نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

وسط دعم شعبي ودولي واسع

الخان الأحمر.. الاحتلال يُعيد ملف تهجيره للواجهة لأهداف استيطانية

نبأ-القدس-رنيم علوي:

هئية الجدار والاستيطان : " الحشد الشعبي  الواسع الذي شهدته أرض الخان الأحمر اليوم تشكّل بالمئات من الفلسطينيين"

منذ أكثر من 10 أعوام والخان الأحمر يعيش حالة تأهب خشية التهجير القسري لأهاليه؛ وعاد اليوم إلى الواجهة بعد أن طالب وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي "إيتمار بن غفير" رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"؛ بإخلاء وهدم تجمع "الخان الأحمر" البدوي شرق القدس المحتلة، فيما حذر المجلس الوطني الفلسطيني من إحداث نكبة جديدة في حال إقدام حكومة الاحتلال على مخططها للاستيلاء على التجمع.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن بن غفير استعرض أمام جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد البناء غير المرخص للفلسطينيين في المناطق المصنفة "ج" في 5 مواقع، وطالب بإخلائها رداً على إخلاء بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون يوم الجمعة الماضي.

عضو هيئة الجدار والاستيطان صلاح خواجا، قال : " إن ما جرى اليوم في الخان الأحمر هو رد فِعل طبيعي من بن غفير وجماعات من حِزب الليكود للوصول إلى المنطقة واقتحامهأ". 

وأردف خواجا، أن الحشد الشعبي الواسع الذي شهدته أرض الخان الأحمر اليوم تشكّل بالمئات من الفلسطينيين بدعوى من هيئة الجدار والاستيطان؛ للتصدي لسياسة بن غفير المتطرفة في حكومة الاحتلال.

وأشار إلى أن رسالة المواطنيين كانت اليوم لأهالي الخان الأحمر أنهم ليسوا وحدهم ، وأن التمسك في الدفاع عن ثباتهم هو الأساس.

وطالب ضيف "نبأ" بتعزيز صمود أهالي الخان الأحمر؛ وأن يكون في الوسط قرار حقيقي؛ للبقاء والتحدي والإصرار للوقوف أمام المضايقات التي ستبدأ الأيام المقبلة ضد التجمعات البدوية، بالإضافة إلى توفير كل مقومات الصمود من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع الدولي.

واسترسل: " إن البناء على قرار المدعية العامة لمحكمة الجنيات الدولية فيما يتعلق بوصف التهجير في الخان الأحمر بِـ " الحرب" يحتاج إلى جهد كبير؛ للضغط على المدعية العامة؛ لاعتبار أن " إسرائيل" سترتكب إجرام؛ وهذا يترتب عليه ملاحقة الحكومة ووزرائها". 

ومن الجدير ذكره، أن الخان الأحمر يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى"E1"، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت، والهادف إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة.

وقد كان الخان الأحمر عبارة عن بناء عثماني من القرن الـ16 ، وكان مزارا للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.

وتضمّ قرية الخان الأحمر حاليا مدرسة وحيدة، أقيمت عام 2009، بالتعاون مع منظمة مساعدات إيطالية"Vento Di Terra"  من مواد الطين والإطارات؛ بسبب قيود الاحتلال على البناء الإسمنتي أو الكرفانات في المنطقة. وأصدر الاحتلال عدّة قرارات بهدمها، رغم أنّها تخدم 5 تجمّعات سكنية مجاورة.

وتحيط بالخان الأحمر مستوطنتا "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم"، وتسعى إسرائيل لتوسيعهما وتنفيذ المشروع الاستيطاني E1، الذي يقضي على خيار قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، كما سيبتلع أجزاء واسعة من مناطق "ج" الممتدة على أكثر من 60% من مساحة الضفة.

ووفقا لبيانات أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) عام 2017، فإن 46 تجمعا بدويا ستكون معرّضة لخطر الترحيل القسري وسط الضفة الغربية.

ويقع 26 تجمعا منها في محافظة القدس، ويسكنها وفقا لمكتب الأمم المتحدة 4856 بدويا يواجهون ظروفا معيشية قاسية على صعيد الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، إضافة إلى صعوبة الوصول للمراكز التعليمية والصحية.

وستكون تجمعات القدس البدوية التي تقع داخل نطاق ما يسمى مشروع "إي 1" الاستيطاني وعددها 13 تجمعا، على جدول الإخلاء بالإضافة إلى 12 تجمعا تقع بمحاذاة هذا المشروع الضخم الذي يعد جزءا من مخطط إسرائيل المعروف بـ"القدس الكبرى".

وكالة الصحافة الوطنية