الخليل – نبأ:
على أنقاض مدرسة إصفي الأساسية المختلطة في مسافر يطا جنوب الخليل، التي هدمتها جرافات الاحتلال الاسرائيليّ قبل أيام، عاد أكثر من 20 طالباً وطالبةً للدارسة، لكن هذه المرّة، في خيمةٍ نُصبت مكان مدرستهم المدمرة.
وكانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، حوّلت المدرسة التي أقيمت بتمويلٍ من المانحين إلى أثرٍ بعد عين، حارمة التلاميذ من مدرستهم، وهي إحدى مدارس "التحدي والصمود" المقامة في مناطق متفرقة بالضفة المحتلة .
وقال مدير عام التربية والتعليم يطا ياسر محمد، إنّ هناك قراراً من وزير التربية والتعليم ووكيل الوزارة، ببناء خيمة على أنقاض أي مدرسة يقوم الاحتلال بهدمها، وبالفعل تم إنشاء خيمة على أنقاض مدرسة اصفي، وباشر الطلبة بتلقي دروسهم فيها.
وأكد على أنّ الخيمة ليست بيئة تعليمية آمنة، لكنّ اقامتها والتعلم بها يأتي من منطلق الصمود وتثبيت السكان في أرضهم خاصةً وأن منطقة المسافر مستهدفة بشكل واضح وكبير من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار إلى الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين فرع يطا، نظم زيارة تضامنية لمجموعة من مدارس مسافر يطا والبادية، شملت مدرسة اصفي التي تم هدمها، ومدرسة خشم الكرم التي تم تسليمها إخطار بالهدم لمدة ٩٦ ساعة، إضافةً لزيارة مدرسة الهذالين والرفاعية.
وقال إنّ هذه الزيارة تهدف إلى التأكيد على حق طلابنا في التعليم، وإلى الدور العظيم الذي يقوم به معلمونا في ظل المعاناة الصعبة في الوصول إلى مدارسهم بسبب الإجراءات التعسفية التي يقوم للاحتلال الإسرائيلي.
وفي مسافر يطا، هناك اثنا عشر تجمعاً سكانياً، يعيش فيها 2400 مواطن، وفيها أيضاً خمسة مدارس، جميعها مستهدفة من قبل الاحتلال لهدمها، ويعيش سكانها من خطر التهجير القسري الدائم منذ عقود.
وتخدم مدرسة إصفي، قرى وخرب مسافر يطا (مغاير العبيد، وطوبا، وإصفي الفوقا، وإصفي التحتا)، وتنبع أهمية وجودها في كونها تقصّر مسافة 3 كيلومترات، للوصول إلى أقرب مدرسة لتلك الخرب والقرى بالمسافر.
ويؤكد سكان مسافر يطا، ان الاحتلال لا يريد أن تقام في المسافر أي منزل أو مدرسة، وما يزيد من صعوبة حياة الأهالي ويزيد معاناتهم أن المقومات الاساسية غير متوفرة لديهم، تحديداً في ظل دخول فصل الشتاء.
وكان الاتحاد الأوروبي أدان ما حدث، مؤكداً، أن عمليات الهدم غير قانونية بموجب القانون الدولي، داعيا إلى احترام حق الأطفال في التعليم.
كما دعا الاتحاد الأوروبي، سلطات الاحتلال إلى وقف جميع عمليات الهدم والإخلاء، والتي لن تؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين وزيادة التصعيد في بيئة متوترة أصلا.بحسب بيانٍ للاتحاد
وبعد ايام قليلة من هدم مدرسة اصفي، وإقامة خيمة تعليمية على انقاضها، أخطرت قوات الاحتلال بهدم مدرسة "خشم الكرم" الأساسية المختلطة التي تضم 8 غرف منها 5 غرف صفية (من الروضة وحتى الصف الرابع الإبتدائي).
وقال مدير المدرسة إن الطلبة قبل الانتقال إليها كانوا يدرسون في خيام، مبيناً أنّ الفرق كان واضحاً في اختلاف مستويات الطلبة في التعليم بين الخيام والمدرسة، مشيراً في السياق إلى أن الاحتلال يسعى الى تجهيل الطلبة، وهي سياسة يعمل عليها منذ وقت بعيد.