نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

المقاوم الذي لم يترك سلاحه

قيس شجاعية..  جريحا فأسيرًا ثم شهيدا

121.JPG

رام الله-نبأ-رنيم علوي:

مُحبٌ لوطِنه، حَنون وطموح، غيرته على أرضه تيمَنت بأخيه البهاء، يميل بقلبه إلى قبلته الأقصى، ترك وصيته لتستقر بين أكتاف والدته وكأنه يرى الشهادة أمامه، وقبل سبعِ سنوات أصيب برصاص الاحتلال ليعود أول أمس إلى نفس المكان ويستشهد، إنه قيس شجاعية.

ابن الـ " 23 " عاماً، من بلدة دير جرير شرق مدينة رام الله، استشهد مساء الجمعة برصاص الاحتلال بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "بيت إيل" شمال رام الله وسط الضفة الغربية.

"من المقلاع إلى الرصاص"

وفي حوار مع والد قيس، الأستاذ عماد شجاعية، قال إن قيس لم يترك سلاحه "المقلاع" قبل سنوات، وكان دائم القول بأن " المقاوم لا يترك سلاحه"؛ يحب المقاومة ولكن في ذات الوقت محبٌ للحياة بِشكلٍ كبير؛ ورغم حبّه لها إلا أنه تخلى عنّها فداءً لوطنه.

وأردف شجاعية لِـوكالة " نبأ"، أعلم أن ابني قد استشهد وهذا ما كان يتمناه؛ إلا أن ما تمناه ناقص فقد كان يرغب بأن يكون هذا الشرف في ساحات المسجد الأقصى المُبارك.

وعن حلُمه تحدث، "حَلم بأن يعيش في بلدٍ حرّ، حيث الكرامة والعزّة"، واسترسل شجاعية بالدمع أنه كان يراه بعد خمسِ سنواتٍ من اليوم صاحبُ عائلة، في بيتٍ أُسري.

إصراره قاده إلى الشهادة

وفي صمتٍ خيّم الحديث للحظة، مستذكراً الوالد مواقف جمعته مع ابنه لا تنسى، واصفاً إياها بالكثيرة، " عِناد قيس في كثير من المواقف هو سيّد العقل الآن، وعند استذكارها قال إن هذا العِناد قاده إلى أن يصل بطريقِ معركةٍ مع الاحتلال".

واقتحمت قوات الاحتلال صباح يوم العملية بلدة دير جرير متجهة إلى منزل والد الشهيد لتعيث فيه الخراب والدمار، واعتقال 4 من أبناء البلدة وأحدهم ابن عم قيس، محمد شجاعية.

وأشار عماد شجاعية أن هذه الاقتحامات بالنسبة لهم كعائلة ليس حديثة الولادة، فقد دوهم منزل عائلته في الانتفاضة الأولى عقب اعتقاله، ثم الابن الأكبر للعائلة بهاء الدين الذي يقضي حياته متأرجحاً بين الحرية والاعتقال فقد اعتقل قبل عِدة أشهر.

وقبلهما كان جدًّ قيس أحد أهم المطاردين في فلسطين، فهدم الاحتلال منزله وأبعده ليقطن في الأردن الشقيق.

وأنهى الوالد حديثه، بأنهم تلقوا خبر ابنهم بألمٍ شديدٍ وفخرٍ يعتزّ بهِ، لافتاً القول إلى أن قيس وأخيه البهاء حافظوا على إرث العائلة المقاوم في وجه الاحتلال.

مسيرة وطنية

وفي ذات السياق، دعت القوى الوطنية والإسلامية أمس إلى مسيرة حاشدة في بلدة دير جرير شارك فيها مئات المواطنين باتجاه منزل الشهيد قيس شجاعية.

ورفع الشبان والد الشهيد شجاعية على الأكتاف وسط هتافات مؤكدة على مواصلة السير على خطى الشهداء والمقاومة.

وهتف الشبان: "من دير جرير أعلناها ... قيس نجمة بسماها"، "يا خالد ابن الوليد ... جبنالك عريس جديد"، "والله لانوخذ بالثار والله يشهد علينا".

وأكد والد الشهيد في المسيرة أن ابنه استشهدَ مقبلاً غير مدبر، وهو يقاوم ويواجه الاحتلال.

وعبر والد الشهيد عن فخره بصنيع ابنه، داعياً الشبان لأن يكونوا على قلب رجل واحد في حب الوطن لرفع راية لا إله الا الله.

وقد شهدت الضفة الغربية أسبوعاً حافلاً بالمقاومة والعمليات البطولية والمواجهات التي امتدت على نطاق واسع، واستشهد خلالها 8 مواطنين برصاص الاحتلال، فيما قتل وأصيب عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين.

وكالة الصحافة الوطنية