نابلس- نبأ- نواف العامر
لم تكتفِ قوات الاحتلال بإغلاق المدخل الرئيس لبلدة بيت دجن منذ العام 2000 ، بل أمعنت في خنق الحياة فيها وصارت نصف مساحة أراضيها مبتلعة وفق قرارات عسكرية وإغلاقات متواصلة من جميع الجهات .
شريان الحياة الرئيس للبلدة الواقعة شرق مدينة نابلس مغلق منذ العام 2000، وافتتح في العام 2017 قبل أن يغلقه الاحتلال لدواعٍ أمنية وفق مزاعمه، عقب تنفيذ خلية تتبع حماس لعملية عسكرية عرفت بعملية إيتمار .يقول الصحفي محمد أبو ثابت من البلدة لوكالة "نبأ".
ويصف القيادي بفتح توفيق الحج محمد والناشط في مواجهة الاستيطان في البلدة حال بلدته بأنها سجن حقيقي، بوابته الرئيسة مغلقة ويعتبرها عقوبة جماعية تحت سمع العالم وبصره .
وتبلغ مساحة البلدة وفق رئيس مجلسها المحلي الأسبق والقيادي بحزب الشعب نصر أبو جيش حوالي خمسون ألف دونم ويقطنها زهاء خمسة آلاف فلسطيني ويقول إن بلدته تعيش الحصار العنصري وتحول طريقها عبر طريق فرعية يعبر بلدة بيت فوريك المجاورة وهو ما يزيد من معاناة الأهالي بسبب ضيق الطريق الفرعية وطولها.
ولم تقف عملية الاستهداف لهذه البلدة الوادعة إلى هذا الحد بل تمت عملية إكمال خنقها وابتلاع أراضيها بقرارات عسكرية وإغلاق مساحات واسعة خاصة من المنطقة الشرقية والمطلة على الأغوار بحكم موقعها الاستراتيجي .
وعن نتائج الاستهداف الاحتلالية للبلدة يؤكد الصحفي أبو ثابت انها طالت نحو نصف الأراضي بواقع يتجاوز الـ 20 ألف دونم، يهدف الاحتلال لتحويلها إلى منطقة مهجورة وجرداء لتسهيل ابتلاعها ونشر البؤر الاستيطانية بهدوء كما هو الحال مع المستوطن كوكو الذي يتمدد بهدوء وبحماية ورعاية جيش الاحتلال .
وتحول إجراءات الاحتلال وقراراته وفق القياديين الحج محمد وأبو جيش دون استثمار الأراضي الزراعية السهلة والخصيبة من اتجاهات مختلفة بخاصة الغربية حيث حركة المواطنين شبه متوقفة في محيط الحي الغربي الحيوي والمرتبط بالمدخل الرئيسي .
وتوقفت حركة البناء والإعمار في المنطقة الغربية مع وجود العراقيل المتعلقة ببئر المياه ما يعني عرقلة الاستثمار الزراعي في منطقة باتت شبه مهجورة . يقول ابو جيش .
ويصف الصحفي أبو ثابت سلوك الطريق الفرعي عبر فوريك بعد إغلاق المدخل الرئيسي بأنه يشبه عبور السفن الطريق البحرية الطويلة المسماة رأس الرجاء الصالح في أقاصي جنوب القارة الأفريقية السوداء ، والذي يعرقل ويؤخر وصول الحالات الصحية والطارئة للمدينة ومشافيها ومؤسساتها .
وأدى إغلاق الشارع الرئيسي لتخريب تحميل تعبيده وألحق الأضرار بالمدارس الرئيسة والمحال التجارية القريبة وتخفيض حركة تجارة الأراضي للحصيض .يقول الحج محمد.
وتنظم اللجنة الشعبية لمواجهة الاستيطان في بيت دجن مسيرتها الأسبوعية التي تستهدف تفكيك وإزالة بؤرة استيطانية اقيمت قبل شهور في شمال شرق البلدة وعلى سفوح الأغوار والمنطقة المسماة ظهور المصيف حيث استشهد الناشط ومؤذن المسجد الشيخ عاطف حنايشة في مواجهات دارت أثناء المسيرة الأسبوعية .
وفي تعبير يعبر عن الألم لما ٱلت إليه الأراضي وبوابة البلدة الرئيسة يقول القيادي ابو جيش لوكالة نبأ أن حركة المستوطن كوكو والمستوطنين النشطين في المنطقة باتت أكثر من حركة وتواجد أصحاب الأراضي بسبب قيود الاحتلال التي لا تتوقف.
ويرى الإعلامي أبو ثابت أن الزخم الشعبي الأسبوعي في مسيرة رفض الاستيطان يعبر عن روح البقاء والتمسك بالأرض ، إكسير الحياة ، فالبقاء مقاومة.