نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

سيرة نضالية زاخرة بالتجارب

النائب سميرة حلايقة .. مثال للمرأة الفلسطينية صاحبة البصمة في كل الميادين

الخليل – نبأ – علا مرشود

يزخر التاريخ الفلسطيني بسِيَر النساء اللاتي تركن بصمات واضحة على مسيرة النضال الطويلة منذ بدء الاحتلال وحتى اليوم، فتواجدت المرأة في شتى الميادين وجودًا حقيقيًا فكانت ولا زالت المرأة المقاومة والشهيدة والأسيرة وكانت أيضا السياسية وسيدة الأعمال والمزارعة وقبل ذلك الأم المربية لكل هذه الأجيال الفلسطينية الواعية.

السيدة سميرة حلايقة النائب في المجلس التشريعي والأسيرة المحررة والناشطة السياسية والاجتماعية كانت إحدى هذه النماذج المميزة في جنوب الضفة الغربية التي تركت بصمات واضحة في العمل السياسي والوطني منذ سنوات.

وكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، التقت بالنائبة سميرة حلايقة، وحاورتها في ملفاتٍ عديدة.

ولدت السيدة سميرة عبدالله عبد الرحيم حلايقة في بلدة الشيوخ عام ١٩٦٤على بعد ٦ كلم إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتلقت تعليمها الأساسي والثانوي في بلدة الشيوخ ومدينة حلحول وتعليمها الجامعي في مدينة الخليل، وهي متزوجة ولديها من الأبناء ٧ ولدان وخمس بنات.

 بدأت حلايقة بالعمل في مجال الجمعيات الخيرية بعمر الـ ١٨ واستمرت فيها لمدة خمس سنوات، ثم عملت في احدى المدارس الخاصة ومن ثم توجهت للعمل الحر وعملت في مجال الصحافة والإعلام وبدأت العمل كمراسلة لصحيفة صوت الحق في فلسطين المحتلة عام ٤٨.

وتقول: "عملت أيضا كمراسلة لعدة مواقع على شبكة الإنترنت وصحف محلية وخارج الوطن واستمريت في هذا المجال لمدة تزيد عن ١٥ عامًا".

خاضت حلايقة تجربة العمل النقابي من خلال انتخابات المجلس التشريعي التي جرت في بداية عام ٢٠٠٦ التي فازت فيها حركة حماس التي انضوت حلايقة تحت قوائمها، فعملت آنذاك في لجنتي الأسرى والقدس، حتى توقف عمل المجلس التشريعي منذ منتصف عام ٢٠٠٧ في أعقاب الانقسام.

 وتعقب حلايقة: "لم يسمح لنا بالدخول إلى قاعة الاجتماعات بقرار سياسي واعتقلت سلطات الاحتلال ٤٦ نائبا ووزيرا وتمت محاكمتهم على خلفية حقهم القانوني بالمشاركة بالانتخابات التي فازت فيها حركة حماس بأغلبية ٧٤ مقعدا من أصل ١٣٢ مقعدا".

 وذكرت حلايقة أنه في تلك الفترة لم يتبقى من النواب خارج السجن إلا ثلاثة نواب من كتلة التغير والإصلاح والذين بدأوا يمارسون عملهم النقابي كالمطاردين، وتركزت أعمالهم على بعض الفعاليات التي كانوا يشاركون فيها لخدمة أهالي الأسرى والمعتقلين وبعض النشاطات الإنسانية.

 وأشارت النائب حلايقة إلى أنه بين الأعوام 2008 – 2015 توالت الحروب على قطاع غزة بهدف شل وانهاء حكم حماس فيما صدر قرار من الرئيس عباس بتاريخ ٢٢/١٢/٢٠١٨ بإنهاء عمل المجلس التشريعي الذي كان مشلولا بتغييب النواب داخل السجون الإسرائيلية.

وزادت: "وبذلك كنا شهودا على أسوء مجزرة تاريخية بحق القانون وحرية الرأي في التاريخ المعاصر حيث لم يسمح لنا منذ ذلك التاريخ بالقيام بأي عمل له علاقة بالعمل النقابي أو بالمجلس التشريعي بتاتا.

سيرة السيدة سميرة حلايقة مليئة بالتجارب وغنية بالتضحية والنضال، فكان لها أيضًا حصة من زنازين الاحتلال واعتقالاته التي طالت كل بيت فلسطيني، فكانت أسيرة، وتروي عن هذه التجربة:

"اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلي في تاريخ ٨/٣/٢٠١٧ وفتشوا منزلي واقتادوني مكبلة اليدين والقدمين وعصبوا عيوني ونقلوني في سيارة عسكرية إلى معتقل عتصيون شمال الخليل ومن ثم إلى محكمة عوفر لتمديد اعتقالي بعد جلسة تحقيق ثم نقلوني إلى سجن هشارون في تل أبيت حيث سجن النساء".

 أمضت حلايقة شهرين متنقلة بين البوسطات ومركز تحقيق عتصيون والمحكمة الإسرائيلية، ووجهت المحكمة لها عدة تهم أغلبها حول انتخابات المجلس التشريعي وعضويتها فيه والخدمات التي كانت تمارسها بصفتها عضوا بالمجلس التشريعي.

جميع هذه التهم بدت للمحكمة أنها غير مقنعة للاعتقال والاحتجاز وأفرجت عنها سلطات الاحتلال بتاريخ ٩/٥/٢٠١٧ بكفالة مالية مقدارها ٤٠ ألف شيقل مع استمرار جلسات المحاكمة التي استمرت عاما كاملا وكانت الغرامة ١٠ ٱلاف شيكل وست اشهر مع وقف التنفيذ لمدة ٣ سنوات.

 برودة الزنازين وصعوبة التنقل في البوسطات وجلسات التحقيق والتفتيش العاري كانت أسوء ما واجهت حلايقة خلال الاعتقال، كما تتحدث عن إصرار الاحتلال على تنغيص حياة الأسيرات بالتفتيش الليلي المفاجئ واحتجاز المعتقلين المدنيين في نفس الاقسام مع الأسيرات مما يشكل حالة من الازعاج والتعذيب لهن.

وتضيف: "خلال فترة اعتقالى كانت هناك ١٣ أسيرة قاصرة بالإضافة إلى عدد من الأسيرات المصابات والمريضات وهذا زاد من حدة المعاناة".

وعن رؤيتها للأوضاع الحالية على الساحة الفلسطينية فتعتقد حلايقة أنها تتخذ منحنى خطير خاصة مع ازدياد أعداد الشهداء والأسرى والاقتحامات الليلية واقتحامات الأقصى والمحاولات المستمرة لمصادرة الأراضي وبناء الوحدات السكنية للمستوطنين وبذلك ترى أن الأمور تتجه للأسوء والأحداث في طريقها للتصعيد.

وعند سؤالها عن سبب انحسار ظاهرة المقاومة مؤخرًا في الشمال والمتمثلة في عرين الأسود في نابلس وكتيبة جنين أجابت:

ا نستطيع حصر المقاومة مضمونا في الشمال فقط إذا اعتبرنا أن هناك عشرات نقاط المواجهة مع الاحتلال منتشرة بشكل يومي من شمال الضفة إلى جنوبها لكن إذا وصفنا ما يجري في جنين ونابلس بأنها حالة فهي أقرب إلى ظاهرة تزيد وتنقص بحسب الأوضاع المفروضة على الشعب وكلنا يعلم أن الطوفان اذا بدء لن تحده حدود ولن يتوقف على فصيل او مجموعة أو منطقة بعينها".

وختمت حلايقة حديثها بأن المرأة الفلسطينية شاركت بقوة في كل المجالات ومنها المجال السياسي وسبق دورها دور المرأة في كثير من البلدان العربية حتى أنها شاركت الرجل في الوظائف العليا ووصلت إلى مركز القيادة في الوزارات والمكاتب والفصائل بدرجة مدير عام ووزيرة ووكيل وزارة وقاضية ومسميات أخرى غير قابله للعد.

وقالت: "لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك أو يتجاهل مواقع المرأة الفلسطينية كل ذلك بسبب جدها واجتهادها وطموحها".

وكالة الصحافة الوطنية