رام الله – خاصّ نبأ:
حذّر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والأسير المحرر فخري البرغوثي من أنّ حركة فتح إذا لم تتراجع عن النهج السياسي الذي تنتهجه الآن، فستفقد نفسها على الساحة الفلسطينية، مستبعداً في ذات الوقت عقد المؤتمر الثامن للحركة قريباً، فيما اعتبر مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، الحالة الصادقة مع نفسها ومع الشعب الفلسطيني في ظلّ الوضع الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية.
ووصف "البرغوثي" في حديثٍ خاصّ مع وكالة "نبأ" الحالة الفلسطينية بالـ "صعبة جداً"، وحتّى الآن لا نية صادقة للمصالحة الحقيقية –على المستوى القيادات وليس على مستوى الشعب-، لأنّ الشعب موحد، والخلل في الأحزاب، بحيث أصبحت عبئاً على الشعب الذي يريد المصالحة وتجميع القوى السياسية، فما يحدث في جنين ونابلس يدل على الوحدة بين أبناء شعبنا.
واعتبر أن الحالة الوطنية التي تشكلت في مدينة نابلس عبر مجموعة "عرين الاسود" هي الحالة الصادقة مع نفسها ومع الشعب الفلسطيني، لأنّ هؤلاء الشبان لا يبحثون عن مناصب أو مراكز أو أموال، بل يبحثون عن الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ لأنّ الفصائل أصبحت بعيدة كل البعد عن الشارع، متمنياً أنّ تكون القيادات والشعب على قدر المسؤولية خاصةً بعد الانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت اليمين المتطرف للحكم، وهو ما سندفع ثمنه غالياً إذا لم نتوحد من أجل الشعب الفلسطينيّ. كما قال
وشدد على أنّه إذا لم تتراجع حركة فتح عن النهج السياسي الذي تنتهجه منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم، ستفقد نفسها على الساحة الفلسطينية، والعربية والعالمية أيضاً؛ لأن فتح حينما انطلقت لم تنطلق من أجل الطروحات التي تعرض اليوم، فمن دون القوة والتضحية من اجل فلسطين، لن نحصل على أي حقّ.وفق "البرغوثي"
ومعروف انّ المجلس الثوري فصل "البرغوثي" بعد ترشحه للانتخابات التشريعية عن قائمة "الحرية" إلى جانب آخرين من قيادت فتحاوية جرى فصلها أيضاً، وذلك بعد رفضهم التوقيع على وثيقة تفيد "بالتزامهم بالحركة وقراراتها".
وقال البرغوثي: "نحن أبناء فتح لا نقبل فصل أيّ كادر أصيل في الحركة، مثلي ومثل رئيس بلدية الخليل تيسير أبواسنينة، والقيادي جمال حويل، وغيرنا الكثير، فنحن لا نبحث عن مراكز، وإنما نبحث عن صدق الإنتماء"، مشيراً إلى أنّ اعضاء فتح يجب أن يدركوا أنّ ضعف فتح سيؤثر على الشارع الفلسطيني بشكلٍ عام.
وأكد: "لن نصمت على فصلي وفصل غيري بسبب اختلافنا سياسياً مع الرئيس، ولن نقبل من أيّ شخص مهما كان موقعه السياسي، سواءً الرئيس أو غيره".
وبشأن انعقاد المؤتمر الثامن لحركة فتح، استبعد "البرغوثي" عقده في الوقت القريب، نظراً لوجود خلافات على تركيبة المؤتمر، حيث عانى المؤتمر السابع للحركة من خلل كبير، وبالتالي عقد المؤتمر الثامن في ظل هذه الخلافات يعني القضاء على كل القوى الفتحاوية في الساحة الفلسطينية.
واعتبر أنّ مخرجات المؤتمر الثامن في حال عقده ستكون أسوأ من مخرجات المؤتمر السابع، لأنه لا يمكن عقد أي اجتماع في الضفة المحتلة، لاتخاذ قرارات حاسمة وذات أهداف حقيقة، في ظل الأبعاد الاسرائيلية، وصعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم.
وإجابة على سؤال حول إصدار الرئيس محمود عباس قبل أيام مرسوماً يتعلق بتشكيل مجلس أعلى للقضاء برئاسته، قال "البرغوثي" إنّ الحكم أصبح فردياً، وليس حكم جماعة، وهو ما لا يمكنه أن يبني مؤسسات أو ان يحرر وطناً.
ووجه رسالةً إلى الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية، قال فيها "إننا أصبحنا مكشوفين أمام العالم، ولا يمكن إيقاف العدوان إلا بالقوة وانتفاضة حقيقية للشعب الفلسطيني، لأن ثلثي الضفة أصبح مستوطنات، من والقدس محتلة، فأصبح واجباً على الرئيس ان يجمع كادر فتح الصادقين الذين لا يبحثون عن مناصب، للوقوف يداً واحدة في وجه الاحتلال والمستوطنين".