القدس – خاصّ نبأ:
وسط حالة من عدم الاستقرار يعيشها النظام السياسي الإسرائيلي، تنطلق اليوم الثلاثاء خامس انتخابات للكنيست خلال أقل من 4 سنوات، فيما يتطلع رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي أطيح به في يونيو/حزيران 2021 ، للعودة إلى السلطة.
وتؤكد استطلاعات الرأي الأخيرة أن دولة الاحتلال لا تزال غارقة في حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي بين نتنياهو وخصومه من اليسار واليمين والوسط، حيث دخلت في حلقة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2017.
وتأتي الانتخابات الإسرائيلية الخامسة، وسط دعوات من فلسطينيي الداخل لمقاطعتها، رغم مشاركة 3 أحزاب عربية فيها، حيث تتنافس 40 قائمة في الانتخابات .
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع، أنه من المتوقع أن لا تكون جولة الانتخابات الجديدة هي الأخيرة، بحيث نشهد جولات أخرى.
وفيما يتعلق بمشاركة العرب، قال "مناع" إن الأحزاب العربية تشارك في هذه الانتخابات بثلاثة قوائم، بمعنى أن أصوات الناخبين العرب ستكون مشتتة على تلك الأحزاب، وسط دعوات للمقاطعة.
وقال إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن "حزب التجمع الوطني" برئاسة سامي شحادة، لن يتجاوز نسبة الحسم، في حين أن الحزب نفسه يتوقع اجتياز نسبة الحسم، وبالتالي فإن اجتيازه لنسبة الحسم يعني رفع عدد نواب الكنيست .
أما عن أسباب مقاطعة الانتخابات لدى فلسطينيي الداخل، قال إنها تنقسم إلى قسمين الأول أيديولوجيّ؛ يرى عدم جواز المشاركة لأن "إسرائيل" دولة استعمارية ودولة احتلال، وبالتالي المشاركة في الانتخابات يمنحها نوع من الشرعية، وقسم ثانٍ مقاطع كنوع من الاحتجاج على ممارسات بعض النواب العرب في الكنيست.
وأشار إلى أن البعض راهن على منصور عباس (رئيس القائمة الموحدة) لكن هذا الرهان فشل، كما أن نسبة المشاركة لا يمكن التنبؤ بها لأن الدعاية الانتخابية تؤثر، وكل الأحزاب تجتهد في حشد الأصوات لصالحها، وقد تكون نسبة مشاركة العرب مشابهة لانتخابات سابقة، رغم التوقعات أن تكون النسبة هذه المرة مرتفعة بدافع المنافسة بين القوائم العربية الثلاثة المشاركة في الانتخابات.
وفيما يتعلق بحالة التناحر بين الأحزاب الإسرائيلية، توقع "مناع" أن تُحيّد هذه الانتخابات ايليت شاكيد (وزيرة الداخلية الإسرائيلية ورئيسة حزب البيت اليهودي) كون أن استطلاعات الرأي لم تمنحها تجاوز نسبة الحسم، وقد يكون هناك سيناريو تحالف بين الأحزاب الحريدية مع بيني غانتس (وزير جيش الاحتلال ورئيس حزب المعسكر الوطني) ضد التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق بينامين نتنياهو، وبالتالي هناك سيناريوهات متعددة ستكشفها نتائج الانتخابات يوم الأربعاء .
وشدد على أنّ تكرار الانتخابات يشير إلى عدم الاستقرار السياسي في دولة الاحتلال، كما أنها تعاني وتفتقر لقيادات مركزية جامعة خلف أهداف عامة، وحالة التناحر والاقتتال بين الأحزاب والانشقاقات يشير إلى أزمة قيادة، ومن الممكن أن نشهد انتخابات سادسة وسابعة لربما .
ورأى أن الأزمة السياسية في دولة الاحتلال ليست جديدة، ولا يوجد حكومة وكنيست أتمّ 4 سنوات، كما أن المقاومة الفلسطينية تلعب دوراً في ذلك، غير أنها ليست قضية أساسية بل هي عامل ثانوي، كون الأسباب الرئيسية لذلك داخلية أكثر منها خارحية .
من جهته، يرى المتابع للشأن الإسرائيليي محمد دراغمة إنّ هناك قلقاً في حزب الليكود من احتمال ارتفاع نسبة التصويت في الوسط العربي، فقد بلغت نسبة الاقتراع في الانتخابات الماضية 46.5% ومنحت الأحزاب العربية (10) مقاعد.
وأضاف: "لن يزعجني عدم عبور (الجبهة والتغيير والعربية الموحدة) نسبة الحسم في الانتخابات للكنيست. أحمد الطيبي وأيمن عودة ومن شجعهم انضموا لمنصور عباس ليكونوا أدوات يائير لبيد بعد الانتخابات".
وقال إنّه من الممكن أن يكون اجتياز حزب التجمع برئاسة سامي أبو شحادة مفاجئة الانتخابات الإسرائيلية، مما سيعدم خيار معسكر نتنياهو في تشكيل الحكومة، ويخلق مزيد من الصعوبات أمام يائير لبيد، مما قد يذهب بالساحة السياسية الإسرائيلية لدورة انتخابية سادسة في أربع سنوات.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من بنيامين نتنياهو إنه وفق الاستطلاعات الأخيرة، فإن كل الخيارات مفتوحة.
وأشارت إلى أنّ الرقم السحري (61) قد يجعل خيار تشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو، أو حكومة غانتس مع نتنياهو، حكومة ليكود بدون نتنياهو، وحتى من الممكن حكومة كالحكومة الحالية، وفي حال بقي التعادل بين المعسكرات، من الأرجح أن يعود الإسرائيليون لانتخابات سادسة، وفي مثل هذه الحالة يبقى لبيد على رأس حكومة انتقالية.