نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

اغتاله الاحتلال واختطف جثمانه

"الباسل".. شهيد الفجر وحبيب "مخيم الجلزون"

رام الله-نبأ-رنيم علوي:

واسع العينين، ملامحه السوداء تُشير بحبه لعرين الأسود " الوطن"، يعشق الحرية فتارةً يُرى بأنه يتنقل بين رفاقه في زقاق مخيمه، وتارةً يرى الحرية في المقلاع والحجر مُدافعاً عن وطنه، قيل في وصفه " الشاب الخلوق الحالم، محبوباً لكلِ من رآه، أحبّه الناس فأحب الله قربه لينال مِنزلة الشهادة". 

باسل بصبوص شهيد الفجر، اختارته رصاصات الاغتيال تغّيبه عن دنيا الرحمن، متناسية أنها أهدته الحياة في منزلة الشهداء، استشهد صباح اليوم في رصاص الاحتلال على مدخل مخيم الجلزون برفقة صديقه الشهيد خالد دبّاس، وإصابة ثالثٍ معهما. 

الشاب الطموح

على لسان ابن عم باسل، عيسى بصبوص وبحسب وصفه للشهيد يقول بأنه شابٌ طموح، محبوبٌ لدى كل المخيم، يعيش على حُلمٍ كأي إنسان أن يكون لديه منزلُ مع عائلة على سنة الله ورسوله، وبجانبها سيّارة تعينه على مشقة الطريق.

وأكمل حديثه بصبوص لِـوكالة " نبأ": باسل يعمل في محلِ أطعمة يصنع " البيتزا" ينتظر الليل حتى ينهيَ عملَه لينطلق مع رفاقه في جولةِ سهرٍ، والليلة الماضية لم تكن على غِرار ما سبقها، فقد تلقينا اتصالاً بعد منتصف الليل قرابة الفجر أن باسل ومن معه مصابين برصاص الاحتلال. 

وما إن لبثوا بعد أن سمعوا الخبر حتى انطلقت عائلة باسل إلى المكان الذي أطلق فيه النار على الرفاقـ آملين أن يسيروا بهم إلى المستشفى وأن إصابتهم ليست بالبليغة، إلا أن ؛ الاحتلال الإسرائيلي قام بإنشاء طوقٍ أمني على المنطقة القريبة من الإصابات دون السماح لأحدٍ بالإقتراب.

أين الجثمان؟

عيسى بصوتٍ رقيق، يقول باسل ورفاقه مكثوا أكثر من نصف ساعة ينزفوا الدم بلا نجدة، وثم تم نقلهم إلى سيارة الاحتلال ليفتحوا الطريق المغلقة، إذا وماذا حدث بعد ذلك؟ 

يجيب بصبوص بالقول، أخذت الجثمان ولا خبر حول موضوع تودعيه أو تسليمه، والعائلة تنتظر ما يبردُ على قلبها من إعادته، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يبلغ عائلة الشهيد فيما يتعلق بالجثمان.

مشاراً إلى أن الشهيد باسل لديه شقيق معتقل في سجون الاحتلال ومحكوماً عشرة سنوات، وقضاها منهم 5 سنوات. 

يقدّم للوطن كأخيه

وفي وصف الباسل قال إنو مواقفه كلها مشرّفة للأهل والوطن، وكانت العائلة من خوفها عليه دائمة التذكير له بأن لا يُكثر من ضربِ الحجارة ومواجهة الاحتلال، إلا أنه عنيدٌ فداءً للوطن يريد أن يقدم كما قدّم أخاه أحمد، المُعتقل منذ عام 2018 لدى الاحتلال ومحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات. 

ومن الجدير ذكره، أن 200 رصاصة اخترقت سيارة الشهداء، وارتفع منسوب الشهداء لِــ 167 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، منهم 88 خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وكالة الصحافة الوطنية