نبأ – رام الله – رنيم علوي
تثير عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية حالة من الذعر لدى الاحتلال الإسرائيلي ومخاوف من نشوبٍ انتفاضة جديدة، مما جعله يحكم قبضته الأمنية عليها، مع مؤشرات توحي باتساع رقعة المواجهات.
الناشط السياسي طارق خضيري يؤكد، أن ما يجري اليوم في الضفة الغربية هو امتدادٌ لحالةِ ثورية بدأت منذ عام 2021 بالتزامن مع معركة " سيف القدس" حتى امتدت إلى مختلف مناطق الضفة الغربية بدءً في جنين ونابلس وصولاً إلى رام الله والخليل.
وأوضح خضيري لِـوكالة " نبأ" أن هذه الظاهرة التي بدأت بتشكيل مجموعاتٍ قتالية وانتفاضة شعبية، دفعت لاحتضان شعبي انتهى بالالتفاف حول المقاومة لتغيير الوضع القائم.
وأضاف أن هذه الحالة ساهمت في خلقِ قيادة جديدة بعيدة عن الفصائلية، وتنتمي إلى الوحدة الوطنية؛ يجتمع المواطنون حولها بلا سبق قرار ولا تعيينٍ من جهات معينة.
وتابع: "إن هذه القيادة اجتمعت على خيار المقاومة؛ لتشكيل نقطة تحولٍ في تاريخ العمل النضالي بالضفة الغربية بعد صمتٍ دام لأكثرِ من عشرينَ عاماً".
ونوه بأنه لا عودة إلى ما كانت عليه الضفة الغربية سابقاً قبل "سيف القدس"، ولذلك؛ لأن المواطن الفلسطيني بات أمام حالة ثورية متصاعدة يوماً تلو الآخر، وأردف يتساءل، ماذا لو استمرت اقتحامات المسجد الأقصى وعربدة المستوطنين؟
ويتوقع خضيري أن تتوسع دائرة الاشتباك والاصطدام مع الاحتلال الإسرائيلي بدخولِ قطاع غزة ولبنان إلى ساحة المعركة.
نمط جديد
لَم تَعد صورة الفلسطيني كما عُهد سابقاً في انتفاضة الحجارة يواجه المحتل بالحجر والمقلاع بل أضيف عليها اليوم "السلاح" وهذه الأحداث باتت تتكرر في كل الضفة الغربية وليست فقط جنين ونابلس، فـإلى أين ستصل؟
القيادي في الجبهة الشعبية والسياسي صلاح خواجا، يعتبر أن الأوضاع في الضفة الغربية هي نموذج على ما جرى في الانتفاضة الأولى ، وقال: " لا أحد يستطيع الحديث عن هندسة الانتفاضة أو يتعامل مع مجريات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بأنها وقعت على شعب خانع.
وأضاف خواجا لِـ وكالة " نبأ" الواقع سيشهد مزيداً من التحدي في مواجهة سياسة الاحتلال وجرائمه، وأن الضفة الغربية مرشّحة لاستمرار الحالة الحالية وإن كانت بشكل متفاوت كالأمواج تصعد أحياناً وتخبو أحيانا أخرى.
وفي تقريرٍ لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي لعام 2022 ذكر أنّ أحد أبرز التهديدات التي تواجه الاحتلال هي الجبهة الداخلية في فلسطين المحتلة.
وجاء في التقرير أنّ "الساحة الفلسطينية تشكل تحدياً خطراً أمام إسرائيل"، وأنّ "الوضع الأمني في الضفة الغربية يغلي، لكن إسرائيل تحاول السيطرة عليه عبر أنشطة مكثّفة لقواتها، بالتنسيق مع أجهزة السلطة الفلسطينية".
في الوقت الذي تعتمد فيه "إسرائيل" على مساهمة السلطة الفلسطينية في ضبط الوضع في الضفة، انتقد المسؤول السابق في "الشاباك"، عادي كرمي، أداء السلطة، وقال إنّها "لا تقوم بعملها بصورة كافية في إحباط الإرهاب"، مشيراً إلى أنّ "الفلسطينيين نفّذوا أكثر من 60 هجوماً نارياً منذ مطلع السنة، فيما أحبط الشاباك نحو 220 هجوماً آخر"، على حدّ قوله