نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"مُصاب بسرطان القولون"

عبدالباسط معطان .. جريمة مركبة يرتكبها الاحتلال بحقه قد تصل لمصير الأسير ناصر أبوحميد

رام الله – نبأ: 

يواجه الأسير عبد الباسط معطان (49 عاماً) من بلدة برقة قضاء رام الله، خطر الموت الحقيقيّ في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد، حيث يعاني من سرطان في القولون.

ويقبع الأسير معطان في سجون الاحتلال رهن الإعتقال الإداري، حيث اعتقلته قوات الاحتلال في شهر تموز الماضي، وأصدرت بحقّه أمر اعتقال إداري لمدة 6 شهور، وذلك بعد ثلاثة شهور من الإفراج عنه بعد أن أمضى 6 شهور رهن الاعتقال الإداريّ، وقد أمضى نحو 9 سنوات في سجون الاحتلال، غالبيتها رهن الاعتقال الإداريّ. 

واليوم، تعيش زوجة الأسير عبدالباسط معطان، وأبنائهما الأربعة، حالة قلقٍ وخوفٍ شديدين على صحته، خاصةّ مع حدوث هبوط مستمر في وزنه، وتواصل إدارة السّجون المماطلة بتقديم العلاج اللازم له.

وقالت زبيدة معطان، زوجة الأسير "عبدالباسط" لــ"نبأ"، إنّ الاحتلال يمارس جريمة مركبة بحق زوجها، حيث اعتقل مرتان على التوالي، والمدة الزمنية بين الاعتقال الأول والثاني لم تتجاوز 3 أشهر، وهو مريض سرطان، مشيرةً إلى أنّها زارته قبل 3 أيام في سجن عوفر، ونقل خلال الزيارة إلى المستشفى وعُرض على طبيب مختص بأمراض الأورام.

وأضافت أنّ طبيب الأورام شخّص حالة زوجها، وتبين له من خلال الصورة الطبقيّة التي أجريت له سابقاً، أنّ لديه كتلة على الرئة، دون معرفة طبيعتها، وهو ما يثير تخوفاً كبيراً على صحته وحياته، مؤكدةً أن إدارة السجون تتكتم على الوضع الصحيّ لزوجها. 

وذكرت أّنّ زوجها خسر حوالي 14 كيلوغرام من وزنه نتيجة المرض في السجون، إضافة إلى الألم الذي يعانيه، والذي بات يظهر على ملامحه بشكلٍ واضح، كما أنّ عدم معرفة ماهية الكتلة التي جرى اكتشافها على رئته يزيد من خطورة حالته. 

وأبدت تخوّفها من أن يلقى زوجها الأسير عبدالباسط، ، مصير الأسير ناصر أبوحميد الذي استشهد في سجون الاحتلال في العشرين من ديسمبر الماضي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، وعدم تقديم العلاج اللازم له.

وخضع الأسير عبد الباسط لعملية جراحية في العام 2018 لاستئصال جزء من الأمعاء، ومنعه الاحتلال من السفر لمدة عامين فلم يستطع التوجه للأردن لاستكمال علاجه.

وعندما زال المنع الأمني، في شهر آب/2021 توجه إلى تركيا لاستكمال علاجه، أبلغه الأطباء أن هناك احتمالية لانتشار المرض في أماكن أخرى في جسده، وأجريت له صور طبية و"خزعات" مع التأكيد على أهمية المتابعة الحثيثة، على أن يعود لاستكمال العلاج في شهر 1 من العام 2022، إلا أنه كان معتقلاً في هذا التاريخ.

وعلى الرغم من الحالة الصحية الصعبة التي يعاني منها المعتقل عبد الباسط، إلا أنه لم يعرض على طبيب مختص لمتابعة حالته الصحية، وفقط بعد أيام من نقله إلى السجن، خرج إلى عيادة السجن حيث خضع لفحص الدم وأعطوه دواء للكولسترول وبعض الفيتامينات.

ولم تمنع حالة عبد الباسط الصحية أجهزة المخابرات من مساومته، حيث استدعته بعد ما يزيد عن الشهرين من اعتقاله، وأبلغوه أنه سيتم تمديد اعتقاله الإداري في حال لم يتعاون معهم على الرغم من أنهم يعلمون أنه يحتاج لعلاج ورعاية طبية حثيثة، وقاموا بتهديده أيضاً عدا عن تمديد اعتقاله الإداري، بأنه لن يحصل على العلاج اللازم له.

من جانبه، قال محمد عبدربه، مدير جمعية الأسرى والمحررين لــ"نبأ" إنّ ظروف السجون التي يقبع بها الأسرى، إضافة إلى الإهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقهم يؤدي إلى إصابة الأسرى الأصحاء بأمراضٍ مختلفة وخطيرة.

ويوضح انّ تلك البيئة تفاقم الحالات الصحية للأسرى المرضى في ظل عدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم.

كما أن سياسة الإهمال والمماطلة في تشخيص الأمراض وفي توفير العلاج التي تنتهجها إدارة مصلحة السجون تؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للأسرى والمعتقلين وصولاً إلى ارتقاء شهداء داخل السجون.
وحذّر من مخططات وزير ما يسمى الامن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير، والذي هدد بإعلان حرب على الأسرى في السجون، قائلاً إنّ ذلك سيكون له ارتدادات خطيرة.
ووفق أرقام نادي الأسير، فإنّ  الأسير عبد الباسط معطان من بين (24) أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة، وهم من بين أكثر من 600 أسير من المرضى، بينما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين 820 معتقلًا.

وكالة الصحافة الوطنية