القدس - نبأ - نواف العامر
وكأن على رؤوسهم الطير، هو حال شرطة الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى، شاب مقدسي يشارك في مسيرة حاشدة تعبر باب السلسلة نحو الأقصى، يقترب من شرطي إسرائيلي يهتف في أذنيه هتافات النصر والتكبير ولا يملك إلا أن يشيح بوجهه، خاسئا وهو حسير.
مدينة القدس استيقظت بشوارعها وأحيائها مترامية الأطراف خرجت عن بكرة أبيها بعد أن تجاوزت عقارب الساعة، الثانية فجرا، تجدد البيعة لمن بايعها، وتعبر عن احتفائها بالنصر.
مساجد المدينة المقدسة أطلقت هتافات التكبير إيذانا ببدء جولة الأفراح المقدسية في ضواحي وأحياء كفر عقب والرام وقلندية وسمير أميس شمالا، ومخيم شعفاط والمحيط ، سلوان وصور باهر جنوبا والعيزرية شرقا وصولا لباب العامود.
ولم تطق شرطة الاحتلال الحالة فأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت نحو مسيرة مركبات في سلوان وحررت مخالفات لمركبات في المدينة في محاولة لتنغيص الفرحة قبل أن تجتمع الحشود عبر بوابات البلدة القديمة ومنها لباحات المسجد الأقصى وأروقته.
وفور وصول الحشود سجدوا سجدتي الشكر والنصر على وقع تكبيرات العيد في نسق يحاكي عيد الفطر الذي غابت فعاليات الاحتفاء به نظرا للحرب الدائرة في غزة دفاعا عن الأقصى والشيخ جراح .
ولم يختلف حال مدن رام الله والخليل وبيت لحم ونابلس وسلفيت وأريحا وطوباس وجنين وطولكرم وقلقيلية عن فعاليات ومعالم الفرح في القدس وغزة والشتات بإنتصار المقاومة في غزة بعد اثني عشر يوما من المواجهة الملتهبة.
فقد انتظمت مسيرات المركبات عقب دخول الثانية فجرا حيز التنفيذ كموعد لوقف النار فيما شهدت مساجد الضفة بمدنها وقراها ومخيماتها صلوات الفجر العظيم أعقبها مسيرات جابت الشوارع والأحياء دعما وبهجة بنصر المقاومة.
وفي مختلف مواقع وساحات الضفة الغربية عانق العلم الفلسطيني الرايات الخضراء على وقع اغاني واناشيد المقاومة والهتافات لقيادات المقاومة ومحمد الضيف وغرفة العمليات المشتركة.
على ذات الصعيد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة غير مسبوقة من التفاعل والابتهاج بنصر المقاومة وهزيمة جيش الاحتلال ونشرت الصور ومقاطع الفيديو وعبارات الثناء وكيل المديح المعبرة عن الانتصار وتلك الداعية للحفاظ على قوة المقاومة وإنجازاتها وبعث الحياة من جديد في مصانعها وقدراتها التي شكلت قوة ردع للاحتلال قبل وأثناء معركة سيف القدس التي مثلت أداة النصر على حماية الأسوار التي أطلقها الاحتلال على عدوانه على قطاع غزة.