الخليل – خاصّ نبأ:
في إطار سياسة الاحتلال التي تهدف الى تغيير الملامح التاريخية والحضارية للحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل؛ بغية تسهيل الاستيلاء عليه بالكامل وتهويده، باشرت سلطات الاحتلال ومستوطنون، بتنفيذ أعمال حفر وتجريف بالقرب من الدرج العريض للحرم في المنطقة الجنوبية الشرقية.
وكانت كافة أجزاء الحرم الإبراهيمي قبل مجزرة الحرم عام 94، إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينيا في صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط من مفتوحة ووحدة واحدة، لكن بعد المجزرة قُسّم الحرمُ زمانياً ومكانياً، بحيث أصبح أمراً واقعاً سيطرة الاحتلال على ما مساحته 63% بما فيها الساحات الخارجية، والباقي يخضع لسيطرة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
وعن الحفريات الجديدة التي بدأت بها سلطات الاحتلال في ساحات الحرنم الإبراهيميّ، قال مدير الحرم غسان الرجبي لوكالة "نبأ"، إنّ الحفريات شكل من اشكال سرقة الاثار الفلسطينية والاسلامية الموجودة في المكان، والجميع يعرف أن هذه الاثار تعود للحقبة المملوكية في تلك الفترة الزمنية بمدينة الخليل، غير أن الاحتلال يحاول الترويج أنها معالم صهيونية وتلمودية.
وبيّن انّ الهدف الاساسي من هذه الحفريات هو تغيير الشكل الديمغرافي في المنطقة وتفريغها من الفلسطينيين على حساب التواجد الاستيطاني، وهذا الامر عمل عليه الاحتلال منذ احتلاله لمدينة الخليل.
وأضاف أن الاحتلال يهدف كذلك من وراء الحفريات إلى تغيير الشكل الهندسي والمعماري لساحات الحرم الابراهيمي، وإضافة بصمات صهيونية ليقول للعالم إن هذه الأماكن تلمودية صهيونية، وانها من ضمن صلاحيات عمله.
وشدد على أنّ هناك مخططاتٍ خطيرة تحدق بالحرم الإبراهيمي، ومن أبرزها بناء مصعد كهربائي والعبث بالآثار الإسلامية في ساحات الحرم، إضافة إلى المسار السياحي الموصول بالمصعد الكهربائي المتصل بالحرم.
وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيا.
وقال إنّ القرارات الدولية من المفروض ان تحمي الحرم الابراهيم خاصة وانه مدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ عام 2017، لكن الاحتلال يضرب بكل تلك القرارات عرض الحائط، ويستمر في تهويد الحرم.
وأضاف أن الاحتلال لم يرق له قرار اليونسكو، وانسحب من المنظمة وقرر ان يتصرف بمفرده وسرقة المعلم المعروف بإسلاميته، والذي لا يقبل القسمة على اثنين.
وعبر مدار سنوات احتلال الخليل، اخذت سلطات الاحتلال بسرقة الحرم جزءاً جزاءً والآن تحاول الاستيلاء على باقي الاجزاء المكان الاسلامي الخالص .
ولفت إلى أنّ الاحتلال اقترب من تدشين المصعد الكهربائي، كما ان هناك المسار السياحي الذي قال إنه ينهب اكبر قدر ممكن من ساحات الحرم الابراهيمي.
واشار إلى جملة من التعقيدات تفرضها سلطات الاحتلال في الحرم، ومنها وجود البوابات الالكترونية، والتحكم بالزائرين الذين يريدون الوصول للحرم، ناهيك عن منع إدخال أي مواد الى الحرم إلا بإذن الاحتلال، عدا عن منعه الآذان اليومي من مآذن الحرم حيث تم تسجيل 47 وقتاً منع فيها الاحتلال رفع الاذان بالحرم .