القدس – خاصّ نبأ:
لن يتمكن الشهيد فايز دمدوم من استقبال شقيقه الأسير عبدالعزيز المعتقل في سجون الاحتلال منذ 4 سنوات، والمقرر الإفراج عنه في شهر نوفمبر القادم، كما أنّه لن يحضر زفاف شقيقه الأكبر، الذي كانت تتهيأ والدتهما لطلب يد فتاة له خلال الأيام المقبلة،فقد مضى شهيداً برصاص جنود الاحتلال في بلدته العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة .
واستشهد "دمدوم" ابن الـ18 عاماً، عصر السبت، حينما كان يقوم دراجته النارية، بالقرب من مسجد المرابطين في بلدة العيزرية، بعدما أطلق جنود ما يسمى "حرس الحدود" النار عليه، وأصابوه بجراحٍ قاتلة في العنق، دون أن يُشكل أيّ خطرٍ عليهم .
وفور الإعلان عن استشهاد "دمدوم"، عمّ الإضراب التجاري، البلدة، وأعلن الحداد، فيما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، بعد تشييع الشهيد، مع حلول المساء .
تقول والدة الشهيد فايز، إنّ نجلها أصيب أكثر من مرّة برصاص الاحتلال، كان أخطرها خلال العدوان الاسرائيلي على غزة العام الماضي، وأمضى في العلاج من الإصابة أكثر من ستة أشهر.
وتستذكر الأمّ حادثةً مع نجلها خلال شهر رمضان الماضي، حيث حاول الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة والاعتكاف، لكنّ جنود الاحتلال اعتقلوه، بعدما قفز عن جدار الفصل العنصري، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وأجبروه على التوقيع على غرامة بقيمة 10 آلا شيكل، لعدم تكرار المحاولة من جديد، مشيرة إلى أنه بعد يومين من ذلك، أعاد المحاولة ونجح في الوصول للأقصى لتعلقه به، غير آبهٍ بإجراءات الاحتلال.
وتؤكد أن نجلها "فايز" كان يتمنّى الشهادة على الدوام، ونال ما تمنى، لكنّها تشير إلى أن جنود الاحتلال قتلوه بدمٍ بارد، بثلاث رصاصات إحداها في عنقه.
وتبين أن نجلها الشهيد، كان دائماً ما يتحدث معها عن الشهداء، وخاصةً الشهيد ابراهيم النابلسي، ويخبرها عن صبر والدته وثباتها، كما أنه طلب منها أكثر من مرّة أن يصطحبها لزيارة قبر "النابلسي".
وقالت إنّه بعد جريمة الاحتلال البشعة في جنين، يوم الأربعاء الماضي، واغتيال 4 من المقاومين، ارتدى لثامه، وخرج يدعو المحال التجارية في العيزرية إلى الإضراب، والتضامن مع جنين ومقاومتها، مشيرة إلى أن هتافه خلال ذلك كان "اشبعوا كرامة".
وجاء استشهاد الشاب فايز دمدوم في العيزرية، على وقع التصعيد الذي تشهد الضفة الغربية المحتلة، وارتفاع عدد عمليات اطلاق النار التي ينفذها المقاومون، حيث سجلت اليوم الأحد 3 عمليات إطلاق ضد اهداف إسرائيلية، في منطقة نابلس شمال الضفة المحتلة .
وتخشى أوساط أمنية إسرائيلية من انتقال عمليات إطلاق النار من شمال الضفة الغربية المحتلة إلى داخل "الخط الأخضر"، وإقدام خلايا المقاومة التي تنشط في شمال الضفة خاصة في جنين ونابلس، بتنفيذ عمليات في المدن المحتلة عام 48.