين."
مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة العقبة التي يرعاها الاميركيون وبمشاركة الصهاينة والاردنيين والمصريين يؤكد ان جماعة خيار التسوية مع الاحتلال لا يزالون متمسكون بالشراكة مع الصهاينة مهما كانت حكومة الاحتلال تطرفا واجراما ضد الفلسطينيين.
— Hasan Hijazi (@HasanHi97948591) February 25, 2023
وكتب المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "المعركة بين عرين الأسود وعملاء التنسيق والتعاون الأمني معركة كسر عظم. عملاء التعاون الأمني ذاهبون لمؤتمر العقبة لذبح أسود فلسطين وليس لأسود فلسطين إلا رصاصاتهم وحضن الشعب والمعركة حياة أو موت. فإما أن تموت الأسود، لتعيش ثعالب إسرائيل وإما أن تموت الثعالب ليرفرف علم فلسطين عالياً."
المعركة بين عرين الأسود وعملاء التنسيق والتعاون الأمني معركة كسر عظم
— د.فايز أبو شمالة (@fayez2013851) February 25, 2023
عملاء التعاون الأمني ذاهبون لمؤتمر العقبة لذبح أسود فلسطين
وليس لأسود فلسطين إلا رصاصاتهم وحضن الشعب
والمعركة حياة أو موت
فإما أن تموت الأسود، لتعيش ثعالب إسرائيل
وإما أن تموت الثعالب ليرفرف علم فلسطين عالياً.
فيما ذكّر علاء شعث بـ"مؤتمر صانعي السلام ومكافحة الارهاب" الذي عقد في شرم الشيخ ١٣/٣/١٩٩٦ بعد سلسلة عمليات الثأر المقدس لحسن سلامة، معتبراً أنّ "التاريخ يعيد نفسه في قمة العقبة، لا شيء يتغير سوى الوجوه. العدو والعميل واحد".
مؤتمر صانعي السلام ومكافحة "الارهاب"في شرم الشيخ في العام ١٣/٣/١٩٩٦ بعد سلسلة عمليات الثأر المقدس لحسن سلامة
— Alaa Shaat | علاء شعث 🇵🇸 (@3laa_pal) February 25, 2023
التاريخ يعيد نفسه في قمة العقبة، لا شيء يتغير سوى الوجوه.
العدو والعميل واحد. pic.twitter.com/zW8b7ktcTB
ووفق التقارير، فإنّ السلطة الفلسطينية ستبدأ بعد "قمة العقبة" بتنفيذ خطة أمنية للجنرال الأمريكي "مايك فنزل" في الضفة المحتلة، تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس، والقضاء على المقاومة فيهما .