نبأ-الداخل:
تصادف اليوم الذكرى الأولى لـ "هبة النقب" بعد قرار ما تسمى "بدائرة أراضي إسرائيل" الشروع بتنفيذ مشروع تشجير أراضي النقب وخاصة في قريتي الأطرش وسعوة البدويتين، حيث التهمت الجرافات مساحات واسعة من الأراضي بحجة تشجيرها أو تحويلها إلى محمية طبيعية الأمر الذي رفضه السكان الفلسطينيين الأصليين، ونظموا احتجاجات سلمية واجهتها قوات الاحتلال بقمع غير مسبوق واعتقلت العشرات من الفلسطينيين من بينهم فتيات وأطفال.
حيث شهد النقب بتاريخ 10/1/2022م اندلاع مواجهات مستمرة وانتفاضة في وجه سلطات الاحتلال حينما أقدمت على تنفيذ مخطط يهدف للسيطرة على أراضيهم بحجة تشجير النقب، هذه الهبة التي هي استمرار لصمود اهل النقب وتمسكهم بالبقاء على أرضهم، وسبقها "هبة الكرامة" التي اندلعت ابان معركة سيف القدس، والتي اندمج فيها أهالي النقب مع بقية المكونات الفلسطينية في التصدي لبطش المستوطنين والانخراط في معركة الدفاع عن الأقصى في حينه.
يسعى الاحتلال "الإسرائيلي" منذ احتلال أرض فلسطين عام 1948 للسيطرة على المزيد من الأراضي وتفريغ المناطق الفلسطينية من سكانها، وقد تعرض النقب لهجمات كبيرة من الاحتلال لتفريغه من سكانه، ولا يزال هدفاً استراتيجياً تعاقبت حكومات الاحتلال المختلفة على تحقيقه.
ويعاني النقب الذي يشكل 52% من مساحة فلسطين، مثل باقي الأراضي المحتلة، ويتعرض لمسلسل من عمليات التهجير والنهب للأراضي والطرد من السكن، وإعلان مناطق عسكرية واسعة كمناطق عسكرية مغلقة، محميات طبيعية حرمت الفلسطينيين من حقهم في العيش على أرض الأباء والأجداد.
لا يعاني سكان النقب فقط من مسلسل الطرد والتهجير والتضييق في العيش والمسكن، بل يمتد الإجرام الصهيوني للتحكم في المراعي الخاصة بالمواشي التي تعتبر المصدر الرئيسي للعيش لدى العديد من السكان، وذلك من خلال ما يعرف بـ (الدوريات الخضراء) والتي تلاحق سكان النقب وتحاصر المراعي الخاصة بمواشيهم وتفرض غرامات بدعاوى باطلة، بل وتصادر المواشي أيضاً تحت ذرائع واهية كالرعي في مناطق محرمة أو عسكرية أو "أملاك الدولة".
أهمية النقب
تبرز أهمية منطقة النقب، الواقعة شرقي مدينة بئر السبع المحتلة من عدة زوايا، أبرزها أنها تشكل ما يقرب من نصف مساحة فلسطين، بواقع 16 ألف كلم2، وتعد صحراء النقب الممر الطبيعي بين آسيا وإفريقيا ونقطة العبور الجنوبية من فلسطين بين المشرق والمغرب العربيين.
تضم النقب عددًا من أهم القواعد العسكرية والمرافق الأمنية الحساسة للاحتلال كما تضم مفاعل ديمونة النووي وتشرف القرى الفلسطينية فيها على شبكة الطرق التي يمر منها جيش الاحتلال، يحذر أبواق الدعاية الصهيونية من أكاديميين وإعلاميين من "مخاض الفلسطنة والأسلمة" التي يمر بها الفلسطينيون من بدو النقب.
مساحة النقب
تبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلو متر مربع تقريباً، أي ما يعادل 52% من مساحة فلسطين البالغة 27 ألف كيلو متر مربع، وتُعد صحراء النقب الممر الطبيعي بين آسيا وإفريقيا ونقطة العبور الجنوبية من فلسطين بين المشرق والمغرب العربيين.