نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تقرير أم محمد... هناك مقعد فارغ اشتاق لصاحبته على مائدة رمضان

نابلس – نبأ – شوق منصور:

مع انتظار أغلبنا لرؤية هلال شهر الرحمة "رمضان"، تنتظر قلوبٌ عَودة ابنتهم التي غَيَّبها الأسر عن أحضانهم، حيث تقبعُ خلفَ قضبانِ محتلٍ عُرِفَ بظلمِهِ وبطشه ووحشيته.

كيف لهذه الأُسرةِ أن تستقبل رمضان وأيامه المباركةَ وهناكَ مقعَدٌ فارغٌ اشتاقَ لصاحبته، ولكنَّ العائلةَ ترجو أن يكون هذا الشهر شهر الفرج وعناق الأحبة ونيلِ ابنتهم للحرية المنشودة بعد هذا العذاب والفراق.

تقول أم محمد والدة الأسيرة نورهان عواد: يأتي علينا رمضان للمرة السادسة ومقعد نورهان لا يزال ينتظرها على سفرة رمضان.

وتضيف أم عواد: الكل يستمتع ويفرح عند قدوم شهر رمضان، وخصوصاً عند اجتماع العائلة بأكملها على مائدة الإفطار، ولكن قدوم هذا الشهر على عائلة الأسرى ليس بالأمر الهين والسهل، ففي وقت المناسبات والأفراح يزداد اشتياقهم ولوعتهم وتذكرهم لابنهم الذي يقبع خلف القضبان، وحيدً في زنزانته.

تتابع والدة الأسيرة حديثها والتي تحاول أن تحبس دموعها: نحن كعائلة الأسرى نستغل رمضان بالدعاء والذكر والاستغفار لعلى أن برمضان القادم يمتلئ مكانه على مائدة الإفطار.

وتستطرد أم عواد: في كل رمضان تتضاعف معاناتنا ولكن هذا العام سوف تكون المعاناة أكثر في ظل جائحة كورونا والقلق الذي يهدد حياة أبنائنا.

وتضيف: منذ أن فارقتنا نورهان لم تكتمل فرحتنا كعائلة، ومهما حدث عندنا أي مناسبة لا نشعر بها، ففرحتٍ لا تكتمل إلا بحرية نورهان، مهما تعددت الأفراح.

وتكمل: قبل كورونا كنت أذهب لزيارة ابنتي نورهان كل 15 يوماً لأطمئن عليها وأعرف اخبارها، ولكن منذ كورونا أصبحت الزيارة كل 4 إلى 5 شهور مرة، وتضيف الزيارة مسموحة لشخص واحد، لذا أذهب أنا، فوالد نورهان وأخواتها لم يزرها منذ أكثر من سنة ونصف.

هنا لم تستطع أم محمد حبس دموعها التي انهمرت عليها عندما تذكرت ما قالته لها ابنتها في آخر زيارة لها، أريد أن أخرج من السجن لأرى وألعب مع أخواتي قبل أن يكبروا.

واستطردت: خمس أعوام ونصف على غياب نورهان وأخواتها الصغار يسألونني لماذا نورهان ليست معنا متى ستأتي لقد اشتقنا إليها أين هي؟

معاناة الزيارة في زمن الكورونا

تقول أم محمد: انتظر موعد الزيارة بفارغ الصبر رغم معاناة الطريق، حيث نخرج من الساعة 5 صباحاً ونعود الساعة 6 ليلاً، أكون متشوقة لرؤية وجها وابتسامتها، ولكن منذ كورونا لا يسمح الاحتلال للأسرى أنزال الكمامة عن وجوههم رغم أننا نراهم من وراء الزجاج، وهنا أحاول أن احبس دموعي كي لا تراها نورهان.

والاسيرة نورهان عواد من مخيم قلنديا شمال القدس اعتقلت بتاريخ 23/11/2015، كانت حينها طالبة في الصف العاشر، وذلك في شارع يافا قرب سوق محانية يهودا بالقدس، حيث كانت برفقة ابنة عمها الشهيدة هديل عواد (14 عاماً) وتحمل حقيبتها المدرسية، وأطلقت قوات الاحتلال النار عليهما، فاستشهدت هديل، وأصيبت نورهان بالرصاص وتم اعتقالها ونقلها إلى المستشفى.

يشار إلى أن محكمة  الاحتلال  حكمت على الأسيرة عواد بالسّجن لمدة (13 عامًا، ونصف)، لاحقًا جرى تخفيض مدة حُكمها لعشر سنوات.

 

وكالة الصحافة الوطنية