نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نتنياهو آخر ملوك (إسرائيل)"

تصدع حكومة الاحتلال.. بين المكاسب الاستراتيجية والرغبة في الإطاحة

نبأ-رنيم علوي:

منذ أن شُكّلت الحكومة " الإسرائيلية" وباتت تحت يد حكم " اليمين المتطرف" بزعامة "بنيامين نتنياهو" والتي أصبحت تعتمد في بقائها على مشاركة قوى اليمين الديني المتطرف فيها، وهي تتجه إلى تبني سياسات قد تسهم بإحداث تحولات جذرية في بيئة الصراع مع الشعب الفلسطيني من ناحية، ومن ناحية أخرى تؤسس لوضع نهاية لطابع العلاقة الراهن بين الدين والدولة في (إسرائيل).

فأين تكمن مصلحة حكومة الاحتلال في بقاءها المؤقت على الأرض المحتلة؟

المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، قال: "إن هذه الحكومة تهدد "إسرائيل" من الداخل، وحتى الأمن والجيش من الداخل، وتهدد موطنها دولياً، لذلك بقاؤها أفضل".

إلا أنه أكد بأن التهديد الذي تعيشه لن يأتي على نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ لأن المؤشرات لا تدل على ذلك؛ مردفاً أن "إسرائيل" ما زالت قوية بكل المعاير.

ولفت في حديثه أنه عندما يُنظر لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وبالتحديد ما حدث من تدخل العليا في تعيين نائب لرئيس الوزراء والمحاسبة، تشير إلى قوة الكلمة وتأثيرها على العامة والحاكمة.

وردّ المختص عادل شديد على ذلك، بِـ " أن القارئ ممنوع أن يكون لا سوداوي ولا بيضاوي، بل أن يقرأ الواقع كما هو، وأن يخرج بخلاصة أين مصلحة فلسطين وما المطلوب عمله، وما المطلوب تجنبه".

وأضاف، "بقاء الحالة الإسرائيلية على حالها يعني أن أحد أهم مداميك المناعة الوطنية الصهيونية في طريقها للتصدع والتشقق في ظل نظام لا دستور له، ونتنياهو آخر ملوك "إسرائيل".

ومن الجدير ذكره، أن صحفية يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، نشرت تقريراً، تقول فيه: " سموتريش الوزير في وزارة الحرب الإسرائيلية اكتشف إنه لا سلطة له على الجيش الإسرائيلي، هذا ما تبين له بعد عدم قدرته على منع إخلاء بؤرة إستيطانية في الضفة الغربية".

وزير ليس وزيراً للحرب ليس بمقدوره إصدار تعليمات للجيش الإسرائيلي، لكن السؤال الآن: كيف يخرج الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية من ورطة نتنياهو السياسية؟"

المحلل السياسي محمد علّان، علّق قائلاً: " إن أخطر أشكال الأزمة الحالية تورط الجيش؛ ولكن الأزمة ليست فقط أزمة نتنياهو، بل أزمة المنظومة السياسية والقضائية والمجتمعية اليهودية".

وبدروه، المختص أشرف بدر، يزعم أن الحكومة الحالية الأكثر تجانساً من بين الحكومات على مدار السنوات السابقة، مشيراً أن ما يجري من صراع على الصلاحيات أمر متوقع ووارد، حتى لو كان هنالك وزيرين من نفس الحزب في نفس الوزارة.

وأشار إلى أن كل وزير يريد أن يثبت أنه صاحب البيت "المسيطر" الصهيونية الدينية و "عظمة يهودية" يحاولان إثارة الموضوع، حتى يبررا موقفهما أمام جمهورهما الانتخابي، لكنهما يعلمان أن ما يناديان على ما لم يتم الاتفاق عليه.

ويرى "بدر"، أن المياه ستعود لمجاريها على اعتبار أنهم وقَّعوا مع الليكود على شرعنة البؤر الاستيطانية "غير القانونية".

ولفت أن المراهنة على حصول شرخ في داخل الائتلاف الحكومي وانهيار الحكومة بسبب هذه الأزمة "أو الأزمة السابقة فيما يتعلق بدرعي" هو شكل من أشكال التفكير الرغبوي، توجد مصلحة مشتركة عند أطراف الائتلاف الحكومي باستمرار هذه الحكومة؛ لأن البديل هو الذهاب للانتخابات واحتمالية خسارة الحكم.

وأجزم أن "الصهيونية الدينية" و"عظمة يهودية" و"شاس" وكذلك "يهودات توراة" سيبتلعون الإهانة الموجهة لهم من الليكود ونتنياهو؛ لأن مكاسبهم الاستراتيجية من هذه الحكومة أكبر من تلك الإهانات التي تعتبر في المحصلة هامشية.

وفي ذات السياق، المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد يرى أن "الائتلاف الإسرائيلي" متماسك، والخلافات الداخلية سيتم تجاوزها وإن كانت صعبة، وما يخدم الشارع والقضاء هو استمرار لحالة غير طبيعية تتدحرج ببطء لمرحلة داخلية ليست سهلة في "إسرائيل".

ومن الجدير ذكره، أن الانقسام موجود منذ نشوء الكيان الصهيوني "ديني، علماني، شرقي/ غربي"، ويتفاعل منذ فترة طويلة، لكن " الجماعات الإسرائيلية" استطاعوا التغلب على هذه الشروخات العميقة بواسطة آليات ديمقراطية عنصرية خاصة باليهود، وتستثني العرب باعتبارهم مواطنين درجة ثانية.

ولو كانت هذه الشروخات في مجتمع آخر لكان لها شأن آخر، لكن في المجتمعات الاستعمارية التي تتوحد على وجود عدو واحد، تتراجع هذه التناقضات الداخلية لصالح التناقض الأساسي مع الفلسطينيين والعرب.

 

وكالة الصحافة الوطنية