نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

آدم عياد .. شهيد "الدهيشة" وحيد والديه الذي خطّ وصيته مرتين 

بيت لحم – خاصّ نبأ: 

لم تعلم والدة الفتى آدم عصام عياد (15 عاما)، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، أن الساعة الأخيرة التي رأته فيها منتصف الليلة الماضية، لن تتكرر، فقد غادر شهيداً برصاصة أطلقها جنود الاحتلال عليه وأصابته في صدره، خلال اقتحام المخيم.  

واستشهد الفتى آدم عياد (وحيد والديه)، وأصيب آخر في اليد، كما اعتقل  الشاب عنان احمد سرابطة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي، مخيم الدهيشة.

ويعتبر "عياد" الشهيد الثالث، الذي يرتقي منذ بداية العام الجديد 2023، حيث افتتح هذا العام، بشهيدين في قرية كفر دان بجنين، يوم أمس الاثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال القرية لتفجير منزلي الشهيدين أحمد وعبدالرحمن عابد، وهما منفذا عملية "كمين الجلمة" التي وقعت في سبتمبر الماضي، وأدت لمقتل ضابط كبير في جيش الاحتلال. 

تقول والدة الشهيد آدم عياد، إنّه رغم صغر سنّه إلا أنه يعتمد على نفسه، حيث يعمل ويوفّر من راتبه الذي يحصل عليه، مشيرة إلى أنّه أخبرها بأن راتبه تحت تصرفها كما تشاء.

وتضيف أنّه عاد ليلة أمس من مكان عمله، وجلس عندها في البيت، لفترة قصيرة وقبل أن يغادر المنزل، طلب منها أن تُعدّ له وجبة "الكوسا المحشي"، فوعدته بها اليوم، لكنّه خرج ولن يعود إليها.

وقالت إنّ آدم كان دائماً يخبرها أنّه يتمنى الشهادة، فيما يكون رده عليها حينما تخبره أنّها تريده ليبقى إلى جانبها كونه وحيدها، أنّ كثير من الشهداء ارتقوا وهم الوحيدون لذويهم، وأن فلسطين تستحقّ التضحية من أجلها. 

وذكرت أنها وجدت في المنزل ذات مرة وصية خطّها بيده، فقامت بشّقها، ليسألها لماذا قامت بذلك، وأجابته لأنه وحيدها وليس لها بعد الله الا هو، لكنّه عاد وكتب وصية أخرى وخبّأها عنها، وعثر عليها في جيبه بعد استشهاده.

 وكتب آدم في الوصية: "أنا مبسوط كثير أنه ربنا حقق لي حلم من أحلامي وهو الشهادة.. الشهادة مش موت الشهادة انتصار وفخر للعالم كله، حدّدوا بوصلتكم ووجهوها على الاحتلال".

ونقلت جماهير غفيرة جثمان الشهيد سيراً على الأقدام من مستشفى بيت جالا الحكومي، مروراً بشارع القدس-الخليل، وصولا على منزل الشهيد في مخيم الدهيشة، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة قبل نقله إلى مقبرة الشهداء لمواراته الثرى . 

والشهيد آدم عياد، هو الثاني الذي يرتقي في مخيم الدهيشة في أقل من شهر، حيث استشهد في الخامس من ديسمبر الماضي الشاب حسن مناع، واصيب 6 آخرون في اقتحام جيش الاحتلال للمخيم. 

من جهته، قال محمد الجعفري منسق لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم لـ"نبأ" إنّ هناك ازدياداً ملحوظاً في استهداف الاحتلال لبعض لمناطق في محافظة بيت لحم، خاصةً في مخيم الدهيشة، وبلدة تقوع، لقمع الحالة الثورية المنتشرة بين الشباب الفلسطينيين للخلاص من الاحتلال.

يبدو أنّ ضباط الاحتلال لم يقرأوا جيداً تاريخ الشعب الفلسطيني، والذي أثبت أن كل الإجراءات القمعية لا تجدي نفعاً مع شعبنا، وبالتالي فإنّ هذا التصعيد يزيد النار اشتعالاً.

وكالة الصحافة الوطنية