نبأ – نابلس – شوق منصور
تتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية وخصوصًا في منطقة نابلس التي تشهد تحولا كبيرا في أعمال المقاومة والتصدي للاحتلال والتي تقودها مجموعة "عرين الأسود" التي يحاول الاحتلال تفكيكها من خلال دمجها في الأجهزة الأمنية والضغط على السلطة لاحتوائها.
في هذا الشأن، قال المحلل السياسي سامر عنبتاوي، إن دولة الاحتلال أعطت السلطة الفلسطينية مهلة من أجل تفكيك مجموعة عرين الأسود، فهي مرتبكة بالتعامل مع هذه المجموعة المقاومة، لأنها تعلم أن أي سيناريو سيطبق كاجتياح شامل أو محاولات تصفية أو الدخول إلى البلدة القديمة سيكون مكلفا على كافة الأصعدة.
وأضاف عنبتاوي في حديث مع "نبأ"، أن سلطات الاحتلال تحاول إنهاء عرين الأسود، ولكن دون تدخلها المباشر لذا أعطت مهلة للسلطة الفلسطينية لحل هذا الموضوع، مشيراً إلى أنه بالفعل بدأت المشاورات والمفاوضات مع هؤلاء المقاومين وعرض عليهم تسليم انفسهم وأسلحتهم لسلطة وإنهاء ملفاتهم.
وأوضح أن ظهور هؤلاء الشباب كان نتيجة طبيعية لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، أي أن ما أدى إلى هذا التصعيد هو الاحتلال، من خلال الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، والاجتياحات اليومية، واقتحامات واعتداءات المستوطنين، والاغتيالات، فكل هذه الأمور صعدت من ردة فعل المقاومين.
وتابع: "أصبح بعد كل هذه الممارسات هناك نهج يتنامى ويكبر يوماً بعد يوم، وهذا النهج أخذ شكلا أقرب ما يكون إلى انتفاضة، وبالتالي أصبح هذا الموضوع أصعب على السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن الاحتلال بدأ بتطبيق عقابات جماعية وقام بإغلاق مداخل نابلس، وعدم إعطاء تصاريح، كل هذه الإجراءات من أجل الضغط على السلطة وعلى المواطنين وعلى المقاومين.
وأكد عنبتاوي على أن دولة الاحتلال تحاول إلقاء المسؤولية على السلطة الفلسطينية، ولكن هي بذلك تضعف السلطة وتضعف العمل السياسي والمواطنين، وبالتالي من الممكن أن تتفجر الأمور إلى أكبر من ذلك.
وبحسب عنبتاوي، فإنه في ظل تصاعد الأمور فإن التسوية غير واردة، ورغم أن دولة الاحتلال تحاول الضغط بكل الطرق للوصول إلى تسوية؛ ولكن أعتقد أنه ليس بهذه السهولة، وحتى ولو تم التوصل إلى تسوية لن تكون دائمة، لأن بعد ذلك دولة الاحتلال هي من تبادر بالاعتقال والقتل والتدمير، فالاحتلال لن يتوقف عن اقتحام الأقصى، ومنع اعتداءات المستوطنين، لذا لن يكون هناك تراجع لوجود المقاوم.
وأكد عنبتاوي على أن الحل ليس في تسليم هؤلاء المقاومين أنفسهم للسلطة الفلسطينية، فالحل يكون بإنهاء الإجراءات التعسفية التي تقوم بها بحق الشعب، ففي ظل استمرار هذه الإجراءات وعدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات فإن المقاومة سوف تبقى مستمرة وحتى ولو انتهت في موقع سوف تبرز في موقع آخر وبالتالي هذا ليس حل جذري.
يشار إلى أن الاحتلال يواصل لليوم السابع على التوالي حصار مدينة نابلس، بإغلاق جميع مداخلها، بعدما تمكن مقاومون من قتل أحد الجنود وإطلاق النار على قوات الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون اقتحام المدينة بين وقت وآخر.