نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

من السجن إلى الحرية وصولاً للشهادة .. مجاهد حامد

نبأ-رام الله-رنيم علوي:

بين الحاء والألفِ، ألفُ أسرٍ وحريّة، وبين الألف والنون، نِضالٌ ومقاومة، كلها اجتمعت بالأسير المحرر الشهيد المشتبك مجاهد حامد؛ الذي اُستهدف برصاص الاحتلال مساء اليوم في شرق محافظة رام الله؛ بعد أن نفذ عملية إطلاق نار صوب مستوطنة "عوفرا"، أول أمس الاثنين، وانسحب بسلام، ليعاود اليوم الكرة مجددا وينال الشهادة. 

اعتقلته قوات الاحتلال عام 2010م، وحُكم عليه بالسجن مدة 7 سنوات، وبعد قضائه ثلاث سنوات تم رفع الحكم إلى 9 سنوات، ونقل فترة اعتقاله إلى عدة سجون، أنهى دراسة الثانوية العامة داخل سجون الاحتلال، كما واعتقلت قوات الاحتلال خلال مكوثه في السجن والده وشقيقه لمدة عام، وتعرّف على أصدقاء كثر داخل تلك الزنازين.

صديقاً راثياً شهيداً

صديقه الأسير المحرر ضياء حامد، وشقيقه في البلدة، وخلّانه في مرحلة " المدرسة" قال في وصف مجاهد راثياً إياه " أتممت مراحل النضال كلها يا مجاهد" وتابع : " منذ كنت طفلاً تركض خلف آليات الاحتلال المصفحة تلقي عليهم الحجارة من مسافة الصفر حتى اصبحت شاباً يافعاً تصب عليهم حمم رصاصك الأول".

وأضاف:" سُجنت ، وقضيت 9 سنوات خلف قلاع الأسر ، غير آبه بسنين العمر وبمرض الضغط الذي أصابك وهزمته بعزيمتك التي لا تلين ، حُررت بعدها ومضيت نحو إيمانك ووعيك حتى سجنت ثانيةً وحُكمت بملفٍ سريّ .. ماذا كان ملفك السري الذي قضيت فيه سنة أخرى مشرعاً إضرابك عن الطعام احتجاجاً على آلة القمع ومحاولات التدجين".

"واليوم عند اقترابك من عمر الثلاثين أتممت رشدك يا مجاهدنا المقاوم بكل طرق النضال يا مجاهدنا الذي لا يستريح، نراقبك ونحن متلهفين لسماع صوت رصاصك الثاني وليس الأخير، حتى استشهدت ".

الوسام الأخير

وفي حديثه لِوكالة "نبأ"، قال إن الشهادة هي الوسام الأخير التي حصل عليه مجاهد من فلسطين، واستذكر صفات الشهيد في الأسر، بأنه كان قوياً متيناً، دائم النداء بقوله: " علينا صلاة صلاة يا رفاق" حيث كان إماما لسجن". 

وأضاف حامد، أن مسيرة مجاهد واضحة وسريعة ولا وجود لأي مسافة للاستراحة غير السجن الذي شكل محيط تحريض ضده.

وأردف بصوتِ الأسى أن مجاهد بالأسر لم يكن لديه أحلام؛ على اعتبارِ أن السجن قاضٍ عليها، إلا ان الأسرّة التي جمعت هذين الصديقين احتضنت الحديث عن التكنولوجيا وحبّ مجاهد لمواكبتها، بالإضافة إلى حلمه للعيش داخل الحياة الحرّة.

وعلى لسان حامد، سرد " نبأ"، موقفاً عايشه المجاهد داخل زنانزين السجن، قائلاً: " في ذات مرّة تولى خطبة الجمعة أثناء أحداث القدس 2018 وفور انتهاء الخطبة ، طلبت إدارة السجن الترحيل به إلى العزل، وقد تلقى الخبر ضاحك الوجه مقبلاً لذلك غير مقبلاً. 

وعبّر حامد بحزنٍ وفخر: " فرحانلك إنك نلت الي بدك إياه بس حزين على فراقك يا صاحبي".

ومن الجدير بالذكر أن، في تاريخ 21 أيار/ مايو 2019م أفرج عن مجاهد بعد أن أنهى فترة محكوميته، وبعد خروجه التحق بدراسته الجامعية، وتزوج ورزق بطفله الأول "محمد"، ولم يلبث أن يفرح بولادة طفله حتى أعاد الاحتلال بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2020م اعتقاله إدارياً، حيث كان عمر ولده شهرين. 

وأصدر الاحتلال بحقه حكماً بالاعتقال الإداري لـمدةِ 6شهور، وتم تمديها 6 شهور أخرى، وعند التجديد الأمر الإداري الثالث قرر الخوض الإضراب عن الطعام رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري استمر 43 يوماً.

وبعد خوضه معركة الإضراب، انتزع قراراً يقضي بالإفراج عنه في 19 كانون الثاني، ونكث الاحتلال في قرار الإفراج ليمدد له اعتقاله 4 أشهر إضافية، ليفرج عنه بعد عامين من الاعتقال الإداري.

وكالة الصحافة الوطنية