نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الاحتلال يخطط لإقامة ما يسمى بـ"الحوض المقدس" بدءاً من الحي

أهالي "الشيخ جراح" يخشون مصير "شارع الشهداء" في الخليل!

حصار الشيخ جراح.jpg

القدس-نبأ-أنس عدنان:

بينما تطبق قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، من كافة مداخله، وسط انتشارٍ مكثف وغير مسبوق لعناصرها، يُبدي سكان الحي تخوفاتهم من نيّة سلطات الاحتلال تحويل واقعه إلى واقع شارع الشهداء في الخليل.  

وقالت الناشطة البارزة من حي الشيخ جراح منى الكرد لــ"نبأ" إنّ الأهالي باتوا يتخوفون بشكلٍ كبير من مخطط إسرائيلي، لجعل الحي كشارع الشهداء وسط مدينة الخليل، الذي يعتبر شريان القلب للمدينة.

ومعروف أن شارع الشهداء في الخليل، يصل شمال المدينة بجنوبها بـ 5 دقائق مشياً على الأقدام، إلا أن إجراءات وحواجز الاحتلال فيه اليوم، تضطرك لركوب السيارة لأكثر من 20 دقيقة لقطع نفس المسافة، ناهيك عن تواجد المستوطنين في الشارع المذكور، واعتداءاتهم على من تبقى من السكان فيه، وهذا النموذج يخشاه اليوم سكان حي الشيخ جراح.

وتقول "الكرد" إن هذه الإغلاقات التي تفرضها على حي الشيخ جراح، كعقوبة على فضح أهالي الحي لممارسات الاحتلال بحقهم أمام العالم.

عارف حمّاد، أحد سكان الحيّ، قال إنّ قوات الاحتلال تضيّق على السكان لدفعهم كي يغادروا منازلهم في الحي ويتركوها للمستوطنين، لكنّها أمنية من المستحيل أن تتحقق -كما يؤكد-.

وأضاف لـ “نبأ" أن أهالي الحي لا يعرفون متى سيكون هناك ردّ من المحكمة الإسرائيلية أو المستشار القانوني للاحتلال، فيما يتعلق بملف حي الشيخ جراح، الذي كان شرارة الأحداث الأخيرة والتي وصل صداها إلى قطاع غزة والضفة والداخل المحتل.

وتحدث "حمّاد" عن أصناف "العذاب" التي يعيشها سكان الحي، قائلاً "إنّ أي مواطن يريد دخول منزله يجب أن يحمل هويته الشخصية معه ووثائق أخرى، وفي حال نسيها، فلن يُسمح له بذلك، بينما يتجوّل المستوطنون بحماية شرطة الاحتلال في الحي بكلّ أريحية".

مواطن آخر من الحي، وصف الإغلاق المفروض عليهم، بالسجن الكبير، وقال "إنّ طلبة المدارس يتعرّضون إلى مضايقات الاحتلال خلال توجههم إلى مدراسهم".

ولا تقتصر انتهاكات الاحتلال على أهالي الحي فقط، إذ طالت الصحفيين والمتضامنين الذين يحاولون الوصول الى الحيّ، مشيراً إلى أنّ المستوطنين يتجولون بأسلحتهم.

من ناحيته، يؤكد نبيل الكرد أحد أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء القسري، أنّ اهل الشيخ جراح يمتلكون الوثائق التي تثبت ملكيتهم للمنازل، وليس كما يدعي المستوطنون.

وذكر لـ “نبأ" أنّ الاحتلال يخطط لإقامة ما يسمى "الحوض المقدس"، وبدايته من حي الشيخ جراح، ولهذا السبب مطلوب من جميع العالم الوقوف مع أهالي الحي وإسنادهم.  

وأشار إلى أن فترة وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحكم، كانت الأصعب على سكان حي الشيخ جراح، نظراً لأن المستوطنين استغلوا الدعم اللامحدود من الإدارة الأمريكية لهم في محاولات بسط السيطرة على بيوت الشيخ جراح المهددة بالإخلاء القسري.

ووصف "الكرد" ما يقوم به المستوطنون وسلطات الاحتلال في الحي، بأنها عملية سرقة بما تحمل الكلمة من معنى، وليس اجراءً قانونياً كما يزعمون.

ويعيش في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، 28 عائلةً، تواجه خطر الترحيل لإحلال المستوطنين مكانهم.

ويقع حي الشيخ جراح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس قرب باب العمود، وعمره أكثر من 900 عام، فيما تبلغ مساحة الأرص المقامة عليها البيوت المنوي إخلاؤها 18.600 دونماً من المساحة الأصلية للحي.

وكالة الصحافة الوطنية