القدس – نبأ:
فيما اعتبرت على أنّها إهانة وتوجهاً جديداً لدى حكومة الاحتلال الاسرائيلي، اعترضت شرطة الاحتلال طريق السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي خلال محاولته دخول المسجد الأقصى المبارك، بدعوى عدم وجود إذن مسبق منها، الأمر الذي دفع عمّان لاستدعاء سفير "تل أبيب" لديها، وإبلاغه رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة على الحادثة.
ويبدو أنّ محاولة منع السفير الأردني من الدخول- كما أعتاد- إلى المسجد الأقصى، يأتي في إطار السياسة الجديدة لوزير ما يسمى الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير، والتي تقضي بالحصول على إذن دخول من شرطة الاحتلال والإبلاغ عن حضوره قبل ذهابه إلى المسجد.
لكنّ السفير الأردني لم يفعل ذلك، ودخل دون إبلاغ، فأوقفه شرطي ومنعه من إكمال طريقه بعد إهانته أمام الكاميرات التي وثقت الحدث، ثمّ غادر المكان ومكث ساعتين.
وبعد ذلك أبلغ السفير الأردني شرطة الاحتلال، وحصل على إذن الموافقة بالدخول إلى المسجد الأقصى.
هذا التصرف، عدّته عمان استفزازا سافرا وتعديا صارخا على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية والدور الأردني ومحاولة لعرقلة عمل أوقاف القدس المشرفة على المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف .
في هذا السياق، رآى مختصون ومتابعون أنّ حكومة الاحتلال الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو، تخطط لإنهاء الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وأنّ هناك مرحلة جديدة سيمر بها المسجد المبارك.
تعقيباً على ذلك، حذّر مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ ناجح بكيرات، من إنهاء دور الأوقاف الإسلامية ودور الحراس ونقل السيادة الإدارية والأمنية إلى الجانب الإسرائيلي، معتبراً أن ما حدث مع السفير هو تصرف خطير جداً وهو من ضمن المطالبات التي طالبت بها الجماعات المتطرفة لإنهاء دور الأوقاف.
ووجه "بكيرات" رسالة إلى العالم العربي والاسلامي لدعم الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، فيما دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى تفعيل دور الوصاية بشكلٍ أكبر مما هو عليه الآن، وعدم الإستهانة بأي فعل يقام في المسجد الأقصى؛ لأن حكومة الاحتلال تريد أن تجعل لها سوابق، وهذه سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عليها.
واعتبر أنّ زيارة وفدٍ من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأوروبية في القدس، للمسجد الأقصى اليوم الأربعاء، جيد لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب، مضيفاً أنه كان الأجدر أن يخرج تصريح صحفي من داخل المسجد الأقصى، ورد قوي وواضح على تصرفات شرطة الاحتلال أمس مع السفير الأردني، حتى لا تفكر مطلقاً في تجاوز الوصاية الهاشمية
من جهته، قال المختص بشؤون القدس، حسن خاطر، إنّ رسالة الاحتلال إلى الأردن بالتصرف بتلك الطريقة مع السفير الأردني خلال دخوله الى المسجد الأقصى، بأنها مرحلة جديدة يمر بها المسجد المبارك، قائلاً إن الشرطي هدد السفير الاردني بالقتل، وتصرفه ليس من منطلق فردي، بل لديهم توجيهات وتعليمات من وزيرهم الجديد ايتمار بن غفير .
وأكد على أنّ خطة الحكومة الجديدة تهدف إلى إحكام قبضة الاحتلال على المسجد والهيمنة عليه بشكلٍ كامل، خاصة في ظل وزراء الحكومة الذين قدموا وعودا لمنتخبيهم تخص استهداف المسجد المبارك، محذراً من القادم الذي ينوي الاحتلال فرضه في القدس والأقصى تحديداً.
واتهم الإعلام العبريّ الأردن بإثارة هذه المشكلة من أجل التغطية على المشاكل الداخلية في المملكة، وحرف الانتباه عن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود.وفق زعمه
واستنكرت لجنة فلسطين النيابية، في البرلمان الأردني، اعتراض شرطي اسرائيلي طريق السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي لدى دخوله إلى المسجد الأقصى المبارك، معتبرةً أن ما حدث من أجندات حكومة اليمين المتطرفة ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهو خدمة لمشاريع المؤسسة الإسرائيلية وأحزابها.
ودعت اللجنة الحكومة لإعادة النظر بجميع الاتفاقيات والمعاهدات بين المملكة والاحتلال جراء هذا التصرف غير المسؤول وتكرار الاعتداءات على الفلسطينيين ومحاولة تغيير الوضع القائم في القدس.