القدس-نبأ-رنيم علوي:
التزامًا بإعلان القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي وأهالي وعشائر وسكان مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس بالعصيان المدني اعتباراً من فجر اليوم الأحد، عم الإضراب الشامل وشل الحياة التجارية في بلدات القدس المحتلة، تنديداً بعمليات القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي في مخيم شعفاط.
وقالت القوى، في بيان أصدرته ، "رداً على جرائم حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية المسعورة اليومية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس وكافة المناطق الفلسطينية؛ نعلن العصيان المدني ضد الاحتلال ومؤسساته وأجهزته القمعية في مخيم شعفاط وبلدة عناتا اعتباراً من الساعة الثانية من فجر الأحد الموافق 19/2/2023 بما يشمل عدة إجراءات".
المحلل السياسي عُمر عساف، قال لِـوكالة " نبأ" : " إن نتنياهو و"بن غفير" لن يتركوا خياراً لأبناء الشعب الفلسطيني إلا الدفاع عن أنفسهم في مواجهة جرائم الاحتلال، حتى وصل الحال إلى أن يستعد الأسرى داخل سجون الاحتلال؛ للمواجهة، بالإضافة إلى استعداد أهالي مدينة القدس لِمواجهة سياسة هدم المنازل".
وأضاف عساف، أن مخيم شعفاط يجد نفسه في عين العاصفة ومعه كل أحياء القدس العربية وأبناء الشعب الفلسطيني على امتداد الوطن.
ويعتقد ضيف "نبأ" أنه وبعد إعلان العصيان وقدرة المخيم على الوقوف في وجه الاحتلال؛ الشعب الفلسطيني سيكون مقبلاً على مواجهة شاملة مع الاحتلال، ومدينة القدس هي الواجهة حاملة في قلبها رأس المواجهة "شعفاط"، مشيراً إلى أن مدينة غزة والداخل المحتل " أراضي الـ 48" ستشكلان جزءًا من المواجهة.
ويرى عساف، أن على القوى الوطنية حملِ مسؤولياتها جرّاء ما يجري في مواجهة الاحتلال بالتعاون مع المؤسسات الأهلية، والعشائر، والمجموعات الشبابية، بالإضافة إلى الحراكات الشعبية المختلفة؛ وذلك لاستعادة الدور الذي فقدته منذ اوسلو حتى هذا اليوم.
ومن جهته، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن أبناء القدس، وأهالي مخيم شعفاط على وجه الخصوص، سيوصلون غداً رسالة تحدي جديدة للاحتلال، بأنه سيرحل عن أرضنا المقدسة.
ودعا حمادة إلى اسناد أهل القدس بكل الوسائل المتاحة، وألا تقتصر الهبة غداً على القدس فقط، بل في كل الضفة والداخل إسناداً للمقدسيين الأوفياء.
وقال :" إن بطولة شعبنا فاجأت الاحتلال، الذي لم يتوقع هذه المقاومة من قبل الشعب الفلسطيني، لأن كل مخططاته لترحيل أهل القدس لم تُجدِ نفعاً".
وبارك حمّاد، للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية حلول ذكرى الإسراء والمعراج، والتي تأتي لتجديد بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني، في ظل هجمة مسعورة على القدس والأقصى.
ومن الجدير ذكره، أن الإجراءات التي يشملها العصيان، "دعوة العمال إلى عدم التوجه لأماكن عملهم في الداخل المحتل، ودعوة أبناء الشعب الفلسطيني إلى مقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق "المعاملات الرسمية، دفع الفواتير والرسوم والضرائب"، وكذلك إغلاق الطريق المؤدي إلى حاجز مخيم شعفاط وعدم السماح لأي شخص المرور من خلاله.
وعمَّ الإضراب والعصيان كافة مناطق القدس وضواحيها، وذلك لمواجهة الهجمة التي يتعرض لها مخيم شعفاط، والتي لم يشهد لها مثيل منذ احتلال القدس.
وعلى مدار الأيام الماضية، شدد جيش الاحتلال خناقه وحملات التضييق على المقدسيين، وأغلق حاجز شعفاط بشكل متعمد لعرقلة حركة الموظفين والعمل والطلاب في ساعات الصباح.
وتتعمد قوات الاحتلال استفزاز المقدسيين بشكل جماعي على الحاجز، من خلال التفتيش المهين والاعتداءات والاعتقالات.