نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الاحتلال ينتقم من العائلة..

عمّ الشهيد "صوف" لـ"نبأ": ملاك طاهر .. ترك دراسته ليُعيل أخوته بعد وفاة والدهم

سلفيت – خاصّ نبأ: 

بعد الصدمة التي أصابت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، نتيجة العملية التي نفذها الشهيد محمد صوف، من بلدة حارس غرب سلفيت، في المنطقة الصناعية بمستوطنة "أرئيل"، سارعت قوات الاحتلال للإنتقام من أسرته وأصدقائه، فاعتقلت عدداً منهم، وأخذت قياسات منزل ذويه تمهيداً لهدمه.

وقتل في العملية البطولية، 3 مستوطنين، وأصيب 3 آخرون، بجروح ما بين متوسطة إلى خطيرة، فيما وصفت أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية العملية بالصعبة، والتي استغرق تنفيذها 20 دقيقة، نجح خلالها الشهيد "صوف" في اجتياز كل الإجراءات الأمنية المفروضة في موقع لا يوجد فيه مستوطن دون سلاح، وتنفيذ العملية.

وفرضت قوات الاحتلال الاسرائيليّ، إغلاقاً تاماً على بلدة حارس، التي ينحدر منها الشهيد "صوف"، وعزلتها عن محيطها، فيما نكلت بالعمال الفلسطينيين على مدخل مستوطنة "بركان" القريبة، وأخضعتهم لتفتيش دقيق، ومنعت العمال من بلدة حارس من التوجه إلى أعمالهم.
مصطفى صوف، عمّ الشهيد محمد، قال في حديثٍ خاصّ لوكالة "نبأ"، إنّ ابن شقيقه قرر ترك الدراسة، ليتمكن من إعالة والدته وأشقائه وشقيقاته وعددهم 6، بعد وفاة والده قبل عامين، بمرض التهاب الكبد الوبائي. 

ويصف عمّ الشهيد، ابن أخيه، بأنه ملاك طاهر، واجتمعت فيه كل الصفات الحسنة، وهو من خيرة شباب البلدة، مشيراً إلى أنه كان ملتزماً بصلاته، وخلوقاً لدرجة كبيرة، يحبه أهالي بلدته وأصدقائه. 

ويشير إلى أن شقيقه (والد الشهيد) كان أسيراً سابقاً في الانتفاضة الأولى، واعتقل 3 مرات في سجون الاحتلال، إضافةً إلى أنّه جريح، وتعرّض لاعتداء وحشي من جنود الاحتلال تسبب له بكسور.

ووفق المعلومات، يحمل منفذ العملية، تصريح عمل ساري المفعول، وعمل في شركة "إنتل" للبرمجيات داخل المنطقة الصناعية في "أرئيل"، مكان عمليته.

وبيّن أن محمد حمل على كاهله مسؤولية توفير الدخل لأسرته بعد رحيل والده، خاصّةً وأنّ أحد أشقائه يدرس القانون في جامعة النجاح بنابلس، وله أخت تبلغ من العمر عامين ونصف العام، لم ترى والدها كونه توفي قبل أن تولد.

وأكد أنّ قوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل في ساعات فجر الأربعاء، أخذت قياساته، تمهيداً لهدمه، مشيراً إلى أنّ منزل ذوي الشهيد مكون من 3 طوابق، والطابق الأخير غير مجهز.

وكإجراء انتقامي، قرر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، مساء الاربعاء، سحب تصاريح 500 من أقارب الشهيد "صوف"، فيما بيّن عمّ الشهيد لـ"نبأ" أنّ جيش الاحتلال منع اليوم جميع أبناء العائلة ممن لديهم تصاريح من الدخول لأماكن عملهم.

من جهتها، أكّدت عمّة الشهيد، على ما قاله شقيقها عن ابن أخيها الراحل، من صفاتٍ حسنة تحلّى بها الشهيد، جعلته محبوباً عند جميع من عرفوه، لافتةً إلى أنّه أدّى مناسك العمرة، وكان يعتزم القيام بعُمرة جديدة خلال الفترة المقبلة. 

أما والدة الشهيد محمد صوف، فقالت إنّه في اليوم الذي سبق استشهاده، قام بشراء كل مستلزمات المنزل، وملأ لها ثلاجة البيت، وطلب منها أن تعدّ له وجبة غداء "مقلوبة"، في اليوم التالي، لكّنه غادر في ذلك النهار شهيداً.  

وجاءت عملية الشهيد محمد صوف، في وقتٍ كانت تحاول وسائل إعلام عبرية، بتعليماتٍ أجهزة أمن الاحتلال، الترويج لتراجع العمليات خلال الأيام الماضية، لتنسف "عملية أرئيل" تلك المزاعم، وتؤكد على أنّ المقاومة جدوى مستمرة في الضفة المحتلة.

وكالة الصحافة الوطنية