نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بنشر الحواجز والإغلاقات اليومية في الضفة الغربية..

محلل سياسي يوضح لـ"نبأ" جدوى العقاب الجماعي على جذوة عمليات المقاومة

جنين – نبأ – علا مرشود

شهد العام المنصرم 2022 تصاعدًا في عمليات المقاومة في الضفة والقدس والداخل وارتقى فيه 230 شهيدا فلسطينيا، بينهم 171 في الضفة الغربية، و53 من غزة، و6 من فلسطينيي الداخل.

وكان عام 2022 أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة بتسجيل الوفيات بشكل منهجي في عام 2005، كما جاء في أحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا).

وتنوعت عمليات المقاومة ما بين أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة وبدأت كعمليات فردية أثخنت في عمق الاحتلال أبرزها العملية التي نفذها الشهيد ضياء حمارشة ومثلها عملية الشهيد رعد خازم وسرعان ما تطورت إلى فعل مسلح منظم لمهاجمة أهداف الاحتلال العسكرية.

وحسب تقرير -معطى- السنوي لأعمال المقاومة في الضفة الغربية لعام 2022، شهدت محافظات جنين ونابلس والخليل أعلى وتيرة في عمليات المقاومة المؤثرة لا سيما عمليات إطلاق النار على حواجز الاحتلال، حيث بلغت على التوالي (445، 382، 131).

الحواجز العسكرية التي يتحصن بها الاحتلال ويغتال عبرها المواطنين خاصة في نابلس وجنين باتت اليوم هدفا لرصاص عرين الأسود ومجموعات المقاومة المسلحة في الضفة، ولم تعد آمنة (على الجنود) كما كانت قبل سنوات.

وفي التعقيب على ما تقدم يقول الباحث والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الهدف الأساس الذي حاول الاحتلال الوصول له من هذه الحواجز، وهي إعادة بناء مفهوم العلاقة ما بين الاحتلال كمنظومة تمارس القمع والقتل وما بين التحكم بالحياة اليومية للمواطن الفلسطيني.

لهذا السبب يرى بشارات أن الاحتلال استطاع أن يجعل هناك عملية ربط ما بين الحاجة اليومية وما بين استمرارية الاستقرار، والهدف من ذلك هو خلق فجوة ما بين الحاضنة الشعبية وما بين العمل المقاوم.

وأضاف بشارات في مقابلة مع "نبأ": "هو ذات الأمر الذي يحاول الاحتلال أن يعززه من خلال العقاب الجماعي لعائلات المقاومين بسحب التصاريح وغيرها من إجراءات تعرقل حياتهم اليومية.

وعن جدوى هذه العمليات يؤكد أن العمل المقاوم لا يقاس بالربح والخسارة أو بعدد النقاط، أو بعدد الإصابات التي قد يتم إيقاعها بصفوف جنود الاحتلال على الحواجز.

ويضيف: "إنما تقاس بأمرين؛ الأول وهو استمرارية العمل النضالي وتراتبيته دون انقطاع، والثاني في بناء ثقافة وعي مجتمعي رافض للاحتلال كمنظومة متكاملة وليس فقط كممارسة".

ويلفت بشارات إلى أن الاحتلال شرع ببناء السور الواقي ويعمل تحصين كامل لجميع مواقعه العسكرية لإحداث نوع من الصدمة النفسية لكل من يرغب بالمواجهة لهذا السبب.

وفي السياق ذاته يشير بشارات إلى الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي كان فيها الحجر هو أساس المواجهة، وتساءل عن قيمة وجدوى ضرب الحجارة أمام دوريات مصفحة وسلاح ناري.

 ولكنها في المقابل استطاعت تلك المرحلة أن تؤسس لحالة نضالية مجتمعية تساند بعضها البعض حتى بات الحديث عن إمكانية الحلول السياسية أمرا أكثر واقعية بعد أن كان الاحتلال يرفض أي من هذه الطروح.

وختم بشارات: "باعتقادي المقاومة لا تؤخذ بتجربة واحدة وإنما بشمولية الأدوات واستمرارية النضال عبر الزمان".

 

وكالة الصحافة الوطنية