نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"كيف وإن غاب الكتفان سوياً"

ظافر وجواد .. لن يعودا للصورة مجددًا

رام الله-نبأ-رنيم علوي:

"هدول حياتي أصلاً أنا بعيش عشانهم" بدموعٍ منهمرة وصوتٍ أرهقه الحزن حتّى انخفض وبَهُتَ، تظهر والدة الشهيدين جواد وظافر عبد الرحمن من قرية بيت ريما قضاء مدينة رام الله الذين استهدفتهما رصاصاتُ الاحتلال بروايةٍ مخفيّة حتّى أصبحوا أقماراً تحتضنهم السماء.

الصحفي محمد نزال متواجد منذ ساعاتِ الصباح في مستشفى رام الله الطبي بجانب الجثمان يروي لـ"نبأ" كيف اكتظّ المشفى بالمواطنين في لحظات، واندمجت بالحزن والبكاء على خيرة أبناء الوطن.

يروي الصحفي نزّال تفاصيل إعدام الاحتلال للشقيقين، بأن الاحتلال يزعم أنهما ألقيا زجاجات حارقة على جيش الاحتلال عند اقتحامه بلدة كفر عين قضاء رام الله، فكان الرد بإطلاق النار نحو الشابين الإخوة.

وقال نزّال، إن جثمان الشهيد جواد الريماوي وصل إلى رام الله بعد أن استقر جسده الميّت في مشفى سلفيت، وبعد ذلك جرى إعداد الشهداء لتشيعهما نحو حضن والديهم وثم إلى الجامعة الحاضنة لهم " بيرزيت".

وأشار ضيف " نبأ" إلى أنه لم يكن هناك خطر كبير يستلزم إطلاق النار بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن الشاهد العيان الوحيد هو الذي فتح هاتفه وصوّر لحظة الإعدام الذي رافقه صوت الإخوة في مناداتهم لبعضهم البعض.

ظافر ابن الـ " 21" ربيعاً هو طالب في جامعة بيرزيت الطالب بِـ كلية الهندسة والتكنولوجيا، وجواد خريج كلية الاعمال والاقتصاد من ذات الجامعة.

بيان جامعة بيزريت

جامعة بيرزيت نعت شهدائها، بكل فخرٍ واعتزاز، مع إعلان الحداد 3 أيام، في بيانٍ لها، واستقبلت أبنائها الطالب والخريج ظهراً بجنازة مهيبة، لينضما إلى كوكبة من طلبتها الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل حرية الوطن.

وأعلنت الجامعة الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، على أن يتم تعليق الدوام اليوم، لتتسنى للجميع المشاركة في جنازة الشهيدين.

وأكدت الجامعة أن اعتداءات الاحتلال لن تثني شعبنا عن ممارسة حقه في المقاومة، ولن تثنيها عن القيام بدورها الأكاديمي والتنويري الذي عمّدته بدماء أبنائها الطلبة.

ودعت، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إلى إدانة هذا العدوان، ولجم عبثية إسرائيل واستهتارها بالحقوق الأساسية لأبناء شعبنا وانتهاكها لحرمة جامعاته، مؤكدة أن إجراءات الاحتلال لن تزيد شعبنا وطلبتها إلا إصراراً وقوة على نيل حقوقنا المشروعة.

كلمات مؤلمة

طلبة الجامعة، وزملاء جواد وظافر، وأصدقائهم في الساحات وفي كل مكان، وجع العائلة الكبيرة "الشعب" عليهم، كلٌ عَبر بطريقته المؤلمة على هذه الفاجعة.

الصحفي والكاتب يامن النوباني، قال: " آخر ما وصل أذن جواد وظافر من الحياة، جملة: "لا إله إلا الله"، استشهدا مباشرة بعد إقامة صلاة الفجر، خرجت كلمة "الله" من مقيم الصلاة في تمام 5:15 فجراً، وبعدها بثانيتين تماماً استشهدا. في الوقت الذي كان يقول فيه الإمام: استقيموا! استقاموا واستشهدوا يا شيخ".

الصحفية نجوان سمري: " كان يمكن أن تفجع بواحد فتميل على الآخر فيسندها فتضمه فتشم رائحة الغائب وتصرخ: "قتلوا أخوك".. لكن قتلوا لها الإثنين في لحظة واحدة، قتلوا لها جواد وظافر في لحظة واحدة".

الطالبة في جامعة بيرزيت أمل معالي: " واللهِ ‏ما اتسع قلب الأم يومًا ‏لرحيل ابنٍ واحدٍ، كيف وإن غاب الكتفان سوياً! لله درك أُمنا!"

مفيد خليل بجانب الأشقاء

ومن الجدير ذكره أن مفيد خليل استشهد أيضاً متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في البلدة، مساء أمس، عقب اقتحام قوات الاحتلال، وأصيب خلالها 11 مواطنا بالرصاص الحي والاختناق.

وكالة الصحافة الوطنية