نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أعدمه الاحتلال بدمٍ بارد..

صديق الشهيد كحلة لـ"نبأ": كان محبًا لمساعدة الآخرين وهذا حلم حياته

نبأ – رام الله – رنيم علوي

في صورتين مختلفتين، الأولى ترى بأن كُلَّ من يَمر من تحت جسر مستوطنة "عوفرة" المُقامة على أراضي شرق رام الله قُرب بلدة سلواد يَعرف مدى استفزاز قوات الاحتلال الإسرائيلي بالآونة الأخيرة للمواطن الفلسطيني، من خلال إقامة الحواجز العسكرية وتعطيل المارة لِساعات وثم العودة للحياة .

أما الصورة الثانية والتي غيّرت هذا المنظور، من قِبل الشهيد المواطن أحمد كحلة وابنه، اللذان استهدفتهم رصاصات الاحتلال صباح اليوم على ذات الطريق فـ اغتالت الأول، وأصابت الثاني، جعلت المارة ينظرون أن حياتهم على هذا الشارع ليست فقط التوقف لساعات عند " الحاجز" وإنما ممكن أن تنتهي برصاصة ليست بِـالطائشة.

وعلى وقع الخبر العاجل: " الاحتلال يُعدم مواطناً ويصيب نجله بالرصاص قرب رام الله" استيقظت عليه فلسطين صباح اليوم؛ لِترجل فارس آخر إلى السماء خلال هذا الشهر.

الصديق المحب

كفاح النّعسان، الصديق المحبّ لأحمد؛ من شِدة ألمه على صديقه اكتفى بِـ " الله يرحمك يا صديقي" جمعهما العمل قبل عامين؛ ومن ذلك الوقت إلى اليوم وهما يتجولان مع بعضهما البعض ويتبادلان الأسرار.

وعن استشهاده، وصف النعسان تلقي الخبر بِـ " الصدمة" الكبيرة في حياته؛ فقد حاول مراراً وتكراراً البحث عن رقم هاتف ينفي رحيل صديقه، إلا أن كافة الإجابات كانت تدور حول التأكيد.

رواية منفية

وينفي النعسان الرواية " الإسرائيلية" التي تتبنى القول أنه بحجة تنفيذ عملية الطعن، مؤكداً أن أحمد كان متجهاً إلى عمله، وقال: " إن الاحتلال الإسرائيلي اصدر قرارا أن أي مواطن فلسطيني راودته شكوك تنفيذ عملية فـ إطلاق مباشرة النار هو سيّد الموقف" .

وعن أحلام أحمد تحدث النعسان لِـوكالة " نبأ" أنها مسلوبة فَـ الاحتلال الإسرائيلي اليوم يسرق الأحلام ولا مجال لتحقيق ما ترغب به النفس، وإنما كان حلمه الوحيد أن يحيى حياة زوجته وأبنائه.

وأكمل: "أحمد صاحب الوجه البشوش، وصف بِـ المحترم، لن تجمعه مواقف مع صديقه إلا والخير وسطها، فكانت ورشات العمل وسفرة الإفطار، وحتى رشفات القهوة شاهدة على العلاقة اليومية بينهم".

وتابع ضيف " نبأ" بأن أحمد كان محباً للمساعدة، ولا يرضى بالقليل لغيره، مستذكراً أن لحظة استشهاده كانت بدافع مساعدة " امرأة" سيارتها "تعطلت عجلتها"، وعند عودته هو وابنه على سيارتهم الخاصة بدأ الجيش بالنداء عليهم وإلقاء قنابل الصوت، وثم رش " الفلفل" وإطلاق النار حتى استشهد.

وفي نبرة صوتٍ حزينة، مفعمة بالدمع، استذكر النعسان ما يجمعهم مرة أخرى، وقال: " عندما نعود من عملنا ونرى سيارة على جانب الطريق يقف أحمد بدافع المساعدة على اختلاف أنواعها".

حالات متكررة

ويضيف أن حالات الاستشهاد المتكررة باتت تطرق كل باب، ف قبل عامين ابن خالته استشهد، وقبل شهرين ابن عمه، واليوم صديقه، وشقيقه في السجن محكوم 12 عاماً، شجرة قلبه تتقطع شيئاً فشيئاً. على حسب قوله.

ومن الجدير ذكره، أن أحمد كحلة أصيب بعدة رصاصات في الصدر والرقبة حيث تركه جنود الاحتلال ينزف كميات كبيرة من الدماء قبل السماح لسيارات الإسعاف الفلسطينية بالوصول إليه.

وعليه يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري 2023، إلى 13؛ منهم 3 أطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة.

وكالة الصحافة الوطنية