نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

صاحب أقدم مطعم في مدينة نابلس

الثمانيني أبو عماد.. طاقة متجددة منذ 70 عاماً

44.jpg فؤاد حلاوة أبو عماد

نابلس-نبأ-شوق منصور:

منذ 70 عاماً والحاج فؤاد حلاوة أبو عماد(80عاماً) يستيقظ قبل بزوغ الشمس ويذهب إلى مطعمة الذي يقع على بعد أمتار قليلة من مسجد النصر وساحة المنارة بالبلدة القديمة بنابلس، ويرتدي أبو عماد الزي الأحمر الخاص بالمطاعم، ويقف رغم كبر سنة، خلف طاولة كبيرة يقطع اللحم ويضعها في أسياخ حيث تعود هذه الطاولة للعام 1936.

صاحب المطعم الأول

يقول المسن أبو عماد صاحب أقدم مطعم في مدينة نابلس " لقد افتتح هذا المطعم عام 1936 حيث كان يعمل به والدي، ولكن بعد تقدمه بالسن أصبح غير قادر على العمل، فتركت المدرسة في الصف السابع وجئت للعمل بدلاً من والدي في عام 1967".

فرغم قلة الزبائن إلا أنه العم أبو عماد يريد مواصلة العمل حتى ولو كان المردود قليلاً، وعند سؤاله عن السبب أجاب" لا أريد لأحد أن يصرف علي حتى ولو كان أولادي، أنني عشت عمري بهذا المطعم وأريد أن أموت وأن فيه، والرزق بيد الله، فلا يأس مع الحياة.

مضيفا: إنني هنا منذ 6 ساعات لم استفتح لغاية الآن (أول زبون)، سيأتي في النهاية الرزق، فإن لدى مطعمي زبائن معينة بسبب قدمه، وهم من الطبقة الكادحة والعمال، وأصحاب الأموال تذهب إلى المطاعم الحديثة.

ويتابع المسن أبو عماد حديثه بمقولته الشهيرة" البعض يعتقد أن سعادته في جني الربح المادي، ويكرس حياته لذلك، ولكن السعادة تكمن في رؤية الابتسامة على وجوه الآخرين، فالابتسامة الصادقة، تكتسب محبة الناس، فكمل يقول المثل لاقيني ولا تغديني.

ويكمل حديثه بالمقولة "رجل ارتاح فلم يرتاح ولم يرح"، بمعنى أنه تقاعد فيبدأ بالشجار مع نفسه، ومع من حوله.

ويستذكر أبو عماد حال المطعم قديما كيف كان يعج بالزبائن إبان الانتداب البريطاني، فهو واقع بمنطقة باب الساحة حيث الدوائر الحكومية والحاكم العسكري الإنجليزي، وكذلك السجن ومركز التوقيف، فكانت البلدة القديمة وخاصة باب الساحة هي مركز المدينة، أما اليوم فتكاد الحركة تكون فيها معدومة بسبب وبالتالي لا يوجد زبائن، وما زاد الأمر سوء جائحة كورونا وما يجري من أحداث بالضفة.

ولا يزال العم أبو عماد يحافظ على ما تركه والده من صحون وملاعق وأدوات ِشواء اللحو، كان قد أحضرها والدي من حلب السورية قبل 70 عاماً، ولكن اضطر لإعادة ترميمه بديكورات خشب للجدران واستخدام طاولات وكراسي بلاستيكية كي يستريح الزبون.

ويقول الثمانيني أبو عماد: لقد عاصرت عهد الانجليز والعراقيين والحكم الأردني، كما أنني حافظ لتاريخ مدينة نابلس، كما أنني من المتابعين لأمور السياسية فأكثر المواقف حزنا بالنسبة لي انفصال الوحدة بين سوريا ومصر في 1961، والنكسة عام 1967، ووفاة الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

8.jpg
9.jpg
 

وكالة الصحافة الوطنية