رام الله – نبأ:
منذ إعلان تشكيلها في أواخر ديسمبر الماضي، ومباشرتها لأعمالها، أعلنت حكومة الاحتلال الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو، وعضوية المتطرفيْن ايتمار بن غفير "وزير الأمن القومي" وبتسلئيل سموتريتش "وزير المالية"، عن توجهاتها ضد الشعب الفلسطيني، تشهد الضفة المحتلة تصاعداً ملحوظاً في وتيرة العدوان.
آخر ضحايا هذا العدوان، كان فجر اليوم في جنين، حينما أعدمت قوات الاحتلال الشابين عز الدين حمامرة وأمجد خليلية داخل مركبتهما في بلدة جبع، فيما ارتقى الشاب يزن الجعبري من بلدة اليامون متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال بداية الشهر الحالي.
ومنذ بداية العام 2023 ارتفع عدد الشهداء إلى 12 بينهم 3 أطفال، فيما استشهد 224 فلسطينيا في العام 2022 بالضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة .
تعقيباً على ذلك، يرى المحلل السياسي وديع أبو نصـار أنّ على الفلسطينيين أن ينظموا أنفسهم في مواجهة حكومة الاحتلال الجديدة، عبر وضع استراتيجية واضحة المعالم في كيفية التعامل معها، داعياً لاجتماع فلسطيني واسع يخرج برؤية ثم قرار لإدارة المرحلة المقبلة.
وقال إنّ التوجه الآن لدى هذه الحكومة إضعاف السلطة الفلسطينية الضعيفة أصلاً، وليس قتلها، وفي المقابل هجوم على فلسطينيي الداخل من خلال سحب الجنسيات، وعدم اعطائهم ميزانيات، وغيرها من القرارات العنصرية.
ولفت إلى أنّ الفلسطيني سيبقى هدفاً لهذه الحكومة، لعدة أسباب، من أبرزها غياب موقف عالمي واضح وقوي، وتشرذم الموقف العربي وضعفه، والسبب الثالث هو الانقسام الداخلي وضعف السلطة الفلسطينية.
وبيّن "أبو نصـار" أنه على الرغم من أنّ حكومة نتنياهو الجديدة، تبدو حكومة قوية، لكنها لن تجرؤ على خوض معركة مع حزب الله في لبنان، كما ستتردد في خوض مواجهة عسكرية مع قطاع غزة، أما في الضفة الغربية فهي تستعرض عضلاتها على حساب دماء الأبرياء، وبالتالي فهي حكومة لا ضوابط لديها، وبحاجة لمن يوقفها.
وبيّن أنه يمكن إيقاف حكومة الاحتلال الجديدة عن تصعيدها، عبر أمرين، الأول محاولة تجنيد الرأي العام الإسرائيلي، وتنظيم مظاهرات كما بدأ يحدث؛ لأنها حكومة تسعى لاختطاف "الدولة"، وهي تريد تدمير الجهاز القضائي الإسرائيلي لتعمل ما تريد، أما الجانب الثاني فيتمثل بتحرك المجتمع الدولي والخروج عن صمته.
وقال: "لسخرية القدر أن الموقف الأمريكي من هذه الحكومة الاسرائيلية مُعلن -وإن كانت تصريحات المسؤولين الأمريكيين متباينة-، بينما العرب نيام".
مضيفاً أن لهذه الحكومة خصوم كثيرين، لكنهم مبعثرون وغير منظمين، وهذا موطن القوة لها.وفق قوله
وقال إن الإدارة الأمريكية غير راضية عن الحكومة الجديدة لكنها لا تجرؤ الى الذهاب لصدام شامل معها، خاصة في ظل عدم إسناد للموقف الأمريكي عربياً وأوروبياً، وبالتالي بات الفلسطيني "يتيماً" أمام هذه الحكومة.
وأشار إلى أن نتنياهو خصوصاً واليمين عموما، لهم امتدادات قوية في دوائر صنع القرار في واشنطن، وإدارة الرئيس بايدن خصوصاً، والديمقراطيين عموماً يخشون ن انتقام يميني إسرائيلي، لأن بايدن حاول مساعدة يائير لابيد رئيس الحكومة الأسبق، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق مع لبنان على الحدود البحرية، وبالتالي نتنياهو فهم هذا الموقف الأمريكي على أنه تدخل في الشأن الإسرائيلي.
وعن استمرار هذه الحكومة من عدمه، توقع "أبونصار" استمرارها؛ مرجعاً ذلك لضعف وتشرذم المعارضة الإسرائيلية، وليس لقوتها، في حين أن أداءها يكسبها المزيد من الأعداء في العالم.