نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"بضغطٍ من الاحتلال"

عُش الزوجية يتحوّل إلى ركام.. مأساة عريس مقدسي هدم بيته بيديه

القدس – خاصّ نبأ: 

لا كلماتَ تصف الوجعَ الذي يعيشه الشاب المقدسيّ حمزة عبد الجواد، وهو يهدم بيته بيديه الذي حلم أن يتزوّجَ ويعيشَ تحت أركانه هو وعروسه، فبدلاً من ذلك، أصبح المنزل ركاماً وأثراً بعد عين، ليسَ لشيء، إنما لأنّ الاحتلال من اجبره على ذلك. 

ففي ساعات ليل الجمعة، اضطر المقدسيّ حمزة عبد الجواد، قسراً، وبضغطٍ من بلدية الاحتلال الاسرائيلي، على هدم منزله ذاتياً في ضاحية السلام بمخيم شعفاط، بحجة البناء دون ترخيص.

وقف العريس "حمزة"، بحسرةٍ ومرارة، على سطح منزله لأخر مرّة، قبل أن يقوم عبر جرّافة بهدمه بنفسه، كي لا يتكلّف غراماتٍ باهظة، تفرضها بلدية الاحتلال الاسرائيلي عليه، في حال نفذت هي عملية الهدم.

وقال "عبدالجواد": "كلفني تجهيز المنزل فوق بيت أهلي حوالي 200 ألف شيكل، وأنا كنت سأسكنه فيه الشهر الماضي حيث كان عرسي، لكنني اضطررت لهدمه بيدي، حتى يتجنب دفع الغرامة المالية".

وأضاف: " وصلنا قرار الهدم في شهر حزيران الماضي، وقمنا بتعيين محامٍ نجح في تأجيل الهدم عدةّ أشهر، لكن بتاريخ الرابع عشر من سبتمبر الماضي، قررت المحكمة الإسرائيلية الهدم".

وأوضح أنّ سلطات الاحتلال هاتفت العائلة يوم الأربعاء الماضي، وأبلغت بضرورة هدم المنزل في أقرب فرصة، وإلا ستنفذ الهدم هي يوم الإثنين المقبل، وستدفع العائلة غرامة مالية مقدارها 100 الف شيكل، وقد يؤدي الهدم إلى تضرر الطابق الأول الذي تعيش فيه الأسرة.

وبيّن أنّ الاحتلال مارس ضغطاً كبيراً عليه وعلى ذويه، فاضطر إلى الهدم بيديه، كي لا يدفع الغرامة الباهظة التي هددته بها بلدية الاحتلال الاسرائيلي، إذا هدمت المنزل هي عبر طواقهما وآلياتها.

ورغم الألم الذي يعيشه المقدسيّ حمزة عبدالجواد، وهو يهدم منزله، أكد أنّه لا يمكن لأيّ قوة أن تخرجه من أرضه في القدس المحتلة، قائلاً: "لو بضطر اعمل قفص واقعد فيه ما بطلع من أرضي". 

 وبحسب توثيق رسميّ لمحافظة القدس المحتلة، فقد نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي في شهر اكتوبر / تشرين الأول الماضي، 8 عمليات هدم ذاتي قسري، إلى جانب إغلاق اسمنتي لمنزل من قبل طواقم الاحتلال.

وتتخذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي من البناء دون ترخيص ذريعة لهدم منازل المقدسيين أو إجبارهم على ذلك، ضمن مخطط تعمل عليه لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين، وإحلال المستوطنين مكانهم .

وكان آخر المشاريع الإستيطانية، ما كشفت عنه ما تسمى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، يوم انتخابات الكنيست الإسرائيلية الـ25، بالإعلان عن إيداع مخطط استيطاني جديد يتضمن بناء 135 وحدة سكنية مستوطنة “معالوت دفنا” القريبة من حي الشيخ جراح.

وكالة الصحافة الوطنية