نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"درون" مفخخة استهدفت المقاومين في المنزل

تأكيدا لما نشرته "نبأ" .. عمّ الشهيد وديع الحوح يكشف تفاصيل جديدة عن "ليلة اغتيال قائد العرين"

نابلس – نبأ: 

تأكيداً لما نشرته "نبأ" بعد ساعاتٍ من استشهاد قائد مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، الشهيد وديع الحوح، فجر الثلاثاء الماضي، أكد عمّه أنّ جسد الشهيد لم يتعرّض لإصابات بالرصاص، لكنّه أصيب بشظايا وغاز مجهول استخدمه الاحتلال في استهداف المنزل الذي كان يتحصّن فيه. 

وبيّن تامر الحوح عمّ الشهيد وديع، أن الصورة الطبقيّة التي أجريت لوديع في مستشفى رفيديا، كشفت أن كبده وطحاله وكلاه تعرّضت للتفتت، كما تعرّض للاختناق بغاز مجهول تم إطلاقه على المنزل.

وعرض خال الشهيد وديع، على هاتفع، صورة الأشعة للأعضاء الداخلية للشهيد، مبيناً أنها تكشف عن استنشاق غاز بكمية كبيرة، ضغط على الرئتين، وأغلق مجرى التنفس لديه، بينما الشظايا التي أصابت الجسد غير معروفة، مرجحاً أن تكون أطلقت من طائرة مسيرة، أو من خلال القذائف التي اطلقها الجنود من الأرض. 

وتكشف صور من داخل منزل الشهيد وديع، دماراً كبيراً، ناجمة عن صواريخ "الأنيرجا" التي أطلقها الجنود خلال الاشتباك وحصار الشهيد "الحوح"، علماً أنه كان يتواجد في المنزل لحظة حصاره 7 مقاومين، نجحوا 6 منهم في الانسحاب، بينما تولّى الشهيد وديع الاشتباك لتغطية انسحابهم.

وروى عمّ الشهيد وديع، اللحظات الأولى للعملية، قائلاً إن الشبان الذي كانوا رفقة وديع في المنزل، سمعوا صوتاً غريباً على شباك المنزل، وحينما حاولوا التحقق منه، حدث انفجار على الشباك، ليتضّح أنها طائرة "درون" مفخخة أطلقها الاحتلال نحو المنزل.

وتابع أنّ الاحتلال أطلق بعد ذلك عدة طائرات "درون" لملاحقة الشبان داخل المنزل، وقد أصيب بعضهم من انفجار المسيرة الأولى، فيما تمّكن البعض من الاحتماء أسفل المقاعد.

وقال إن الشهيد "وديع" أطلق النار على الطائرات التي دخلت المنزل، فيما كانت هي تطلق عليه رصاصا وشظايا، وانفجرت احدى الطائرات في المنزل، وبقيت اجزاؤها حتى الآن. 

وأضاف أن وديع ومن معه حاولوا الانسحاب من المنزل، لكنّ طائرة "درون" أخرى استهدفت موقعهم، فأصيب وديع فوراً، وأحد رفاقه بعد الضربة التي نفذتها المسيرة، قذفت به عدة امتار، فعادَ إلى موقع استشهاد وديع، وسحب جثته الى المطبخ، قبل أن يتمّكن من الانسحاب عبر نافذة صغيرة في المطبخ.    
     
وكان شهود عيان قالوا لــ"نبأ" إنّ عملية اغتيال "الحوح" تمت في المراحل الأخيرة من عملية الاحتلال، حيث استمر في الاشتباك، وتغطية انسحاب عدد من رفاقه الذين كانوا يتواجدون معه في نفس المنزل المُستهدَف، إلى أن ارتقى شهيداً .

لكنّ عملية اغتيال "الحوح" يبدو أنها تمت بطريقةٍ مختلفة، وفق ما يقول شهود كانوا أوّل الواصلين إلى المنزل، حيث أشاروا إلى أنهم استنشقوا رائحة غاز غير عادي في الأجواء، يبدو أنّ الجيش اطلقها نحو المنزل لمباغتة المتواجدين فيه، ومحاولة شلّ مقاومتهم.

وما يُرجح هذه الفرضية، أنّ أطباء عاينوا الشهيد "الحوح"، أكدوا أنّه لم يكن مُصاباً برصاصٍ قاتل، حتّى أن الشظايا التي أصابته نتيجة الاشتباكات والقصف الذي استهدف المنزل، لم تكن قاتلة هي الأخرى، وهو ما أكده عمه.

واستخدم جيش الاحتلال هذا الأسلوب عام 2002، في اغتيال 6 من قادة المقاومة الفلسطينية، من أبرزهم نايف أبوشرخ القائد في كتائب شهداء الأقصى، حيث تم اطلاق غاز سام داخل أحد الأنفاق التي كانوا يتواجدون فيها ما أدى لاستشهادهم اختناقاً.

وإلى جانب الشهيد وديع الحوح ارتقى أربعة شبان خلال العدوان الذي نفذه جيش الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس، هم: حمدي شرف وعلي عنتر وحمدي القيم ومشعل زاهي أحمد بغدادي، عدا عن أكثر من 20 مصاباً بعضهم جروحه خطيرة.

وكالة الصحافة الوطنية