نبأ – رام الله – رنيم علوي
يسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على مدينة القدس؛ باستغلال الحجر والإنسان وحتى المكان، فبدأت وتيرة الترانسفير الصامت تتصدر الموقف، حتى بات المواطن الفلسطيني في مدينة القدس يخيّر إما أن يهدم منزله بيده أو تهدمه سلطات الاحتلال على أن تفرض على أصحابه غرامات باهظة.
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، يرى أن الاحتلال يلجأ إلى الهدم في مسعى منه لِزيادة السيطرة على المدينة المقدسة؛ من خلال النظر إلى حجج واهية، باستذكاره مثالاً، موقع المنزل المراد هدمه ينظر إليه من زاوية أنه يتجنب الكثير من المخاطر كالمواجهات، أو يساهم في فتح طريق يصعب الدخول إليها.
وأشار الهدمي إلى أحداث شعفاط، قائلاً: " للتعمّق أكثر فمثلاً الحالة الأمنية في شعفاط كما رأينا الفترة الماضية غير متوفرة بشكلٍ يساهم في ردع العمليات الفدائية؛ وبالتالي فإن الاحتلال يقدم أمراً على أساس أنه خيار للفلسطيني وهو أن تهدم منزلك بيدك، أو أن يهدم المنزل من قبل الاحتلال مع دفع غرامات باهظة".
ويعتقد ضيف " نبأ" أن هذا الأمر من المخايرة يلجأ إليه الاحتلال؛ للتهوين على نفسه قضية الهدم من جانب، وفي شقٍ آخر يحاول الاحتلال بالهدم الذاتي كسر الروح المعنوية لدى المقدسيين.
وأشار الهدمي إلى وجود إحصائيات تتحدث عن " الهدم الذاتي" بأنه لم تتم إعادة بناء أي بيت هدمه مواطن مقدسي بيديه، مقارنة بالأبنية التي هدمها الاحتلال والتي أعاد المواطن المقدسي بناءها من جديد؛ وهذا بدوره يدلل على الروح المعنوية التي تكون قد كُسرت جراء الهدم الذاتي.
وأكد أن هذه السياسة عمل الاحتلال عليها منذ سنوات، وسعى إلى إتاحة البناء بدون ترخيص، لتجعل المقدسي يقبل بذلك اضطراراً ورغبة منه في البقاء بالقدس، في ظل وجود سياسة عنصرية تتمتع بها سلطات الاحتلال.
ومن الجدير ذكره، أن بيانات صادرة عن مراكز حقوق الإنسان، بينت أنه في عام 2020 هدم ما لا يقل عن 70 منزلاً لمقدسيين اضطروا لهدم منازلهم بأيديهم .
وبعودة الزمن إلى الوراء قليلاُ، في عام 2010 تم هدم 13 منزلا ، واستمر الحال في الازدياد حتى عام 2019 ليصبح مجموع الهدم 39 منزلا، وفي عام 2020 وصل حوالي 70 منزلاً.
وقد بدأ العمل بهذا القرار في مدينة القدس ومن ثم انتقل للضفة الغربية، حتى بات المواطن الفلسطيني في مختلف الضفة الغربية يهدم منزله بيده.