نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

طولكرم: افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للزيتون بجامعة خضوري

نبأ-طولكرم:

افتتحت جامعة فلسطين التقنية– خضوري في طولكرم، اليوم الاثنين، فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الخامس للزيتون في فلسطين.

وتنظم الجامعة المؤتمر بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الزراعة، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومركز بيسان للبحوث والإنماء، والإغاثة الزراعية، والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية، وشركة جذور الزراعية، ومؤسسة الأرض للتنمية الزراعية.

ويهدف المؤتمر الذي يستمر ليومين، لتسليط الضوء على شجرة الزيتون ومنتجاتها، ولتبادل نتائج البحوث العلمية والحقلية وتعزيز الجهود لتطوير وتحسين الإنتاج ونشر نتائج التجارب الزراعية وعرضها على أكبر شريحة من المهتمين، إضافة لتعزيز الحوار والتشبيك بين الباحثين والمختصين وصانعي القرار لتحديد الاحتياجات المستقبلية لوضع سياسات فعالة والمساهمة في صنع القرار.

وأكد مدير جامعة خضوري نور الدين أبو الرب، دور الجامعة في المجال الزراعي منذ تأسيسها كأول مدرسة زراعية في فلسطين والمنطقة العربية والتي ساهمت منذ 1930 في العمل الزراعي.

وقال: إن المؤتمر يعد إحدى منصات العمل المشترك بين الباحثين والمراكز البحثية، وأرضية خصبة لتعزيز العمل التكاملي بين مؤسسات الدول والجامعات والمؤسسات الأهلية والمجتمعية، واستثمار الخبرات وتطويرها، وإعادة الحياة الاقتصادية للعمل الزراعي وزيادة إنتاجيته، ومقاومة جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق البيئة والحجر والبشر واقتلاعه آلاف الأشجار من الزيتون وحرمان المواطن الفلسطيني من الوصول إلى أرضه. 

وأضاف أبو الرب، إن جامعة خضوري في طولكرم ورام الله والعروب، ولأول مرة تعقد مؤتمرها الدولي للزيتون في الوقت الذي لم يتبق لديها أي متر أرض غير مزروع، حيث تم زراعة ما يزيد عن 65 دونما من أراضيها بأشجار مثمرة، لافتا إلى أن الفكرة الأساسية هي منع الاحتلال من الامتداد الاستيطاني، وتعليم الطلبة بالعمل بأيديهم، وزرع حب الوطن في نفوسهم.

وأوضح أن الجامعة حازت على اعتماد أول برامج الدكتوراة في أمراض النبات إلى جانب برامج متعددة في الماجستير والبكالوريوس والدبلوم في الزراعة، وحرصت على تفعيل مركز الجامعة للبحوث الزراعية والذي يضم أفضل التقنيات البحثية التي تمكن طلبة خضوري من المواءمة بإتقان الأطر النظرية والعلمية.

بدوره، شدد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، على أهمية شجرة الزيتون خاصة في فلسطين، مؤكدا أن المطلوب من المؤتمر أن يركز على كيفية حماية هذه الشجرة من الغول الاستيطاني الإجرامي الفاشي، الذي يقتل كل إنسان فلسطيني والحجر وشجرة الزيتون.

وبين أنه في موسم الزيتون الحالي منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقتلع الاحتلال 4427 شجرة زيتون، مقارنة بالعام الماضي اقتلع في نفس الموسم 2220 شجرة، حتى اللحظة منذ بداية عام 2022 اقتلع أكثر من 7751 شجرة زيتون، مشيرا إلى أن ذلك يشير إلى حقد الاحتلال على هذه الشجرة المباركة، لأنها تجسد الرواية الحقيقية أن هذه الشجرة رومية الأصل وكنعانية اليدين التي غرستها، ورواية ياسر عرفات وتاريخ الشعب الفلسطيني.

وأشار شعبان إلى أنه تم تسجيل مئات الاعتداءات من الشهر الماضي على المزارعين الفلسطينيين، وسجل المزارع والشعب الفلسطيني قصة صمود وثبات وتحدي حقيقية، مشددا على أنه مهما اقتلعوا سنزرع، هم يحاولون اقتلاع الزيتون ليزرعوا أشجار حرجية ويسرقوا الأرض صالح المشروع الاستيطاني الاستعماري، الذي لا يريد أن يبقى أحد على هذه الأرض.

من جهته، ألقى ممثل محافظ طولكرم ابراهيم عبد العال كلمة، أكد فيها أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على شجرة الزيتون والوقوف على كل ما يعانيه هذا القطاع من مخاطر ومشاكل والمتمثلة في الهجمة الإسرائيلية التي تقوم بها سلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه من اقتلاع الأشجار مرورا بإهمال هذا القطاع وعدم توفير الاهتمام الكافي لذلك.

وأضاف أن قطاع الزيتون بحاجة إلى اهتمام ورعاية وإرشاد وتطوير في كل مراحله، وإيجاد الأسواق له وتوفير الرقابة والفحوصات وكل ما يلزم ذلك لأجل تسويقه بما في ذلك زيادة عدد أشجار الزيتون من خلال زراعة أشتال جديدة.

ودعا عبد العال إلى المساهمة في تعزيز دور المؤسسات المختصة في هذا القطاع من خلال تبادل نتائج البحوث والدراسات العلمية ورفع التوصيات اللازمة ليؤخذ بها من صانع القرار من خلال وضع سياسات فاعلة تخدم هذا القطاع وتساهم في تطويره.

من ناحيته، أكد مستشار وزير التربية والتعليم العالي محمد الراميني، قدسية شجرة الزيتون ودلالاتها العظيمة، وأن هذا المؤتمر يأتي إيمانا بأهمية هذه الشجرة المباركة والمكانة التي تحتلها التي باتت مقرونة بالسلام وبنضال شعبنا وصموده على أرضه، وباتت مستهدفة بالاقتلاع والتخريب والتجريف من قبل المستوطنين.

وأشار إلى ما تضمنه منتجات معرض الزيتون على هامش المؤتمر، والذي يظهر كل معاني الوفاء والانتماء التي يجسدها المزارعون الفلسطينيون نحو أرضهم ومزروعاتهم بحيث يصنعون منها سلة غذاء محلية وطنية وعالمية.

وشدد الراميني على ضرورة دعم المزارعين والمحاصيل لا سيما الزيت والزيتون، ما يتطلب من الجميع التعاون وتشكيل لجان دائمة مساندة لهم ابتداء من توفير الاشتال ذات الأصناف الممتازة، وتوفير كل السبل لرعايتها وحمايتها وتسويق منتجاتها محليا وعربيا ودوليا بشكل منصف وعادل وشامل تضمن العيش الكريم للمزارع الفلسطيني.

وقال: إن ما يقارب نصف الأراضي الفلسطينية مزروعة بشجرة الزيتون وحسب الإحصاءات الرسمية للإحصاء المركزي، فإنها تشكل أكثر من 85% من مساحة أشجار البستنة، ويعمل في هذا القطاع ويستفيد منه أكثر من 100 ألف أسرة، ما يؤكد الأهمية الزراعية والاقتصادية لهذه الشجرة التي تحقق التنمية المستدامة. 

من جهته، أكد مدير عام الارشاد في وزارة الزراعة صلاح البابا، أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هي فلسطين وزرعت بأيادي فلسطينية منذ آلاف السنين، وهناك العديد من المنحوتات التراثية تدل على انه كان هناك معاصر للزيتون في فلسطين قديما.

وأشار إلى أن شجرة الزيتون من الأشجار التي تنم عن صمود المزارعين أمام المستوطنين، مشيرا إلى الوزارة تقوم سنويا بتوزيع اشتال الزيتون على المزارعين، لتعزيز صمودهم.

وأعلن البابا عن بدء موسم تخضير فلسطين وتوزيع الاشتال بكافة أنواعها وأصنافها، خاصة فيما يتعلق بشجرة الزيتون، وهذا العام له خصوصية حيث تم التوجه لزراعة الزيتون البري المخصص للكبيس، بسبب النقص في هذا النوع في فلسطين، مشيرا إلى أنه ومن خلال الإحصائيات فإن معدل العام لإنتاج الزيت خلال 10 سنوات فاق 22 ألف طن زيت، وبالتالي يوجد اكتفاء ذاتي وكميات اخرى للتصدير.

ودعا إلى العمل على أن يكون هناك أبحاث فعلية تطبيقية في تحسين الإنتاج والإنتاجية ورفع استخدام الموارد، وزيادة كفاءة وفعالية المعاصر، والتخلص من مخلفات المعاصر وخصوصا الزيبار، وكفاءة أنظمة التسويق، والبحث عن إدارة مؤسسة للزيتون كحماية، وأن يكون هناك قوانين رادعة بحق من يقتلع الزيتون، وأن يكون هناك مختبرات خدماتية للمزارعين ويستطيع أي مزارع التوجه لها لإجراء جميع البحوث تساعد في تطوير هذا القطاع، مشيرا إلى أنه تم إنشاء الفريق الوطني للتذوق الحسي من جميع الجهات الفاعلة لقطاع الزيت.

وأكد مدير البرامج في مؤسسة بيسان للبحوث والإنماء عبد الرزاق غزال في كلمة الداعمين والشركاء، أهمية الشراكة والتعاون التكاملي ما بين مؤسسات المجتمع المدني والأهلي مع باقي المؤسسات، وتكثيف النشاطات والفعاليات التي تخص قطاع الزيتون.

وكالة الصحافة الوطنية