نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بيّنوا تداعياتها لدى قيادة الاحتلال

محللون يوضحون لـ"نبأ" رسائل "حماس" من فيديو الجندي أفيرا منغستو

نبأ – رام الله – رنيم علوي

بثت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاثنين، رسالة مصورة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها "أفيرا منغستو" وفي المقابل، قالت الحكومة الإسرائيلية إن الفيديو سيؤخر التوصل لصفقة تبادل، بينما دعتها أسرة منغستو إلى العمل بسرعة لإعادته إلى منزله.

وظهر منغستو في الرسالة يقول "إلى متى سأظل هنا أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم، أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟".

وتأتي الرسالة بمناسبة تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال، وتنصيب "هرتسي هليفي" قائداً جديداً خلفاً للحالي أفيف كوخافي.

تلميحٌ سابق

وعلّق المحلل السياسي نشأت الأقطش أن ما قمت به حركة حماس أمس ليس بالمرة الأولى، ودلل على ذلك بالعودة إلى حرب غزة عام 2016 عندما أعلنت أن لديها جنود أحياء، بالإضافة إلى محاولة "حماس" التلميح بذلك من خلال فيلم يدور حول " خلية الظل" مشيراً أن التركيز الفيلمي كانت عدسته موجها إلى " كلابشات" في 4 اتجاهات.

وحلل الأقطش تصوير " الكلابشات" رسالة من حركة " حماس" أنها أوحت بما في جعبتها من 4 جنود أسرى أحياء.

وأردف لِـوكالة " نبأ" أن "حماس" تحاول تحريك الرأي العام في داخل ما تسمى بِـ " دولة الاحتلال" ضد القيادات؛ لإجبارهم على عقد صفقة تبادل أسرى؛ وذلك لما تتعرض له من ضغط في ظل أن غزة تعاني من حصار دام ما يقارب الـ 15 عاماً، وبالتالي ما يدفع حالة الحصار إلى الوصول لمرحلة الصمود؛ هو ما يقام به من خلال التسريبات.

يرى ضيف "نبأ" أن صفقة تبادل الأسرى كانت قريبة عدة مرّات؛ إلا أن مطالب حركة " حماس" مرتفعة؛ وبالتالي فإن الاحتلال لا يستطيع أن يقفز قفزة تصل لِـ " الحركة" ومطالبه؛ وهي الإفراج عن قيادات فلسطينية، والتي هي بنظر الاحتلال " قتلة إسرائيل".

" وإصرار حركة " حماس" على هذه المطالب، لن يكون من السهل الوصول لها؛ إلا أن عِناد الحركة في التفاوض مقابل اليمين الإسرائيلي أيضاً العنيد؛ لا ينتج عن التفاعل وإنما يولّد ظروفاً صعبة قد تعقد بعد وقتٍ قصير أو تعلّق لسنواتٍ طويلة" على حسب قول الضيف.

تسريبات مقابل صفقة

ومن جهته، قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، " إن حركة حماس تفضل نشر مقاطع الفيديو للأسرى الإسرائيليين لديها على أن تقوم بإطلاق الصواريخ للضغط على دولة الاحتلال لإتمام صفقة تبادل أسرى".

وزعمت الصحيفة، أن حركة حماس لا تريد أن تخسر تحسن الظروف الاقتصادية بدخول 17 ألف عامل إلى داخل الخط الأخضر، وكذلك الهدوء النسبي السائد منذ عملية سيف القدس، والتي أدت لتجنبها المشاركة في الجولة التي وقعت في أغسطس الماضي مع الجهاد الإسلامي.

ووفقًا للصحيفة، فإن حماس تخوض حربا نفسية ضد دولة الاحتلال، فيما تحاول الأخيرة عدم الانجرار خلفها.

فشل إسرائيلي

المختص أشرف بدر علّق على ما نشرته حركة " حماس": " الشريط المصور لمنغستو جيد، يحرج الحكومة الإسرائيلية ويشكك في الرواية الرسمية بأنه مريض نفسي؛ لكنه لا يتوقع حصول قفزة بالملف، ما لم يظهر شيء يؤكد  على أن أحد الجنديين الذي تدعي إسرائيل موتهما ما زال على قيد الحياة".

ورد المختص جمعة التايه: " ما لم يتم الحديث عن شاؤول وغولدين بشكل قطعي اعتقد أن الملف سيبقى يرواح نفس المكان،وهذا يأتي في ظل محاولة تحريك الملف والضغط على الحكومة واستغلال الوضع الداخلي، رغم أن المؤسسة الأمنية وحتى الإعلام الإسرائيلي سيفسر هذا الفيديو تفسير ما يخدم اجنداتها".

وصولاً للمختص أحمد جرار: " بالنهاية إسرائيل ملزمة بإعادة كل جنودها وأسراها بغض النظر مدنيين أو عسكريين وبغض النظر كونهم أثيوبيين أو أوروبيين ، وفشل كوخافي وانتهاء ولايته بدون إعادة الجنود جثث أو أحياء هو فشل كبير في سجلّه، وسجل كل الحكومات الإسرائيلية بعدم القدرة على إعادتهم أو معرفة أي معلومة عنهم".

ومن الجدير ذكره، أن حركة "حماس"، تطالب مقابل الإفراج عن منغستو، أسرى حكم عليهم بالسجن لسنوات، من بينهم حسن سلامة مسؤول القسام في غزة سابقا، والذي كان مسؤولاً عن هجومين وقعا على خط 18 عام 1996 وقتل وأصيب خلالهما العشرات في صفوف الاحتلال الإسرائيلي،  وإبراهيم حامد من قادة القسام في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، وكان مسؤولا عن هجمات عدة، وعبدالله البرغوثي مهندس العبوات الناسفة الكبير في حماس خلال فترة الانتفاضة الثانية والذي حكم عليه بالسجن لمدة 67 عاماً، وهو أقصى حكم أدين به فلسطيني في تاريخ "إسرائيل"، وعباس السيد مخطط الهجوم في فندق بارك بمدينة نتانيا عام 2002، والذي قتل فيه 29 إسرائيليا وأدى لبدء عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية.

 

 

وكالة الصحافة الوطنية