جنين - نبأ - علا مرشود
بعد فشل الحكومة اليمينية المتطرفة في أحكام قبضتها على المجموعات الشبابية المقاومة في الضفة الغربية المحتلة لمنعهم من تنفيذ عمليات فدائية لجأت الى عدة أساليب كان أبرزها عمليات التسلل للوحدات الخاصة وتنفيذ اغتيالات ضمن ما يعرف بسياسة جز العشب اعتقادا منهم أن ذلك يمكن أن يقضي على حالة المقاومة.
وخلال الأسبوع الماضي نفذ جيش الاحتلال عملية اغتيال لشابين كانا يستقلا مركبة عند مفرق بلدة جبع جنوب جنين رغم أن شهود عيان قالوا انه كان بإمكان جيش الاحتلال اعتقال الشبان ولكنه قتلهم، الأمر الذي يسلط الضوء على سياسة الإعدام الميداني التي ينتهجها الاحتلال.
وعقب المحلل السياسي أيمن يوسف على ذلك بأن الاحتلال لو أراد أن يعتقلهم لاستطاع وأن هناك سبلا كثيرة لذلك ولكن القتل حاليا هو جزء من السياسية المتبعة، واعطى مبرر بوجود سلاح حتى ولو لم يكن هناك عملية اطلاق نار، فالرواية الإسرائيلية عبر وسائل إعلامهم المختلفة أكدوا أنهم حصلوا على رشاش أم ١٦ بعد عملية الاغتيال.
وأشار إلى أن (إسرائيل) تستغل الأحداث لتجرب مجموعات القتل التي أخذت من أجهزة (إسرائيل) المختلفة وبالتالي يريدون قياس قدرتها على القتل والاغتيال وكذلك إرضاء لليمين والرأي العام الإسرائيلي.
وزاد أنه الاحتلال من خلال هذه العمليات يحاول إيصال رسالة للفلسطينيين والفصائل ولغزة على وجه التحديد وللإدارة الأميركية وللعالم أن (إسرائيل) بقضية الأمن لا ترحم ولا تتهاون ولديها خطة ورؤية واستراتيجية مستقبلية للاستمرار بعملية الاغتيال.
وفي وقت سابق ناقش الاحتلال موضوع الإعدام الميداني للشبان على مستوى رسمي، فهل ما يحدث هو تطبيق لذلك بدون إعلان رسمي؟
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي أيمن يوسف أن هناك موافقة مبدئية من مختلف مكونات الحكومة على قضية الإعدام الميداني وهذا يعتبر فوق القانون رغم أننا لا نعترف به كفلسطينيين لأننا شعب تحت احتلال، ويضيف أن (إسرائيل) ليست بحاجة الى قانون ولا تشريع ومستساغ قضائي من أجل أن تقوم بعملية القتل والقتل المتعمد وهو موجود.
ويلفت يوسف إلى أن تعليمات اطلاق النار عند جيش الاحتلال تقضي بإطلاق النار عند حالة الشعور بالخطر والتوجس الأمر الذي يأخذ أبعادًا نفسية، وحتى على الطرق ندرك أن جنود الاحتلال متأهبين جدًا وكان هناك عدد كبير جدا من الشهداء المدنيين من الرجال والنساء الذين قتلوا بدون أي ذنب.
كيف سيبدو المشهد السياسي في الفترة المقبلة؟
يعتقد الباحث والمحلل السياسي أيمن يوسف أن (إسرائيل) تسير باستراتيجية التصعيد المتدرج، وأن قضية جز العشب والاغتيال المعتمد كانت دائما موجودة في الأجندات الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية، والحكومة الإسرائيلية الحالية هي استكمال لما قامت به الحكومة السابقة التي لجأت للاعتقالات والقتل المتعمد.
وذكر يوسف أن الاحتلال كان دائمًا يفضل القتل على الاعتقال ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستكون اكثر تطرفا وتشددا وراديكالية فيما يتعلق بهذه الاستراتيجية إرضاء لمكونها التوراتي الأصولي اليهودي وهو جزء أساسي من هذه الحكومة حسب يوسف.
ولفت إلى أن (إسرائيل) معنية بتأزيم الموقف في هذه المرحلة حتى تخفف الضغوطات عنها داخليًا وخارجيًا وحتى يرجعوا الى شكل من أشكال إدارة الصراع مع الفلسطينيين، وقال: "بن غفير وسموترتش يقودون المشهد الأمني والمالي في (إسرائيل) وبالتالي نحن نتوقع مزيد من التصعيد ليس فقط الميداني والأمني والقتل بل حتى عملية تأزيم في المقاصة والضرائب والأزمة الاقتصادية".
وأردف: "هناك اكثر من متغير في هذه المعادلة لكن اعتقد أن القتل المتعمد والقتل خارج القانون والاغتيال هي جزء من استراتيجية (إسرائيل) منذ فترة طويلة ستزداد وستتعمق وتتكثف في الفترة القادمة".
وختم: "يمكن للمشهد أن يتغير اذا حدثت عملية عسكرية في جنين أو السيناريو الثاني بعملية فدائية في الداخل أو عملية اغتيال في غزة لان هذه الثلاث سيناريوهات الاستراتيجية مرشحة أن تظهر مستقبلًا".