رام الله – متابعات نبأ:
أجمع محللون على أنّ المرحلة المقبلة، ستشهد تصعيداً وانفجاراً للأوضاع ، كرد فعلٍ طبيعيّ على جرائم الاحتلال الاسرائيليّ بحق الفلسطينيين والتي كان آخرها، مجزرة مخيم جنين، يوم الخميس، وراح ضحيتها 9 شهداء وعشرات المصابين.
وكان الردّ الأول على تلك المجزرة، سريعاً، وصادماً بالنسبة للاحتلال، حينما نفذ الشهيد خيري علقم مساء الجمعة، عملية إطلاق نار باتجاه مستوطنين أمام كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" على أراضي بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، وقتل 7 وأصاب 10 آخرين على الأقل .
أما الردّ الثاني، فكان صباح السبت، حيث نفذ فتىً يبلغ من العمر 13 عاماً، عملية إطلاق نار، نحو مجموعة من المستوطنين في حيّ سلوان بالقدس، ما أدّى لإصابة اثنين بجروحٍ خطيرة، فيما أصيب المنفذ وجرى اعتقاله.
وكان لافتاً، انّ العمليتين، نفذتا بمسدسين، وبشكلٍ فرديّ، وهو سيناريو يؤرق أجهزة امن الاحتلال، وتجد صعوبة كبيرة في منع تنفيذ مثل هكذا عمليات، في حين رفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب إلى أعلى مستوى بدءًا من صباح اليوم السبت، في جميع الأنحاء، ودعا المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، المستوطنين للتبليغ عن أي حالة اشتباه.
تعليقاً على تلك التطورات، قال ناصر الهدمي، رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، إن المرحلة القادمة ستشهد انفجاراً "مليئاً بالتضحية"، مؤكداً انّ الشعب الفلسطيني وصل إلى حالة من اليأس نتيجة ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، خاصةً مع الحكومة الجديدة التي رفعت شعار العدوان على الفلسطينيين، مضيفاً انه يتوجب على الاحتلال أن يعي تماماً انه أوصل الفلسطينيين إلى هذه المرحلة، وعليه لن يكون هناك أمن وأمان للمستوطنين وجنود الاحتلال.
ورآى أنّ حكومة الاحتلال لا تدري كيف ستخرج من هذا الواقع الذي وصلت إليه بسبب إجراءاتها وضغطها على الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا مجال أمام الفلسطيني إلى المواجهة، معتبراً ان مثل عمليتي القدس تشكل حافزاً لآخرين لتكرارها رداً على جرائم الاحتلال.
من جانبه، قال المحلل نهاد أبو غوش إنّه بدون أي أمل أو أفق للفلسطينيين، فلن يتطور الوضع إلا إلى مزيد من التصعيد والمواجهة، ومن يتحمل مسؤولية ذلك هي حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو ومن خلفه الوزيرين في حكومته ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وتوقع "أبو غوش" أنّ يلجأ الاحتلال إلى ردات فعل انتقامية، كنشر مزيد من قوات الجيش، وفصل مناطق عن بعضها البعض، واستهداف ذوي منفذي العمليات، ومن المتوقع أيضاً أن يشن المستوطنون هجمات إرهابية على الفلسطينيين.
وقال المحلل السياسي عادل سمارة إنّ المواجهة ستشتد، والشعب الفلسطيني قرر تغيير قواعد اللعبة، وبالتالي فإن ظاهرة "الفدائيين الجدد" عبر تنفيذ عمليات فردية، هي الظاهرة التي لا يستطيع الاحتلال استيعابها، والوقوف بوجهها.
أما الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، فقال إنّ حجم الضغط الذي مورس على جنين ونابلس في الآونة الأخيرة، أدى لانفجار الأمور في منطقة أخرى بالقدس المحتلة، التي لا يخلو متر واحد فيها من عناصر أمن الاحتلال، وبالتالي فإن حكومة الاحتلال ترى أنّ العمليات الأخيرة مسّتها بشكلٍ كبير، وستحاول أن تلجأ إلى ردود غير مسبوقة.
ويعقد المجلس الوزاري المصغر في حكومة الاحتلال (الكابينيت)، مساء السبت، اجتماعًا طارئا لبحث التطورات في مدينة القدس عقب تنفيذ عمليتي إطلاق نار أمس واليوم.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي، عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيقترح في اجتماع الكابينت اليوم تعزيز قانون ترحيل عائلات منفذي العمليات، إلى جانب اعتقال ذويهم وغلق منازلهم، إضافةً إلى اقتراح بالإسراع في منح تراخيص حمل السلاح للإسرائيليين.
ورفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب إلى أعلى مستوى بدءًا من صباح اليوم السبت، في جميع الأنحاء، ودعا المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، المستوطنين للتبليغ عن أي حالة اشتباه.
وقرر القائد العام للشرطة نشر وحدة "اليمام" الخاصة، بشكل دائم في القدس "للاستجابة العاجلة". حسبما ذكرت قناة "كان" الرسميّة