نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بلا دفن ولا وداع أخير

الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 113 شهيدًا فلسطينيًا

جنين – نبأ – علا مرشود

للفلسطينيين مناسباتهم الخاصة التي يحيونها على مدار العام، فإلى جانب يوم النكبة ويوم النكسة ويوم الأسير الفلسطيني ويوم الأرض الفلسطيني، أصبح هناك اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يصادف 27 آب من كل عام، وكل من هذه المناسبات تحمل ألمًا مختلف التفاصيل.

منذ بدء الاحتلال سنة 1948 وهو يواصل سياسة احتجاز جثامين الشهداء كنوع من أنواع العقاب الذي يمارسه يحق أهالي الشهداء، وكرادع لكل من يفكر بالتوجه للعمل المقاوم، ومنذ ذلك التاريخ ظهر ما يعرف بمقابر الأرقام.

إلا أن المحامي محمد عليان والد الشهيد بهاء عليان المحتجز جثمانه يؤكد أنه منذ العام 2015، بدأت إسرائيل باحتجاز جثامين الشهداء في الثلاجات ضمن سياسة ممنهجة تتيح لهم سرقة المزيد من الأعضاء، أو استعمالها لإجراء تجارب ودراسات في كليات الطب الإسرائيلية.

وحسب الناشط حسين شجاعية منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فإن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز "جثمان 112 شهيدا في الثلاجات، وبارتقاء الشهيد عدي التميمي الليلة الماضية فإن العدد يصبح 113 جثمان بالإشارة إلى احتجازه جثامين 23 شهيدًا منذ مطلع العام 2022.

يذكر أن من ضمن هؤلاء الشهداء أحد عشر طفلا تقل اعمارهم عن ثمانية عشر عاما، وشهيدتين بالإضافة الى ثمانية أسرى شهداء محتجزين قضى بعضهم عشرات السنين داخل السجون قبل ارتقائهم في سجون الاحتلال.

وعن ظروف الاحتجاز أجاب شجاعية أن الجثامين محتجزة في معهد الطب العدلي ابو كبير بين مدينتي القدس ويافا  في ظروف سيئة غير إنسانية، حيث يتم احتجاز الشهداء بثلاجات تقل برودتها عن ثلاثين واربعين درجة تحت الصفر، وهذا ما يشكل جليد فيجعل جثامين الشهداء عبارة عن قوالب ثلج.

وخلال حواره مع نبأ لفت شجاعية إلى أن الاحتلال يغلق جميع الطرق والمنافذ القانونية بملف استرداد جثامين الشهداء وخاصة أن الاحتلال يربط هذا الملف الإنساني بملف سياسي، وهو ملف التفاوض على الجنود الإسرائيليين الموجودين في غزة.

وأضاف: "في إحدى الحالات ردت المحكمة العليا بأنها تحتجز الجثمان لاستخدامه كورقة ضغط ومساومة في صفقة التبادل القادمة".

إلا أن الحرمان من الدفن ومن الوداع الأخير ليس فقط ما يقض مضاجع أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم بل إن ما اكتشف مؤخرًا حول سرقة أعضاء الشهداء وبيعها او استخدامها لعلاج الجنود واستخدامها في كليات الطب الاسرائيلية هو ما يزيد من مخاوف الأهالي، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء محمد اشتية، في 4 تمّوز/يوليو 2022.

وبين شجاعية أن هناك شكوك دائمة لدى العائلات الفلسطينية وعائلات الشهداء حول موضوع سرقة الاعضاء وخاصة بعد تصريحات المدير السابق لمعهد ابو كبير الذي تحدث عن سرقة اعضاء بين فترتي الانتفاضتين الأولى والثانية لشهداء فلسطينيين، بموافقة القانون.

وذكر شجاعية أن كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية تجرم هذه الممارسات وترفض احتجاز جثامين الشهداء وتطالب بتسليم جثامين الشهداء ودفنهم بما يليق بكرامتهم الاجتماعية والإنسانية والدينية وهو أدنى الحقوق.

ومن جهته والد الشهيد قيس شجاعية الذي ارتقى قبل أيام وكان آخر الشهداء الذين احتجزت جثامينهم يعبر عن الألم المضاعف الذي تعاني منه العائلة نتيجة حرمانهم من وداع نجلهم ورؤيته بعد استشهاده فيقول: "في القلب غصة وألم شديد وحسرة، لأن احتجاز جثمان قيس ووضعه في الثلاجات وحرماننا من رؤيته زاد من شعور الفقد وعمقه".

وكالة الصحافة الوطنية