جنين – نبأ – علا مرشود
يواجه الأسير إياد نظير عمر (40) عامًا من مخيم جنين، ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، فلم يكفه ألم الاعتقال والأسر، بل أضيف إلى ذلك ألم أشد، ليكون أحد الأسرى المصابين بالأمراض الخطيرة، واليوم يواجه العزل الانفرادي في زنازين الاحتلال الباردة.
منذ ما يقارب الشهر يواجه الأسير إياد عمر العزل الإنفرادي في زنازين سجن "عسقلان" كعقاب على الخطوة التي اتخذها بإضرابه عن الدواء احتجاجاً على الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال بحقه رغم وضعه الصحي الصعب حسب ما ذكره لنبأ أخيه عرسان عمر.
وأشار عرسان إلى أن أخيه إياد يعاني من ورم سرطاني في الدماغ منذ ما يزيد عن 3 سنوات عاش خلالها إياد رحلة مريرة من الإهمال الطبي، حتى تفاقم وضعه الصحي وتسبب الورم له بالإغماء أحيانا وأضعف قدرته على النظر في أحيان أخرى.
بعد أكثر من عام على المعاناة، خضع الأسير إياد عمر لعملية إستئصال للورم، إلا أنه سرعان ما عاد للظهور مجددا، ويحمل عرسان المسؤولية لإدارة سجون الاحتلال التي بإهمالها والعلاج المجتزء الذي قدمته لأخيه تعرض حياته للخطر.
وتعيش عائلة الأسير إياد عمر أصعب اللحظات جراء عزله الانفرادي، حيث عبر شقيقه عرسان عن تخوفه من عواقب ما يتعرض له إياد من انقطاع عن الدواء وعزل في ظل وضعه الصحي الخطر، وعقب: "نحن الآن نعيش في دوامة ونفكر بإياد في كل لحظة خاصة وأننا لا نعرف عنه أي خبر ولم نسمع صوته منذ مدة"
واستنكر عرسان التهميش الذي تتعرض له قضية شقيقه إياد على الصعيد الإعلامي وعلى الصعيد الرسمي وتساءل: "لماذا لا يتم تناول قضيته وتفعيلها إعلاميًا وتداول أخباره؟"، ووجه رسالته للجهات المسؤولة وقال: "على الجهات الرسمية وبالأخص هيئة شؤون الأسرى أن تتابع القضية عن قرب وتتواصل مع الأسرى وأهاليهم وتكون حلقة وصل بينهم لتنصر مطالبات الأسرى وتطمئن الأهالي على أبنائهم".
وما يضاعف قلق وحرقة العائلة هو منع معظم أفرادها من الزيارة منذ سنوات فعرسان لم يتمكن من زيارة شقيقه منذ ما يزيد عن 15 سنة وبقية الاخوة منهم من لم يزره منذ سنتين ومنهم منذ اربع سنوات لأسباب منها كورونا أو المنع الأمني من قبل الاحتلال.
وطالب عرسان الجهات المختصة والشعب الفلسطيني بالقيام بواجبهم تجاه الأسرى عموماً، وتجاه إياد خصوصاً، وأردف: "أقل القليل أن تنظم وقفة للتضامن مع إياد، بماذا ستكلفكم الوقفة التضامنية؟، وليس فقط من حق أخي إنما جميع الأسرى المرضى والأسيرات".
ومن جهته حمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير المريض بالسرطان إياد نظير عمر جرّاء عزله المتواصل منذ نحو أسبوعين، ولفت النادي أن الإدارة تتعمد المماطلة والإهمال الطبي بحق إياد والأسرى المرضى كافة، حيث لم يتم إجراء أي فحوصات للأسير بعد خروجه من المستشفى.
وطالب النادي وعائلة الأسير إياد كافة جهات الاختصاص بضرورة التحرك العاجل، للوقوف على التفاصيل الدقيقة للوضع الصحيّ للأسير
يذكر أن الأسير إياد عمرمعتقل منذ العام 2002 حيث يتهمه الاحتلال بالتصدي له والمشاركة في عمليات للمقاومة خلال الانتفاضة الثانية ومسؤوليته عن إصابة عدد من جنود الاحتلال، ويقضي إياد حكما بالسجن لمدة 25 سنة وكان يبلغ من العمر 17 عاما في حينه وخلال سنوات اعتقاله فقد والديه وحرمه الاحتلال الإسرائيلي من وداعهما، كما حرمت والدته من زيارته قبل وفاتها لمدة عشر سنوات.