نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"فرحة والطنطورة" لقطات وذكريات تقاوم المحتل

نبأ_ رام الله_رنيم علوي

شكّلت الثقافة الفلسطينية المكتوبة والأفلام التاريخية المصورة نقلة نوعية، للتعرف على القضية الفلسطينية منذ الانتداب البريطاني وصولاً إلى الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي ما زال إلى اليوم مستمراً في جرائمه.

وبين الثقافة والحروف يُكتب اسم " فرحة" ليجسّد معاناة الفلسطيني في ظل وجود المحتل على أرضِ فلسطين، والذي يُحاكي قصة زوجة الفلسطيني صالح البرغوثي " أبو عمر " وأم عمر ونائل البرغوثي، هذه الأم ما أن تسمع اسمها من المحتلّ اللئيم الذي يضع نقطته السوداء على حرف الحاء "فرخة"، فتردّ عليه بعنفوان المرأة العصاميّة الفذّة، فرخة ولكنّي خلّفت ديوكاً وقفوا لكم بالمرصاد وكشفوا زيفكم.

وفي الشق الآخر العين الفلسطينية في "فيلم الطنطورة" توثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي القرية المهجرة عام 1948، والتي منحت فرصة مشاهدة الفيلم لرسم صورة مصغرة لفلسطين ونكبتها.

وقيل في وصف بلاد الطنطورة المهجرة: " كانت من أجمل الشواطئ والقرى الساحلية المدهشة على كل ساحل البحر الأبيض المتوسط ببيوتها الحجرية ورمالها الذهبية ومياهها المعدنية وأهلها الطيبين ممن تميزوا بأحوالهم الاقتصادية الاجتماعية الجيدة بفضل زراعتهم وتجارتهم ومينائهم الصغير، حتى جاء مجرمون من وحدة "ألكسندروني" الصهيونية وصبغوها بالأحمر ليلة 22 من مايو/ أيار 1948".

الهودلي في وصف "فرحة"

الكاتب وليد الهودلي ومؤلف رواية " فرحة"  في حديثه لِـوكالة "نبأ" ، قال : "إن فرحة في الرواية الفلسطينية تمثّل الروح الفلسطينية للأم، بمعنى أن كل فلسطيني يرى والدته من خلال الأم "فرحة" بالجزئية التي تناسبه".

وأشار الهودلي إن " فرحة" في الرواية هي تجسيّد للأم الفلسطينية المشتبكة مع المحتل، وفي ذات الوقت  الأم التي تقوم بأدوار متعددة، لافتاً أن بطلة الرواية أم فلّاحة بسيطة قادرة على كشف الاحتلال بكل سلبياته.

وأردف أن مسمى "فرحة" دائم الارتباط بالفعل الفلسطيني، ولهذا اطلقت الرواية بِـ اسم " فرحة"  بأحداثها الواقعية.

ونوه ضيف "نبأ" إلى أن الاحتلال يهاجم كل عمل فلسطيني مقاوم، ويأتي هذا في سياق الاتهام المستمر من قِبل الاحتلال لكل من يقف ضدهم، في منظورٍ خاص لهم أن الفلسطيني يعادي المنظور السامي وليس من حقه فعل ذلك.

ووصف اتهام الفلسطيني بمعادة السامية أنه "باطل"؛ وذلك لأنه من العنصرية أن يصنف البشر على أساس الجنس، ويعتبر أن كل من يعارض الاحتلال فهو معادٍ للسامية، مشيراً أنهم بأفعالهم العنصرية هذه يضربون عمق الحضارة الإنسانية بكل أبعادها.

الطنطورة المهجرة

وفي ذات السياق، عرضت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بالشراكة مع مسرح وسينماتيك القصبة في رام الله، مساء اليوم الثلاثاء المنصرم، فيلم " الطنطورة" الذي يوثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية الطنطورة المهجرة عام 1948.

وقال وزير العدل محمد الشلالدة معلقاً: " إن فيلم "الطنطورة" يمثل وثيقة ذات قيمة قانونية مهمة جدا لمساءلة وملاحقة السلطة القائمة بالاحتلال منذ عام 1948، بارتكابها العديد من الجرائم التي ترتقي لوصفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية"

وأضاف أنه من خلال الفيلم يتضح أن مجزرة الطنطورة هي جريمة إبادة جماعية مخالفة لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليه لعام 1948، وأنه كآلية قانونية فلسطينية يمكن الاعتماد على الفيلم باعتباره تحقيقا جنائيا بالأدلة والإثباتات والشهادات الحية، وأنه من خلاله نستطيع مقاضاة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية اعتمادا على كون فلسطين طرفا في الاتفاقية.

يشار إلى أن 74 عاماً مرت على مذبحة قرية الطنطورة، والتي راح ضحيتها ما يقارب 230  شهيداً، بعضهم استشهد بعد أسره وإطلاق النار عليه بواسطة مدفع رشاش كان بحوزة جندي أفرغ 250 طلقة في أجساد عزّل، فيما استشهد آخرون بعد حشرهم في براميل من الحديد وإطلاق النار عليها، ليسيل دمهم من الثقوب، فيما أخرج ضابط مسدسه وقتل من جاء أمامه واحدا تلو الآخر.

المؤرخ الإسرائيلي ادام راز، نشر تقريرا في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في كانون الثاني/يناير العام الجاري، تحت عنوان: "عندما بلغوا سن التسعين.. جنود لواء الكسندروني قرروا الاعتراف: في عام 1948 نفذ الجيش الإسرائيلي مذبحة في الطنطورة".

وفي تفاصيل تلك الساعات المروعة، ليلة 22 أيار، ونهار 23 أيار 1948، احتلت عصابات "الهاغاناة" الإرهابية الصهيونية "الطنطورة" وأجبرت العشرات منهم على حفر خنادق، قبل أن تطلق النيران عليهم، وتدفنهم في تلك الخنادق، وفي مقابر جماعية.

وكالة الصحافة الوطنية