نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بترت قدمه لمنع تدهور حالته

الأسير المحرر مصعب عوّاد يعاني المرض ومنع الاحتلال من العلاج

نابلس - نبأ - علا مرشود

لم يكف الاحتلال اعتقال الشباب الفلسطيني وسرقة أجمل أيام عمرهم، ولم يشف غليله حرمانهم من أن يعيشوا حياة طبيعية كباقي أقرانهم في كل مكان، لكنه حتى داخل المعتقل يرتكب جرائم أخرى لا يعلم عنها أحد، بل ويلاحقهم بعد تحررهم من قضبان السجن ليمنعهم من السفر ومن العلاج ومن كل ما مكنه ان يضمن لهم حياة كريمة.

الشاب مصعب عواد من بلدة عورتا جنوب نابلس واحد من عشرات بل مئات ضحايا الاحتلال داخل وخارج المعتقل، فاعتقله الاحتلال وتسبب له بورم سرطاني ثم منعه من العلاج في القدس ومنعه وعائلته من السفر للخارج قبل أن يتمكن من السفر وتبتر ساقه نتيجة الورم.

بدأت القصة عندما اعتقل الاحتلال مصعب الشاب اليافع فيقول والده عبدالسلام: "مصعب طالب جامعة بدرس في جامعته عايش حياته بشكل طبيعي جدا وكانت صحته جيدة وبنيته قوية ولم يعاني من اي شيء قبل الاعتقال لكن هذه المعاناة بدأت بعد ما خرج من السجن".

وعن سبب الاعتقال يؤكد عواد أن التهم التي وجهها الاحتلال لمصعب تافهة جدا، وأن الاحتلال لا يهدف إلا للانتقام فيردف: "نحن كلنا مستهدفين كأبناء شعب فلسطيني".

قضى مصعب في الاعتقال ما يقارب الـ8 أشهر، منها ما يزيد عن الشهر في زنازين التحقيق، وخلال هذه المدة يروي مصعب لعائلته عن إطلاق الاحتلال لرائحة قوية جدا في الزنازين تسببت بفقدانه للوعي، ثم اجباره على اخذ دواء لمرتين نتجة الألم الشديد الذي تعرض له بعد هذه الحادثة.

فيروي والده: " وكان مصعب يشكي لنا عندما كان يتواصل معنا اثناء وجوده بالسجن بالتحديد كان يقول لي أشعر أن سوسة تاكل بعظمي، شيء ينخر بعظمي يا يابا".

 وعندما خرج مصعب بدأت رحلة العلاج ولم يتم اكتشاف المرض في البداية، كان يقول الأطباء التهابات وعند تحرر والده من السجن تفاجئ بوجود ورم سرطاني على مفصل رجل نجله مصعب من الأسفل عمره اكثر من عام وهي فترة وجوده في الاعتقال.

بعد اكتشاف المرض بدأت رحلة البحث عن العلاج وهنا انتهج الاحتلال كل ما يمكنه أن يمنع مصعب من العلاج فلم يمنه تصريح للدخول لمدينة القدس او للداخل للعلاج وحتى اخر لظة كان ممنوعا من السفر حتى على الاردن.

وبسبب هذه المماطلة استفحل المرض أكثر كان البتر هو الطريق الوحيد لوقف امتداد هذا المرض لباقي العظم وباقي الجسم، فبتر الأطباء قدمه اليسرى ويعقب والده:

"هذا صدقا مؤلم جدا من ناحيتين اولا انه فلذة كبدي ابني اعز شيء علي قطعة مني، والالم الثاني انهم منعوني ان اكون بجانب ابني في عملية مفصلية عملية صعبة جدا، منعوا وجودنا بجانبه وما زلنا محرومين وممنوعين حتى الان".

وأشار عواد إلى أنه ما لا يقل عن 10 معتقلين يعانون من السرطان احدهم تم اجراء عملية له حيث وتم استئصال اورام في الرأس اكثر من مرة، وعدد آخر من الأسرى لم يعالجوا، وأضاف أن عشرات الأسرى المحررين يعانون اليوم من أورام سرطانية.

وعن الوضع الصحي والنفسي الحالي لمصعب يؤكد عواد أنه يتمتع بمعنويات عالية رغم الالم الشديد الذي يعانى منه ولتخفيف ذلك وضع له الاطباء ابرة مخدرة في الظهر حتى تخفف عنه الام بتر رجله، وسيبقى في الأردن ل3 شهور ليستكمل العلاج كيماوي بعد البتر ويجري بعض الفحوصات والصور الجديدة وسيتم تأهيله وتهيئته لتركيب طرف صناعي.

وناشد عواد وزارة شؤون الاسرى والمهتمين والحكومة ان تجري لكل اسير محرر فحوصات شاملة تبحث في وضعه الصحي حتى لا يتفاقم لاحقا، وطالب عواد وسائل الإعلام ان تفعل قضية الاسرى بشكل كبير وكذلك على المستوى الشعبي أن يزداد الاهتمام اكثر في قضية الاسرى لنقدم لهولاء الاسرى الابطال الذين قدموا ارواحهم واوقاتهم وسنوات عمرهم لاجلنا.

وكالة الصحافة الوطنية